الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤنث لا يؤنث

فرات إسبر

2008 / 10 / 16
الادب والفن


ماذا نقول عن المرأة في المنفى ؟
اي حصان تمتطيه أيامها؟
واي رصاص يطلق بين ساقيها ؟
عاش المنفى... مات المنفى .. هكذا تتوالى الطلقات .
اقدام تسير إلى المنفى، بوجهين ، وجه أختاره الله ، وآخر أختارته الغريبة .
أي حصان جسور يعيدها إلى تلك التلال ؟ إلى الهضاب المنسية تحت قباب الله؟ للهجر اسباب وعلة. وكل شئ بقضاء .
هو الوجه الكريم، الذي منحنا حياة ليست كريمة . الجغرافيا كانت ضيقة علينا .
لا مساحات في خيام البدو .
المنفية في الأبد ، لا أرض لها، ولا وجه . تتقاسمها جهات، لا تعرفها .
في رأسها تدور الحروب .تقيمُ عليهم الحّد، تقاتلهم .

في عمق الجرح ينبت وجهان للغريبة . لا اوسمة للنساء . دائما يُمنحٌ الحديٌد للرجال . سلام عليهن النساء ، يغادرن مرتين في فم الجرح . جرح الغياب. وجرح اللاعودة .

لا هوية لي ، انا بحجم المساحة التي خلقت بها. يدان فار غتان .
المسافة بين نفسي ومنفاي واحدة . لقد كان المنفى القربٌ القريب، و البعدٌ البعيد. أمراةٌ خاوية اليدين من الاحلام . جسد هشمته الهشاشة..
لم يكن لي بيت ولا شمس . لم يكن لي غير اسباب الهجر .!!

بلا ملامح، كنتٌ ،كأمراة خرجت لتوها من حرب ضروس . في الهزيمة انتصار آخر . كنت أبحث عن الغياب الذي لا يعرفه أحد . كنتُ في الوجع الذ ي لا يعرفه أحد .
هكذا كان وجهي، صورة الغائبة. مختلفةٌ وغريبةٌ ، لا أحد يقرأها كما يجب أن ُتقرأ.
حروف ابجدية، تاهت ملامحها في أوجه متعددة . تذوب عناصرها وتتفاعل كالكيمياء في أجساد متعددة . بقدر ما هي عنصر خالق ، بقدر ماهي عنصر غائب.!
منفاي زهرة .. في بستان المنفى .. زهرة بالوان متعددة أختلط فيها الجناس والطباق
ظهر فيها وجهي، وبدا الشرخ كبيرا بيني وبين أهلي . لا ملامح لي هناك .لي سرير اسمه النسيان.
لا أثر للفراشة في الخزائن . لا صور على الجدران. هكذا المؤنث لا يؤنث ، هكذا لا يعول عليه. خالفوا جدهم ، فبقدر القرب منه ، بقدر البعد عنه، متساوون . !!

في وردة الحنين اخبئ اشواقي. اعصر الندى كأسا على شرفات المغيب، ارشفها حريقا وشوقا وسما زعافا .
أحيانا و في ذروة الحنين إليها، ابكي منها، وابكي عليها ,الومها ،
فهي نهري ،وأنا ضفتاه، ولا لقا ءبيننا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو