الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين

ضياء حميو

2008 / 10 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


أعتذر لسيدة مسيحية أولى، كانت أما لي في ليلة عرسي، حين بعدت الأم، فرحتْ كما تفرح الأم لابنها ! آوتني مع عروسي في زمن نحس آخر كهذا الزمن قبل أكثر من ستة عشر عاما..!
واعتذر لسيدة مسيحية أخرى آوتني بعد ثلاث سنين في زمن نحس آخر وهذه المرة بعائلتي الصغيرة وطفلة في الثانية من العمر ، واعتذر لكل أصدقائي ورفاقي المسيحيين العراقيين عما يصيبهم الآن من قتل وتشريد في زمن ردئ سيمضي وهم الباقون!
ماكانت تعرف السيدتان والى الآن أسمائنا الحقيقية ، ولا من أين أتيت مع زوجتي ، ماكان يعني لهما شيئا إن عائلتي عربية شيعية ، أو إن عائلة زوجتي كردية سنية ، كان يكفيهما إننا عراقيان طيبان ، وبحاجة لمساعدة !
تقاسموا معنا المأكل ، وأثاث البيت البسيط ، ورأفة ومحبة ، تخجل من صدقها اللامتناهي ، بل ورعاية بنتنا الصغيرة ، التي صارت تغني أغاني الأطفال باللغة السريانية ، وجدتْ طفلتنا في حبهم ما عوضها عن الجدة والجد والعائلة الكبيرة .
سيدتيَ..!
إن من يقتلكما الآن ويهجركما ، ماشرب من دجلة والفرات وان كان ..! ، ليس بكائن حي من يستهدف الطيبة والمحبة، الوفاء والإخلاص، الانتماء النقي بلا دول أو مذاهب، الأصالة والتسامح..!
مسيحيو العراق هم هذا وأكثر.
هل يختلف اثنان على طيبتهم وتسامحهم ؟! على رقيهم وتحضرهم وشجاعتهم ؟! هل نذكر " فهد " وشجاعته وإقدامه وحبة للعراق وفكره ألأممي ، لقد رأيت سيدتيّ حزنكما على " ملازم كارزان " الشهيد ابن الشهيد " بيا صليوا" التي أرعبت شجاعته الأعداء حتى قاموا باغتياله في العام 1991حقدا على شجاعة عراقي أصيل ؟؟!
هل اذكر القائمة من الشهداء التي تطول وتطول في شتى مجالات التضحية والوفاء للعراق وأرضه وناسه؟!
نبعَ حبهم لهذه الأرض ، وهم سكانها الأصليون وكلنا ضيوفهم ، ليس من دينهم ، وحسب .. هم أتباع ابن مريم ومحبته وتسامحه مع الجميع ،بل فراتهم ودجلتهم التي ماخانوها ولا فرطوا بها على حساب انتماءهم القومي أو الديني ، شعارهم " كل من شرب من النهرين فهو منا ونحن منه.

ألا خسئت يامن امتدت يدك إلى وجودهم الطاهر ، ماكنت كائن حيا أبدا ، بل أكاد اجزم إن سلم النشوء والارتقاء قد أخطأك ، وانك مازلت تنتمي إلى سلاحف تهيم على أربع يوازنها ذيل كبير مااكتمل نموه بعد !!
هم الأصل والوفاء ، حضارة الشمس والمياه والاخضرار ، والآخر التصحر والجفاف والبهيمية
هم " حمو رابي " والعدالة ، والآخر لقيط وبربري، هم الباقون والآخر إلى المزبلة ، هم تدفق النهرين الذي سينظفان يوما من زبالة الأيام .
سيدتيَ اعتذر لكما لأني لم استطع أن أخبركما بإسمي الصريح في تلك الأيام ، عرفتماني بإسم " حسن بابيونة " ، والآن فقط استطيع أن أخبركما إنني " ضياء حميو " ابنكما الذي شرب من ماء النهرين وطيبتكم ،وظل وفيا لكما ، ولكل من شرب من ماء النهرين ، وعروسي التي أحببتموها ماكان اسمها " ميديا " بل اسمها " بيان " أحبتكم دوما كما انتم !
انتمائكم ظل وسيظل وفيا ، للإنسان والحيوان ، والنبات ، والجماد في عراقكم انتم ، لاغيركم
ابنكم
ضياء حميو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من