الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رسالة شخصية إلى كمال سبتي : المعماريّ العراقيّ خالد السلطاني يتحدَّث عن مبنى إتحاد الأدباء..

كمال سبتي

2004 / 2 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 صديقي العزيز كمال
بعد التحية..
المعلومة التى ذكرتها لك عن وظيفة الاتحاد سابقاً ، صحيحة .
 لقد كان مبنى الاتحاد  " نادياً للهيئات الدبلوماسية في بغداد " ايامَ الحكم الملكي . وتدل فراغاته ولاسيما القاعة الرئيسية على خصوصية الوظيفة التى من اجلها  شيد المبنى .
اما المعلومة التى ذكرتَها بأنه كان " بيتا للوزراء السبعة "* <؟ > ، فانا لاعلم لي بها ، وانا أتكلم كوني مختصاً في العمارة العراقية الحديثة ومتابعاً لإنجازاتها .
ظلت ملاحظة اودّ ان اقولها : إنَّ اغلب  المنشآت التى بنيت في العراق  قد تم تبديل  إِشغالها مرات عديدة ، بسبب النقص الحاد في المنشآت والمباني،وكذلك جراء  المتطلبات الادارية الجديدة والمستحدثة التى فرضها واقع العراق الاداري منذ تأسيس الدولة في العشرينات .والذي كانت له اِحتياجات لا تسدها المسقفات البنائية .
لم يتمتع العراق بثقافة معمارية طيلة وجوده في التاريخ القريب . فالعثمانيون ، كما تعرف ، أهملوا البلد وأهله لقرون . وقد ظل عدم الاكتراث المعماري والبنائي سائدا ومسيطرا على ذهنية الناس حتى بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة  . وعندما أراد وليّ العهد السويدي زيارة العراق في الثلاثينات ، وقع المسؤولون العراقيون في ورطة . لم يكن سبب الورطة نوعية الاكل اوالشراب ، بل " الخلاء" اي المرحاض . فلم يكن في طول العراق وعرضه وقتذاك " تواليت غربي " ماعدا في مكانين او في ثلاثة : واحد عند المندوب السامي البريطاني ، واخر عند الملك فيصل ، والثالث عند  " ميس بيل "  والبلد كله باجمعه من اقصاه الى اقصاه كان يذهب الى " الخلاء " ليطير الشرب ! الامر الذي حدا بامانة العاصمة أن تبني على عجل ما دعيَ بعدئذٍ بـ " بهو الامانة " وفيه ، "في هذا البهو العتيد" تواليت غربيّ ، خُصِّصَ  لوليّ عهد السويد !
ولقد وصلت الامور في الحكم التوتاليتاري البغيض الى فواجع بنائية ومعمارية ، اذ أهمل الدكتاتوريون  مفردة الإعمار والبناء من قاموسهم الاداريّ ، وتبجحوا بالبناء الذي يخصهم فقط مما نجمت عنه كوارث بيئية ومعمارية . إذ لا يعرف الى الان مدى  الضرر الكبير الذي الحقوه بالبلد وبالعمارة .
أقول هذا ، ولا أستبعد من  إنَّ الاتحاد قد شُغِلَ من قِبَلِ مؤسسات اخرى .
أعرف بأني قد اطلت عليك ، ولكنى وودت أن امزحَ معك  متذكراً كلامك الجميل المشبع بالظرف والتهكم  و"الأرونيا " ، تبقى المعلومة التى قلتها في البدء صحيحة !
مع اعتزازي وتقديرى
اخوك
خالد السلطاني

* ذكرتُ في نصي عن إتحاد الأدباء " الإتحاد " ما كنا نتداوله في جلساتنا اليومية من أنَّ الإتحاد كان يسمى "قصرَ الوزراء السبعة " ، وقد كان يؤمه السياسيّ العراقيّ نوري السعيد . وصديقنا الدكتور خالد السلطاني الذي كان يزور الإتحاد زياراتٍ شبه يومية ، أستاذ متخصصٌ بارزٌ في العمارة العراقية . وعلى الرغم من أنه لم يجزم بأيّ رفضٍ للمعلومة ، بل لم يستبعد أن يكون الإتحاد قد شُغِلَ من قبلِ مؤسساتٍ أخرى ، إلاّ أن في تردده قبولَ المعلومة شكّاً واضحاً فيها.. { كمال ..} 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا لم توجه الدعوة لروسيا لحضور احتفالات الذكرى الـ 80 لإن


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب على جنوب لبنان • فرانس 24 / FRANCE 2




.. رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يجري مباحثات مع وزير ا


.. المستشار| ما سبب دعم أيرلندا الشعب الفلسطيني؟




.. الحكومة الإسرائيلية تعقد جلسة خاصة في ذكرى ما تعتبره ذكرى تو