الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكرمة الرئيس

خضير حسين السعداوي

2008 / 10 / 17
كتابات ساخرة


لا اعرف اوطانا ابتلت شعوبها بحكامها كما ابتلي الشعب العربي بهذه الافة التي اكلت الاخضر واليابس من حقوق وحريات هذا الشعب الذي يتربع على ارث حضاريا يمتد لالاف السنين فمن هذه الارض انطلقت ابجدية التحضر بما تعني هذه الكلمة من معنى، من هنا خط اول حرف ودونت القوانين وظهرت المباني وانتشرت المدن ، من هذه الارض انطلق انبياء الله يدعون الى الحق والعدل والحرية فيها السومريون والاراميون والفينيقيون والمصريون القدماء والذين اذهلوا العالم المتحضر في الوقت الحاضر بانجازتهم الحضارية الرائعة والتي تعتبر سرا من الاسرار التي لم يضاهيها اي شعب على هذه البسيطة هذا الشعب الذي احبه الله بهذه العبقرية الفذه والتي توجت بظهور الاسلام ليحمل مشعل التوحيد الى مشارق الارض ومغاربها هذا الشعب انطفا مشعله الحضاري ليعيش في دوامات الانظمة الدكتاتورية ويرجع الى المربع الاول قبائل متصارعة تحكمها مشايخ مزمنه ادمنت الجلوس على كرسي الرئاسة ، كل امم الارض توحدت ولملمت شعثها واتجهت نحو التطور والرقي الا امة العرب فشكرا لقادتنا و شكرا لهم اضاعوا فلسطين بعنترياتهم الفارغة . منذ بداية التنافس الاستعماري على الوطن العربي ومحاولة الدول الاستعمارية الحصول على المستعمرات بحثا عن الاسواق والمواد الاولية للانتاج الصناعي الهائل الذي اعقب الثورة الصناعية في اوربا كانت مصر من ضمن الاقطار التي تعرضت للغزو الفرنسي عام 1798ونقرا في تاريخنا اننا كعرب ومسلمين قاومنا هذا الاحتلال وساعدت ثوراتنا في فشل الغزو وانسحاب الفرنسيين مدحورين الا اننا نقرا كذلك ان لهذا الغزو فوائد مهمه كانت اساسا لنهضة مصر المبكرة ومن ضمن هذه الفوائد وصول المطابع الى مصر وظهور الصحف والمجلات والكتب واتصال المصريين بالحضارة الاوربية المتطورة في ذلك الوقت عن طريق البعثات التي ارسلت الى فرنسا على يد محمد علي باشا وظهور الاف مؤلفة من العباقرة والمبدعين في الفكر والشعر والفن والثقافة واصبحت المقولة
المشهورة متداولة بين المثقفين (( ان مصر تؤلف وبيروت تطبع والعراق يقرا )) الا انه كل هذه الجمهرة من المثقفين والفنانين والشعراء واصحاب الفكر لم تستطع ان تقنع دكتاتورا واحدا في وطننا العربي بترك كرسي الحكم بطريقة حضارية ليقرر هذا الشعب كبقية شعوب الارض في اختيار نظامه السياسي بحرية ودون انقلابات عسكرية توصل الحاكم الى السلطة وكانت النتيجة الحتمية لاي حكم دكتاتوري ان تكون نهايته اما بثورة شعبية دموية او بتدخل قوى اجنبية تطيح بالحاكم كما حدث في العراق ...
فشكرا لهم حين يمنحون المكارم السخية لانهم يملكوننا شكرا لهم ، بالامس اعتقل الصحفي المصري ابراهيم عيسى لانه اعتقد ان صحة الرئيس ليس على ما يرام وهذه الجريمة التي ارتكبها هذا الصحفي تستحق الموت ولكن حكمة الرئيس وعطفه الابوي تحولت الى السجن لمدة سنة واحدة ومكرمة من الرئيس لم يمض هذا الصحفي المتمرد سوى اشهر معدودات في السجن ليطلق سراحه مع جرة اذن بعدم تكرار مثل تلك التكهنات ، حلم احد العراقيين يوما انه في الحلم قام بانقلاب على الرئيس السابق صدام حسين واصبح رئيسا للجمهورية وعين وزراء من اصدقاءه وعندما قص حلمه على جماعته في المقهى وبما ان رجال الامن الشجعان في كل ارض وفي كل مكان اقتيد هذا المسكين الى الامن ولم يسلم حتى اصدقاءه الذين عينهم في الحلم وزراء ايضا اقتادوهم الامن واحدا واحدا ولكن هذا العراقي الحالم لم ينل مكرمة الرئيس كما نالها الصحفي المصري ابراهيم عيسى والله اعلم ماذا حدث لهذا المواطن المسكين (( ومن ها المال حمل جمال )) كما يقول المثل العراقي .....
فيا اخوتي صحفيو مصر سبحوا بحمد الرئيس وشكره على هذه المكارم السخية واياكم والتطاول على اولي الامر منكم حتى ولو كانوا فراعنة متجبرين لان ذلك معصية لله ، في اي زمان نعيش وفي اي مكان هل نحن على كوكب الارض ام في كوكب اخر هل نحن في الالفية الثالثة ام في القرون السحيقة الماضية عصر الجواري والغلمان والسلاطين ..
مشكلتنا اننا نجتر تراثنا دون ان نستفيد منه فها هو ابو بكر الصديق (رض) عندما اختير خليفة كانت اول خطبة له يقول (( اني وليت عليكم ولست بخيركم ان احسنت اعينوني وان اسات قوموني )) هل قراالحاكم العربي هذه الخطبة بتمعن هل قرا الحاكم العربي ان علي بن ابي طالب ( ع ) وهو خليفة يحتج على القاضي لان القاضي كناه دون ان يكني خصمه في الحادثة المعروفة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب