الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري واللعبة الخطيرة مع المنظمات التكفيرية الأصولية

أحمد الزعتر

2008 / 10 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


كانت إحدى خطط امريكا في مواجهة الإتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة ، هي خلق انظمة عقائدية إسلامية في الدول الإسلامية التي تحيط بالإتحاد السوفياتي ، لتصدير هذا النموذج لاحقاُ إلى الجمهوريات الإسلامية في الإتحاد السوفياتي ، ومن ثم خلق ثغرات قاتلة في الجسد السوفياتي . نجحت الثورة الإسلامية في إيران بمساعدة وتحضيرات امريكية وتم سحق وقتل وإغتيال للقوى اليسارية التي شاركت بالثورة بمن فيهم رجال الدين المتعاطفين مع اليسار كاية الله طالقاني ، وتزامناٌ قام الإنقلاب العسكري في تركيا تحت شعار الدفاع عن الإسلام ... والإسلام في خطر ، كانت افغانستان ايضاٌ من ضمن الستار الإسلامي المحكم حول الاتحاد السوفياتي ضمن الخطة الأمريكية ، والتي اجتاحها السوفييت كضربة استباقية لهذا المخطط ، استنفرت امريكا كل الأنظمة التابعة لها لإرسال المتطوعين لقتال الكفار وإخراجهم من ديار المسلمين ، تم إرسال الكثير واكتسب غالبيتهم مهارة كبيرة في القتال وفائض عقائدي جهادي ، خرج الإتحاد السوفياتي من افغانستان ، وانتهت الحرب البارده ، واصبح هؤلاء بلا عمل وبلا جهاد ، وبنفس الوقت كانت الاغلبية منهم تعاني من كيفية تصريف هذا الفائض العقائدي الجهادي العسكري الضاغط عليها .
دخلت إيران على الخط لتملأ الفراغ ، فهذه المجموعات المتدربة جيداٌ والعقائدية والحاقدة على مجتمعاتها التي تعيش حالة جاهلية حسب وجهة نظرهم ، شكلت استثماراٌ مهماٌ لإيران لتنفيذ مخططاتها البعيدة المدى في اجتياح الدول العربية ، وعلى الرغم من الإختلاف الجذري العقائدي بين هؤلاء وبين النظام الإيراني الفارسي ، إلا أن الموضوع لا يشكل مشكلة للنظام الإيراني ، الذي قال منظره الأول الخميني ..بأنه يتعاون مع الشيطان في سبيل مصلحة بلاده... في رده على الرئيس الإيراني أبو الحسن بني الصدر عندما فاتحه بموضوع تصدير اسرائيل للسلاح الى ايران .
دخل النظام السوري على الخط أيضاٌ . كانت البريسترويكا التي قادها غورباتشوف في الاتحاد السوفياتي من أكثر الأمور كارثية على الأنظمة العسكرتارية في دول العالم الثالث ، فقد تولدت قناعة لدى القيادة السوفياتية ، أن الانظمة الديكتاتورية والتي تدعي الثورية والإشتراكية هي انظمة كاذبة ، راكمت ثرواتها عبر الفساد ، وهي عميلة بشكل او اخر لأمريكا والغرب ، وهذه الأنظمة تستغل الإتحاد السوفياتي فقط لإرساله السلاح المجاني لها ، لتستخدمه هذه الأنظمة لاحقاٌ في قمع شعوبها وليس في الدفاع عن أوطانها . لم يكن النظام السوري استثناءٌ من هذه الرؤوية السوفياتية ، وقد سمع الأسد الأب كلاماٌ لا يسره من القياده السوفياتية عند اجتماعه مع غورباتشوف في موسكو انذاك ، واستنتج الأسد أنه فقد الحائط الذي يرتكز عليه في مساومة أمريكا والكذب على شعبه والإتجار في الشعارات الرنانة ....لقد انتهى زمن الكذب .
كان البديل عن الإتحاد السوفياتي هو التكامل الإستراتيجي الكامل مع إيران ، لدوافع الحفاظ على النظام واستمراريته ، وكذلك العامل الطائفي الذي يعتبر من اساسيات النظام السوري .
كان المثلث الإستراتيجي الإيراني السوري ينقصه الضلع الثالث ، فكان التحالف الإستراتيجي الإيراني السوري مع الأصولية الإسلامية والمنظمات التابعة لها ومن ضمنها منظمة القاعدة . أصبحت إيران وسوريا ويضاف إليها السودان كتابع استراتيجي ملاذاٌ امناٌ للقاعدة وقياداتها ، وملاذاٌ امناٌ للإستثمارات المالية للقاعدة ، واصبحت هناك مشاريع اقتصادية مشتركة ايرانية سورية قاعدية ، واصبحت البنوك السورية مفتوحة للتحويلات المالية للقاعدة . واصبح التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على علاقة قوية مع النظام السوري عبر التوسيط الإيراني الذي له علاقات قوية قديمة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ، لذلك لا نستغرب تصريحات المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر عندما يقول بالحرف ...طز في مصر..، ولا نستغرب عندما تقول الكاتبة الإخوانية المصرية وبنفس الوزن .....طز في الجزر الإمارتية الثلاثة ....، في إشارة الى الجزر الإمارتية المحتلة من قبل النظام الإيراني الفارسي .
كان العراق إحدى ضحايا هذا التحالف الإيراني السوري القاعدي ، واصبحت سوريا ممراٌ مهماٌ للقاعديين في دخول العراق والقيام بأعمال قذرة طائفية داخله لدفع الشيعة العرب إلى الحضن الإيراني . واصبحت لبنان ايضاٌ لهذا التحالف ، عندما زعق حسن نصر الله وقال ان مخيم نهر البارد هو خط احمر ، أي لا يجوز على الجيش اللبناني على إعادته للسيادة اللبنانية ، لأن حسن نصر الله يعرف أن القاعديين في المخيم مرسلين من النظام السوري وبمباركة ولي الفقيه .
ولكن مثلما احترقت أيادي الأنظمة العربية التي أرسلت المجاهدين إلى افغانستان ، وعادوا اليها ينشرون القتل والتفجير والتخريب والطائفية بمى يسمى ...العائدون..، فلن يكون النظام السوري استثناء، وستحترق أياديه أيضاٌ ، سيما أن النظام السوري الذي استضاف الالاف من القاعديين ،توازياٌ مع تحطيم النظام السوري للمشروع النهضوي العربي ، وتحطيم حامله الإجتماعي أي الطبقة المتوسطة ، وإنتشار احزمة الفقر حول المدن ، وتغييب السياسة في المجتمع ، يشكل مناخاٌ ملائماٌ للفكر القاعدي ، خصوصاٌ أنه يتلازم مع استفزاز طائفي أقلوي ضد الأكثرية في البلاد التي تجد في هكذا افكار متطرفة وسيلة للتعبير عن معاناتها السياسية في وجه نظام سد كل المنافذ على المجتمع السوري .
يتحمل النظام السوري مسؤولية كل حوادث العنف التي تقع في البلاد ، ويتحمل كونه محتكراٌ للسياسة والإقتصاد والقوة العسكرية والميلشيات المخابراتية كل الكوارث الإقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد ، والمجتمع السوري الذي انهكه القمع والفقر والسجون مطالب أكثر من أي وقت مضى بالتمسك بالمعارضة كحق سياسي مشروع وعلى رأس هذه المعارضة..إعلان دمشق . لن تبقى سورية العزيزة ملكاٌ للطغاة ، والفجر قريب ولو كره الكارهون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة