الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات الاجتماعية ليست ضمن حوار القاهرة

جورج حزبون

2008 / 10 / 17
القضية الفلسطينية


تجتاح فلسطين هذه الايام موجه من إصطفاف إجتماعي بمعايير جديده لعل ابرزها العوده الى النظم العائليه والعشائريه البائده والتي تربي أجيالاً على هذه الذهنيه التي تعيد البِنى الاجتماعيه الى مطالع القرن الماضي، وباعتبارها ظاهره فإن إخضاعها للبحث مهمة ضرورية، اسبابها، غاياتها، الى اين؟...

لعّل الاسباب كثيره وفي مقدمتها غياب النظام والقانون أو ضعفها ونهج الاستقواء والإقصاء وهي حالات سادت ولا زالت خاصة حينما كانت الاسلحه بايدي العامه ( لا زالت وان اختفت من حيث المظهر العلني) مما أخاف العائلات الصغيره والافراد والقِوى الديموقراطيه وأوساط المثقفين ، ناهيك عن التجاره والمؤسسات الخاصه والعامه مع سيادة اسلوب الخاوات،.. كل هذا كحقيقه علميه مطلقه/ لكل فعل رد فعل/ إلتجأ الناس الى الاهتمام ببعضهم والتجمع والاستقواء بالعشيره مما أوجد حاله بنيويه جديده قد لا تكون ظاهره تماماً الآن ، الا ان ثقافتها قائمه ومبناها السلبيه والإهتمام الذاتي وغياب العام لمصلح الخاص.

أما الى اين ستنتهي فهو أمر أكثر أهميه فإذا ما تعمقت مفاهيم العشائريه والطائفيه فستصبح هناك دويلات وهنا يغيب البعد الوطني وتزداد الهوه بين الاطر السياسه والاطر ( الأنغلاقيه) وفي هذه المعطيات ستكون فرصة التيار الديني هي الأكبر بحكم طبائع الامور ، فالناس تتكل في ظل غياب أفق سياسي وتتجه الى المقدس ليساعدها على الخروج من أزمتها، وهنا يزداد التطرف والغلو، ومع عدم أمكانيات نجاح هذا التيار موضوعياً إقليميا ًوعربياً وعالمياً غير مرحب به ، إذن عند هذه النقطه سيكون ممكناً حل الموضوع السياسي باتفاق ما حسب تجربة "1948" حين أحبط المناضلون وأنفضّ الناس عنهم فغابت فلسطين عشرون عاماً شكلاً وموضوعاً وهو ما يمكن أن يجري ويطبق سيناريو مشابه وربما اكثر صعوبه ان إستمر الامر على ما هو عليه.

إن البديل هو ان تثق الجماهير بقيادتها الوطنيه والسياسيه وان تصبح التنظيمات مصدااقيه حيث هي كافة في حالات تسابق ومناكفه وجهد استعراضي بالصحافه والتلفزه تغّيرها الفضائيات خاصة بما تسبغه عليهم من ألقاب وعند التقصي تجد ان أغلبها تنظيمات محدودة الاتساع والقاعده وبذلك فقدت تأثيرها واصبح الشارع مملوكاً للإعلام، ومن المهم هنا الإشاره الى ان البرامج السياسي والبيانات التوجيهيه تغيب والجمعيات الملحقه بالتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني تزدهر.

حاله غير مسبوقه لشعب يعاني من آخر إحتلال بالتاريخ ، إحتلال غير مسبوق لانه إقتلاعي إستيطاني تقضى الامور بحشد شعبي وقياده حازمه صلبه وبرنامج واقعي وتحالفات عالميه وعربيه وإقليميه ليكون متوفراً جهداً كامناً مستفيداً من الحاله الدوليه لإنجاز مهمة الاستقلال الوطني .

وهنا يطرح السؤال حول حوارات القاهره ومدى تحملها للمسؤوليه الراهنه حيث شعب محبط وقهر مقيم وأفق ضعيف...وحالات إقتصاديه متعثره والقطاع الخاص بفعل سياسة الحكومه التي تعتمد عليه كقطاع استثماري ، إلا انه يجد الوطن في فرصة الربح فماذا سيفعل المتحاورون؟.. حسب المتسرب من أخبار فالاموكما تعّودنا ( المحاصصه) والاتفاق على توزيع الحقائب وإطلاقاً لا حوار حول برامج سياسيه، وآخر ما قيل أنهم وصلوا الى اربع محاور وبالطبع كل محور يحتاج الى حوار والى آليه وهنا نغرق في التفاصيل التي يكمن الشيطان فيها ولا نصل الى أي مكان مع ان الزمن يجري والعدو والخصم والصديق لا ينتظر وعندما نفيق يكون متأخراً.

إن تصوير الحاله وكأنها خصومه بين أطر سياسيه تمتلك الشارع ليس صحيحاً انما كون بعض الجهات تمتلك قوة قهر فهو صحيح وكون الناس تبتعد رغبه او رهبه لا يعني سيطرة جهه ما خاصه إذا ما فهمنا ان الاوساط المثقـفيه والاكاديميه غائبه عن هذه الاطارات كما وان نظرنا الى الامر طبقياً فإننا نقرأ غياب الطبقة العامله وان كانت غير متـبلوره في فلسطين ، إلا ان القطاع الرئيس منها وهم عمال البناء والذين عملوا طويلاً في إسرائيل اصبحوا غير معنيين الاّ بتوفير معيشتهم وأحياناً هجرتهم وأوساط الفلاحين بأزماتهم من الجدار والحصار ومعاناتهم التي تجبرهم على صرف الاهتمام بالدعم والإسناد ، وهكذا تبرز الصوره وكأن الاوضاع الراهنه إعادة صياغه المجتمع على قاعده مصلحيه تغيب عنها البوصله السياسيه العامه وهذه مسؤولية هذه الاطر المحاوره على تقسيم الكعكعة والمحافظة على ( فخامة ومعالي وعطوفة..) دون إهتمام بالمنظمات المجتمعيه الفصائليه وتفعيل النقابات التي اصبحت جميعها معينه عبر المحاصصه الفصائليه ولم تُـجرى إنتخابات منذ ثلاثون عاماً...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟