الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انكم تقتلون انفسكم !

فيليب عطية

2008 / 10 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


قال "فولتير" الفيلسوف الفرنسي المعروف : قد اختلف معك في الرأي ، لكني علي استعداد لأن ادفع حياتي ثمنا للدفاع عن حريتك في ابداء رأيك ، وهكذا من الغريب ان تتوالي الانباء عن تلك المذابح الاجرامية البشعة لأبناء العراق في الموصل بدعوي انهم من المسيحيين ! عجبي .. متي كانت المسيحية سواء أكانت اشورية او كلدانية او غير ذلك من المذاهب مبررا للقتل ؟ واذا استثنينا فترات الاضطهاد في العصر الروماني فان المسيحية بعد ان قرت واستقرت لم تتعرض لتلك المذابح الوحشية باستثناء تلك الهوجة من صراع المذاهب في التاريخ الانجليزي والفرنسي ، ولم يكن الامر صراع افكار بل كان صراع مصالح ، واسدلت انجلترا وفرنسا ستار النسيان علي تلك الفترات السوداء في تاريخ الشعوب ، ولم يعد الامر الآن يحتمل التفكير في ظل افكار التنوير والعلمانية ومبادئ الامم المتحدة التي تنص -اول ما تنص - علي حق كل انسان في عقيدته ودينه وحريته في ابداء رأيه .
واي اسلام هذا الذي يبيح لمجموعة من اللصوص والبلطجية ان يروعوا الاهلين وينسفوا المنازل ويقتلوا الابرياء ؟ مر ما يزيد علي اربعة عشر علي ديانة شربت من نفس المستنقع اليهودي الذي شربت منه كل الديانات الابراهيمية ، ولم يعد الامر بحاجة الي اسلمة غير المسلمين او الترويع بالقرآن والدين .
وعلي من يقع هذا الهجوم السافل ؟ علي الكلدان الذين لايشك أحد في انتمائهم للعراق لحما ودما ،وهم من الجماعات العراقية الاصيلة التي ساهمت في بناء العراق منذ ان كان طفلا يحبو علي يد الاشوريين والكلدانيين والبابليين وغيرهم من الجماعات الانسانية التي ساهمت في بناء العراق واعلاء مجده .
وكان الاجدر بهؤلاء اللصوص القتلة ان يوجهوا بنادقهم الي المحتل ، فالمحتل دائما هو الذي يسعي الي اذلال البلد وسرقة ثرواتها .
واين كنتم ايها اللصوص القتلة عندما كان أحد المغامرين يتربع علي سدة الحكم ويجلدكم بالسياط ؟
وانني اقول وبأعلي صوتي أن الحل لايكمن في الهجرة والهروب ، ولايوجد بلد في العالم مهما تلألأ ببريق الشعارات يمكن ان يوفر الامن والكرامة لكم ايها الكلدان المذعورين ....توحدوا واضربوا بيد من حديد علي من يقترب منكم ، فالارض ارضكم والبلد بلدكم ، والمقاومة ليست بالرشاشات وحدها وما أيسر الحصول عليها الآن بل بجماعات منكم تتولي امر المراقبة والتفتيش ، وان استدعي الامر فليكن قانون القصاص : العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم ، اليس هذا من سنة الله ورسوله للصوص الذين يقتلونكم ؟ وكم من الشعوب مرت بفترة المقاومة والبسالة واستحقت شرف الحياة . اسألوا الفرنسيين ماذا فعلوا في وجه النازي المغتصب وماذا فعلت باريس وحدها برجالها ونسائها واطفالها في وجه المحتل ؟ ايمكن في ضوء هذا ان تتمكن مجموعة من البلطجية من ترويعكم وتهجيركم ؟
ولن تكونوا وحدكم في مقاومتكم فسوف يقف معكم كل الشرفاء من يساريين وعلمانيين وديموقراطيين في وجه قوي سوداء تريد ان تعيد الساعة الي الوراء ليجلس الخليفة علي عرش السلطنة يسامر الجواري والمغنيات بينما الشعب يتضور جوعا وتخلفا .
ولعل فيما يحدث درس لأصحاب الزعابيط في كل تلك المنطقة المنكوبة الذين يتصورون أن صرخة استغاثة كفيلة بأن تحشد امريكا قواتها واساطيلها للدفاع عن حقوق الاقليات ، هاهي امريكا وقواتها الحليفة بجانب الموصل لم تحر جوابا علي مأساة اهلها ، فلعلها شريك اصلي بل الفاعل المدبر لغرض في نفس يعقوب ، لكننا لانتمسك بتلك الاستنتاجات العويصة ويكفينا التدليل علي العجز والغباء الامريكي في الملمات ، ولتجعل منها ايران عبرة واضحوكة لمن لايعتبر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟