الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله بين مطرقة اسرائيل وسندان المفاوضات والحشود

اديب طالب

2008 / 10 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


تفجير دمشق- القزاز، إرهاب قذر ضد المدنيين، وتكتم على الفاعلين، ولاشيء سوى همروجة إعلامية صرخ فيها وزير الإعلام السوري: (الإرهاب لا يتجزأ، وهاهم يضربون اليوم في دمشق ولابد من مواجهتهم).
> كلمة مبهمة، أما الحقائق الحقوقية والقضائية فغائبة عمداً، رغم توصيات بانكي مون والفرنسيين والألمان والأمريكان بكشف الجناة وملاحقتهم. همروجة إعلامية، وأشارت إصبع الاتهام إلى الشمال اللبناني وأشارت إصبع ثانية إلى الحشود أن تتحرك لغاية في نفس يعقوب لا علاقة لها بالإرهاب ولا علاقة ب > أو <<بمواجهتهم>>، ولها كل العلاقة بترهيب سنة طرابلس اللبنانية وشيعة البقاع الشرقي اللبنانية، ولعل هذا البقاع الشرقي بيت القصيد الرئيس.
ألم يؤكد باراك في 18-1-2008 أن المنظر جميل في الجولان وهذه الحدود هي الأكثر هدوءاً وأن النزف هو مع الحدود مع لبنان؟.
أولم يقل سيبوني كابريال-معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: (أما في لبنان فيجب ضب عناصر قوة حزب الله العسكرية وكذلك مصالحة الإقتصادية ومراكز القوة المدنية التي يعتمد عليها الحزب، وكل ما تعمقت الصلة بين الحكومة اللبنانية والحزب يزداد تعرض البنية التحتية للدولة اللبنانية للهجوم.
لماذا طلب حزب الله من كوادره أن يكونوا أكثر حذراً إذا ذهبوا إلى دمشق؟.
ولماذا أستبعد الحزب أن يكون الإرهاب هدف الحشود وأستقرب أن يكون وضع المقاومة تحت السيطرة بما يتوافق مع نجاحات المفاوضات؟. ألا نلمح هنا سندان الحشود والمفاوضات؟.
إن تواجد وإحتمال تجاوز الحشود السورية شمال وشرق لبنان؛ لابد له من غطاء شرعي، علني وسري، أما العلني فهو أن النظام السوري مكلف بصراحة من الأوروبيين، وبالمخاتلة من الأمريكيين، وبالتخاطر والتلبائية من الإسرائيليين... مكلف بمحاربة التطرف والإرهاب... إذاً لابد من إرهاب ساخن، فكان ما كان في طرابلس ودمشق.
أما السري فتضمنه الدولة المجاورة المحاورة، وتعززه ضرورة عدم تعثر الحوار لأي سبب ومن أي طرف ومن أي قوة ولو كانت حليفة إستراتيجية سابقة، ولا مانع من الانقلاب عليها ووضعها تحت سيف المعادلة التالية:
إستراتيجية السلام هي الأولى في سلم الاولويات لأنها تحفظ وعلى الدوام أمن الإسرائيليين المجمع عليه دولياً، وقبالة ذلك بوليصة تأمين مديدة لبقاء النظام بشكله الراهن دون أي تعديل جوهري. ويرى الصريح والمخاتل والمتخاطر أن هذا النظام قادر وقادر على الفلسطينيين المتشددين وقادر وقادر على اللبنانيين عموماً وعلى المتشددين الممانعين منهم خصوصاً، فالحوار وحمايته جوهر كل الحراك السياسي والعسكري الراهن. فلماذا لا يجر اللبنان إلى ذلك الحوار؟، وتحت تهديد وقوة الحشود.. لا مانع!!. ونقول ثانيةً ألا نلمح هنا سندان الحشود والمفاوضات؟.
ثمة هاجس لا يغادر الإدارة الإٍسرائيلية وشعبها، وهو إعادة الهيبة التي فقدت في حرب تموز. وماذا لو حولت هذه الإدارة الحرب الكلامية بينها وبين الحزب إلى حرب حقيقية؟.
ما هي مصلحة لبنان والحزب ضمنه بحرب كهذه؟
إن الوجود الإستراتيجي لحزب الله، مرتبط بالتركيبة الحاضرة والتاريخية اللبنانية، رغم تعقدها وتنوعها، وبقدر ابتعاد أي من مكونات هذه التركيبة عن التبعية الإقليمية ومن أن تكون ورقةً في جيب الآخرين مهما كانوا ومن كانوا؛ بقدر ماتكون قريبة من الاستقرار والتنمية والرقي الحضاري، وهذا ما يجسد المصالح العليا للوطن اللبناني.
إن على حزب الله أن يتقن سياسية سد الذرائع في وجه أي عدوان إسرائيلي قادم إلى لبنان. وسياسية سد الذرائع هذه تبقى هشة إذا لم تدعمها وحدة لبنانية وطنية حقيقية شفافة، وبلا تكاذب وبلا أقنعة، وحدة تعطي للدولة زخمها المؤسساتي والقانوني وقدرتها الدفاعية في وجه أي عدوان مهما كان شكله ومصدره. ثم صعوبة دون إستحالة فيما نقول، وعلى لبنان كله أن يدعم الحزب في تجاوز تلك الصعوبة.
إن لقاعدة حزب الله حقوقاً مشروعةً في التركيبة اللبنانية الديمغرافية، حقوقاً وجوديةً، حقوقاً أن تبقى وتحيا وترى أطفالها وأطفال أطفالها، يعملون لدنياهم كأنهم يعيشون أبداً، لا أن تدفن جثثهم وتلملم أشلائهم، وتملأ الوطن بالأرامل واليتامى والموتى من كافة الانتماءات والأعمار.
بعد كل هذا الكلام لابد من مقاربة أكثر وضوحاً لعلاقة سوريا مع حزب الله. إن انتهاك سوريا وحزب الله لقرار مجلس الأمن 1701، كان موضوعاً رئيساً في التهديدات الدبلوماسية الإسرائيلية والأمريكية والدولية عامة. وخلال السنتين اللتين تلتا حرب تموز. إن ذاك الانتهاك كان دليل وفاق سوري تام مع حزب الله... بالمقابل فإن تبرير الرئيس السوري لحشود العسكرية على لبنان بإنها دعم لتطبيق 1701 ؛ يثير تساؤل مهماً. هل انتهى ذاك الوفاق؟ هل هذه بداية الانقلاب؟... وهذا ما تهم اللبنانيين وحزب الله معرفة إجابة واضحة له.
على مدار ربع قرن من الزمن فإن العلاقة بين حزب الله وسوريا، استندت إلى إستراتيجية سوريا ثابتة هي: حزب الله ورقة ضغط على إسرائيل للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية في أية مفاوضات أجرتها وتجريها سوريا مع الدولة العبرية. والسؤال: كيف ينظر النظام السوري إلى هذه الورقة، في حال أصبحت معيقة لتلك المفاوضات التي قطعت مرحلة سنة ونصف سراً وأقلًّ من سنةً علناً؟.
أليس لبنانية حزب الله هي الحماية الرئيسية له؛ إذا اقتضت المصالح السورية شأناً أخر؟
ماذا لو أبعدت سوريا نهائياً أصابعها عن أية حربٍ إسرائيلية صاعقة ماحقة حارقة تشنها ضد الحزب؟.
لم تعد لبنانية حزب الله، فذلكة أو فنتازية سياسية أو موضوعاً إنشائياً مدرسياً. بل غدت في الراهن الخطر ضمانة وجودية وحرزاً وطنياً تجاه أي شيء أخر يعبث بالوطن.
وإذا كانت العلاقة السورية مع حزب الله مفيدة له في حفظ التوازن السياسي بينه وبين بقية الطوائف اللبنانية فلماذا لا يقيم الحزب هذا التوازن بنفسه وبقواه وقدراته ووجوده البشري عبر مصالحات حقيقية مع تلك الطوائف؟، من خلال حوارات مباشرة تنهي فراقاً معها لم تستفد منه إلا حروب الأخريين التي أوكلوها إلى غيرهم وهم سالمون دائماً.
ليس المهم أن يتخلى عنا الآخرون، ولكن المهم أن نعرف ويعرفوا أننا باقون بهم أو بدونهم.وفي ختام هذا المقال المتهيب من أن تضرب إسرائيل لبنان كله والحجة خطر حزب الله عليها لابد من الإشارة إلى نقطتين:
الأولى: مقاومة حزب الله مدعومة بالدولة اللبنانية حررت الجنوب. وتأسيساً على المقاومة الوطنية اللبنانية، مؤسسة المقاومة الأولى، وبدعم من الآخرين، فشكراً لهم وكفى ونقطة من أول سطر... حسناً. بقيت شبعا، إن المفاوضات القادرة على إعادة الجولان، قادر مثيلها بل ربع مثيلها أن يحرر شبعا وكفى الله المؤمنين شر القتال. ولئن حزب الله مكونٌ رئيسي عضوي وبنيوي في النسيج اللبناني؛ فمن حقه ومن الواجب عليه أن يساهم وبعد انقضاء معركة تحرير الجنوب في معركة الحرية والسيادة والاستقلال وفي معركة البناء والتطوير والتحرر من الفقر والجهل والمرض وعلى الأقل في حي السُلم والضاحية والبقاع وقرى الجنوب.
وأكثر من هذا فإننا نرى أن حزب الله قادرٌ على القيام بكل تلك المهام الجوهرية بحكم الكفاءة العالية لقيادته، والالتزام الواعي لكوادره، والطاعة الطوعية المنظمةِ لأعضائه وأصدقائه ومجمل تياره.
الثانية: مخطئ جداً ومن باب التوريط العقائدي أو من باب رد الجميل، أن يطلب من حزب الله أن يساهم في إعادة تشكيل المنطقة.وجيد جداً أن يقنع ويساهم عن حقِ وعن جدارةٍ بإعادة تشكيل لبنان الموحد، لبنان الدولة، لبنان المتعايش في ظل الديمقراطية، بممكناتها الحالية وإرثها التاريخي الإيجابي، لبنان المستقل بذاته بأبنائه، الحر في قراره واستقراره ونمائه.
وفي علم المصالح فإن الكعكة اللبنانية السياسية والثقافية والاقتصادية والسياحية والتجارية تكفي أبناء لبنان جميعاً إذا توخوا العدل والصدق ومارسوهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس