الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى أبي

رياض الكفائي

2008 / 10 / 18
حقوق الانسان


في ذكرى غرق مركب طالبي اللجوء العراقيين في مياه المحيط الهادي بتاريخ 19-10-2001 والذي ذهب ضحيته اكثر من350لاجيء.
التحية
أبتاه .... من عتمة الأعماق الموحشة , أبعث اليك بالتحية في ذكرى فنائي وأخوتي , أحاول لملمة رفاتي بين الحطام الثاوي في جوف المحيط الذي يعبق بفوح الأجساد الممزقة , التي كانت تتوق لبلاد الشمس , بحثا عن الحرية أو طمعا بهوية , وقد تجشمت في سبيل ذلك كل مشقة وعناء وشدة , كي تمتطي صهوة ذلك الزورق البالي , فحطمته العاصفة وأستقر أشلاء في الأعماق .....

الرسالة

أبتاه ..... في أي بحر من بحار الغدر أرقد , وأخس النفوس تجلس على عروش الكبرياء .....
الظلمة تطبق على كل كائن من كل الجنبات .... وجراحي تحرقها المياه المالحة .... فسكن قلبي من القنوط الكبير تحت ثقل الفزع ووطأته .... وأزاهير البراري التي تبوح بألوان الشقائق , وتعبق بكل الأشذاء , غرقت ثاوية في القاع , بينما هدير الموج يعزف أنشودة السلام .... لبيك يا خيول البحر , هذه قرابين الظلم والجور والحصار ....


العتاب

أبتاه .... سوف لن أتحدث عن الغابر من الزمان , فقد كنت على شفا حفرة من النار .... فرحلت تائها في البقاع ..
وبعد أن أستنشقت عبق النور في بلاد الشمس , فرشت لي الأرض بالأزاهير .... وطرزت أحلامي بشعاعات كوكوب يضيء الأفاق بنوره , وكنت أتخطى بهذه الأمال والأحلام كل عوائق القنوط ودوافع اليأس , رغم الريح الصفراء التي تهب بين حين وآخر , محملة بضباب العداوة على نحو يؤدي الى ضبابية الرؤية وفوضى الأحكام , فالشرعية واللاشرعية لاتسري على من ينشد الأمان ,
وأحلامي كانت .... أحلام طفلة , تائهة وسط الزحام , تتلاطمهاالأمواج , تبحث عن أب فارقها من سنين خلت , كي ترسي في مينائه , وتستظل بظله , وتنهل من فيض حنانه ودفء أحاسيسه.
كنت أحلم يا أبتي , أن تضمني الى صدرك وتغدقني بعطرك الذي يلهب عواطفي تحت يقظة النجوم ورعشات أوراق الشجر وتداعب شعري بأناملك الدافئة , كي أشعر بتلك العذوبة الغامضة التي يحيا بها كل أطفال العالم . لكنه السراب يا أبي , سراب ذلك الوهج الزاهي .. وتلك الآمال الكاذبة , وها أنا أكمن في الأعماق , تحت وطأة الغربة والقنوط , ولا أعلم إن كنت في بطن حوت , أو جوف أخطبوط ...


الرجاء

أبتاه .... في ذكرى إغتيالي وفنائي الأبدي .... لا تذرف دمعة .... بل أروي ظمأ البحر بالياسمين , وأعتق حمامة .... فنحن أطفال العراق أضحية النظام .... على جثثنا تحيا أمة الأستكبار .... وتهلك أمم .... نحن كالبرق , شديد الألتماع , سريع الأنطفاء .... والردى قدر محتوم , وسهامه نافذة , سيان عندي إن مت على أرض السواد , أو في أعالي البحار , وكل ما يضيق به صدري , إنك لن تعرف قبري .... والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - كوريا الشمالية تعرب عن دعمها الكا


.. حديث السوشال | في الأردن.. معلمة تصفع طفلاً من ذوي الاحتياجا




.. مشاهد لاكتظاظ مدينة دير البلح بالسكان النازحين من رفح


.. تونس: متظاهرون يطالبون بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية وإطلا




.. الجيش الإسرائيلي يخلي مراكز الإيواء من النازحين الفلسطينيين