الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب الخارق

محمد شرينة

2008 / 10 / 20
الادب والفن


قطع غيوم تجمعت ساعة الغسق في الأفق الغربي كلهيبات النار المتصارعة على الظهور في موقد ثم سريعا يغمرها الفناء .

دخل مسعود الخمسيني داره بعد أن حدق طويلا في الشمس الراحلة عن العالم ، صلى المغرب في داره فقد أنهكه المرض الخبيث على أمل أن يصلي العشاء في المسجد و يسأل الدعاء لشفاء مرضه ثم جلس يفكر بالربيع الذي دهم العالم مبكرا هذا العام فبعد شهرين من البرد القارص بدا الجو ربيعيا رغم أن شباط لا زال له مع الزمان عدة أيام لم يستوفها بعد.
سأل نفسه: هل هذه آخر مرة أشهد فيها قدوم الربيع؟

عندما سلم الإمام منصرفا من صلاة العشاء انحنى أمامه يحيى صديق مسعود و قريبه ، الذي اصطحب مسعود معه إلى صلاة العشاء في هذا المسجد و همس في أذن الشيخ أشياء ، ثم جثي على ركبتيه و أشار إلى مسعود الذي قام من مكانه ، و بإعياء ظاهر مشى حتى جلس بينهما.
قرأ الشيخ و دعا لمسعود بالشفاء و نصحه نصائح كثيرة ثم زوده بحجاب و قال له:
هذا الحجاب فيه سر يدفع كل بلاء، امتدت جلستهم أكثر من ساعة ، انصرف بعدها يحيى و مسعود و عندما دخل مسعود داره ذهلت زوجته، فليس هذا هو نفس الرجل الذي غادر الدار منذ ساعتين و امتد السهر بالزوجين و هو يحدثها عن بركة الشيخ و دعائه و أنه عاد إلى الدار تملأه الثقة بالشفاء لقد قال الشيخ أن هذا الدعاء يقضي على أكبر داء و أخبث مرض أما الحجاب فهو حارق لا يدع علة إلا خرقها.

في اليوم التالي مر بهم يحيى و يا لدهشته فمسعود ذهب إلى عمله و استقبلته زوجة مسعود ببشاشة و تحدثا طويلا ثم ودعته قائلة:
جزاك الله خيرا أيها الصديق فالرجل كأنه لم يكن يشتكي من شيء فأجابها مسعود أكيد فالشيخ ذو سر باتع قاطع.
كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحا و يحيى يهم بمغادرة منزله إلى العمل عندما رن الهاتف فرفع السماعة و إذا بزوجة مسعود على الطرف الآخر و صوتها يختنق .
سأل بلهفة : خير ماذا حصل؟
أجابته إنه مسعود في المشفى للتو أخبروني أن حالته حرجة جدا .
أ لم تقولي أنه تحسن كثيرا ماذا استجد؟
نعم إنه لم يتحسن فقط بل شفي و اليوم غادر مبكرا إلى عمله ... و اختنقت الكلمات في حنجرتها مرة ثانية .
هدأها يحيى و أقفل الهاتف و توجه إلى المشفى على الفور .

في أي غرفة يقيم مسعود أسعد مسعود من فضلك ؟ سأل يحيى عاملة استعلامات المشفى.
آسفة سيدي ، أجابت الممرضة و لا بأي غرفة ، فقد فارق الحياة قبل وصوله المشفى لقد احترق جسده كليا نتيجة انقلاب سيارته و اشتعالها.
تمتم يحيى سامحك الله سيدنا الشيخ لقد كان حجابك حارقا أكثر من المطلوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?