الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الدعم و الترويج

جمال الدين بوزيان

2008 / 10 / 20
الادب والفن


ثقافة الدعم و الترويج لأبناء الوطن من فنانين و أدباء و رياضيين غير موجودة تماما في القاموس الجزائري لدى عامة الناس أو لدى رجال الإعلام و الصحافة و الأدب، و النخبة المثقفة ككل.
مؤخرا فقط، تأسفت كثيرا للصمت الجزائري الرهيب الذي صاحب هذا العام كما في 2004 خبر ترشيح الكاتبة الجزائرية "آسيا جبار" لجائزة نوبل للأداب، و هي المرة الثانية التي رشحت فيها الأديبة الجزائرية الفرانكفونية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، و لم تكن مرشحة عادية، بل كان اسمها حاضرا بقوة، و وضع من طرف المختصين و المهتمين كأوائل المرشحين.
صمت طويل استمر لغاية إعلان اسم الفائز بالجائزة و عن جدارة، الكاتب الفرنسي ذو الأصول البريطانية "جان ماري غوستاف لو كليزيو"، خبر ترشيح آسيا جبار مرّ مرور الكرام بالإعلام الجزائري، الذي لم يتحرك لدعمها، سواء التلفزيون اليتيم، أو الصحف العمومية و الخاصة الكثيرة، الكبيرة منها و المجهرية، و الصحف القليلة التي تطرقت للموضوع أوردته كخبر عادي صغير ضمن صفحاتها الثقافية التي لا تلقى أصلا عناية خاصة، اللهم إلا صحيفة "الجزائر نيوز" المتميزة بميلها لكل ما له علاقة بالأدب و المسرح و الفكر عموما.
كنت أتمنى لو وفر الجزائريون و الإعلام خاصة دعاية لائقة بالكاتبة التي تمثل الجزائر في جائزة نوبل، و ما أدراك ما "نوبل"، هي ليست بالجائزة العادية، و لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الشرف الكبير الذي يطال الدولة التي سيكون منها الفائز بالجائزة، مهما قيل عنها و عن خلفيتها السياسية و الإيديولوجية.
كنت أتمنى لو خصص التلفزيون الجزائري بقنواته الثلاث برامج عن هذه الأديبة المغتربة التي لم تتخل عن خصوصيتها المحلية الجزائرية في إنتاجاتها، كما استغربت عدم توقف الصحافة المكتوبة عند هذه المحطة المشرفة للجزائر، و عدم تخصيص المقالات و الصفحات لآسيا جبار.
و استنكرت أيضا غياب صوت الأدباء كبارا و صغارا للدلو بما يجب أن يقال في مثل هذه المناسبات.
أمر آخر، لا وجود لمدونات داعمة و مروجة للمرشحة الجزائرية للجائزة، و لا وجود لمشاركات مكثفة بالمنتديات الإلكترونية على النت لدعمها.
ما حدث منذ أيام و أسابيع مع آسيا جبار، حدث من قبل مع جزائريين آخرين على اختلاف مجالاتهم، ففي الرياضة مثلا، لحد الآن و منذ مشاركته في برنامج الواقع "سوكا ستارز" على قناة المستقبل سنة 2005، لا يزال اللاعب الجزائري "صدوق الحاج" يلقى التهميش و التنكر من الإعلام الجزائري، و كذلك الأمر بالنسبة للمنشد الجزائري "نجيب عياش" الفائز هذا العام بجائزة "منشد الشارقة 3" على قناة الشارقة، و من قبله في العدد الأول من المسابقة المنشد "عبد الرحمان بوحبيلة" و الذي تحصل على المرتبة الثانية في نفس المسابقة.
ربما الحالة الوحيدة التي كسرت قاعدة غياب ثقافة الدعم و الترويج عند الجزائريين هي حالة طالبتي برنامج "ستار أكاديمي" الأختين "ريم و سلمى غزالي"ن مع أن الدعم كان من طرف المراهقات و المراهقين بصفة خاصة، و عن طريق النت و الموبايل، أما الصحافة فقد تاجرت بالموضوع أكثر مما دعمته.
و بعيدا عن مثال ريم و سلمى المميزتان شكلا و حضورا و الضعيفتان صوتا و أداء، لماذا لم تلق الفنانة الجزائرية "أمل وهبي" الدعم المناسب و الذي كان يجب أن يكون لألبومها الجديد الذي جعلته جزائريا مئة بالمئة و مختلفا عن ألبوماتها السابقة الناجحة ذات الطابع المشرقي.
و بمناسبة ذكر المشرق و الخليج العربيين، نجد الأمر على العكس تماما، فثقافة دعم أبناء الوطن حاضرة بقوة، أقصد الدعم الإعلامي و الإلكتروني، خاصة الخليج العربي، نجد المنتديات و المدونات على النت تخصص للمشاركين ببرامج الواقع على اختلافها، شعرية، غنائية، إنشادية، رياضية...، و الدعم يتعدى هؤلاء ليشمل مشاهير في الأدب و الفن كبار عمرا و قيمة.
ترى، ماذا كان سيحدث بالإعلام و شبكة النت لو كانت "آسيا جبار" سعودية أو مصرية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا


.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..


.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن




.. حول العالم | لوحات فنية رسمتها جبال الأرز في فيتنام