الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطاقات إلى امرأة تنتظرني - 6 -

غريب عسقلاني

2008 / 10 / 19
الادب والفن



1 -خارج مدار الوقت

جاءت صاحبتي.
خارج مدار الوقت, خارج مدار الأسئلة.. عارية جاءت.. رقدت في حضني ..صارت غزالة قضمت شعر صدري..حرثتني..بذرت ارضي بالفيض.. نبت على وقع خطاها الورد..
يا إلهي صار غابة ورد.. تاهت فيها الغزالة
صدقوني حدث ذالك خارج مدار الوقت.. خارج مدار الأسئلة.
همست:
- كيف تراني؟
- غزالة تاهت في غابة صدري..
وأنا ما زلت خارج مدار الأسئلة, تسكن في صدري الغزالة

2- حديقة خاصة

على صفحات الجرائد والمواقع تعارفا..
جذبها بوح مخبأ بين سطوره..وجذبه خزن يتسلل بين فواصل كلماتها.. بدأت العلاقة بالرسائل وانتهت مناجاة على الهاتف.. باحا بالذي لم يعلن في السطور..
شكت له من زوج فنان يرسم كل النساء, ولم يرسمها, وشكا لها من زوجة ماتت فيها الشهوة..
وفي يوم وجد نفسه ينتقل إلى مربع آخر:
- أين ألقاك؟
-في الحديقة العامة تحت تكعيبة الياسمين.
وفي الموعد المحدد, وصلا في ذات اللحظة.. فوجئا بشاب وفتاة قد سبقاهما إلى حضن الياسمينة.. أخذها تحت إبطه وسار.. همست راغبة:
- إلى أين؟
- إلى ياسمينة تنظرنا, في..

3- غابة
في الحكاية..
كن خمس نساء.. وأنا..
والنساء يتناسلن نساء.. صرن غابة.. وأنا وحدي في غابة نساء, يذرفن ثمار الغيرة والكيد قناديل مطفأة العيون..سرعان ما يستدركن.. يدخلن بوابات الوجد ..يشتعلن فرحا وجنون ومجون..
واحدة مشغولة عنهن.. ترمقني واثقة مع على ابتسامة خجول..اقتربت اسألها ..عبرتني ريح العبق..
صرت رجلا من ألق.. وغطست في الغفوة من جديد.
في الغفوة فقست بيضة الحلم, أطلقتني عصفور يرتجف بزغب الحرام, لذت انشد الدفء.. لونتني بريش من قوس قزح..علقتني تحت إبطها .. وغادرها الخجل..همست:
-أنت عصفوري..
صرت عصفور قزح أرقص على وجد واحدة في غابة النساء تنتظرني ..
فيسكنني الفرح..

4– الندى

كان الوقت ندى..
هبطت مع قطرة ماء على خد وردة.. ضحكت الوردة عاتبتها :
- لِمَ تأخرت يا صبية؟!
- جئتُ كما تواعدنا مع الندى..
صمتت الوردة تتفكر في أمر فتى غادر صفحة خدها فجأة.. فجأة تفتح من إبط الوردة برعم صار وردة راقصة..تتهيأ للفرح..
صار الوقت ظهيرة وانتظار..
كانت في حديقتها تسقي شجرة ورد ذابلة ذابلة.. وكان في حديقته يلهث مع برعم ورد يتفتح..


5- البحر..

للمرة الثانية يخطئ.. للمرة الثانية يغلق الخط قبل أن يسمع توبيخ امرأة بعيده.. لعن ذاكرته التي صارت تسامر النسيان كثيرا, وعينه التي تنحرف عن الأرقام.. هاتفه يرن, على الطرف الآخر صوتها, مستنكراً تسأل:
- هذا الرقم اتصل بي مرتين من أنتَ؟
قال متلعثما:
- اتصلت بالخطأ.. إني اعتذر.
- تذكر أنك أخطأت مرتين
ضحكت, وأغلقت الخط عليه.. فز فيه نمرود, كان فيه منذ عشرين سنة ويزيد, يحرضه على الخطأ للمرة الثالثة..خر في سمعه صوت لعوب:
-انتظرتك.. من أنتَ؟
- رجل يخطئ؟ ومن أنتِ؟
- امرأة تتصيد رجل يخطئ؟
وتبادلا الخطأ والكذب لعدة أيام.. ثم تبادلا الصدق ..رجل يدخل عقده السادس, يضاجع وحدته, وامرأة تقاربه عمرا أسيرة زوج اصيب بمرض مزمن..
اتفقا أن يخطئا في اليوم مرتين, عند النهوض من النوم, وعند الذهاب إلى النوم..
وفي يوم فاجأته:
- هل أراكَ؟
- أين وكيف؟
في الحديقة جلست علي كرسي, تحت شجرة الأرز العتيقة, امرأة معطرة ترقد بين شفتيها ابتسامة طازجة.. تمسح عرقه,ا كلما التقت عيناها برجل مهندم جلس إلى مقعد تحت الشجرة المقابلة, يغطس خلف صحيفة كلما مر من يعرفه..
نفخت المرأة ..قامت.. طوى صحيفته اخذ ذراعها تحت إبطه وسارا بثقة إلى الشارع..
همست في أذنه:
- هل تحب البحر؟
- والعوم عاريا في البحر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس