الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-بلاد سعيدة- رواية الموت المطلسم

علي الانباري

2008 / 10 / 19
الادب والفن


بلاد سعيدة هي الرواية الاخيرة للكاتب المبدع شاكر الانباري وتدور احداثها في قرية الحامضية على لسان
بطلها محمد الذي اصيب بجروح شديدة في راسه بعد قيام طائرة امريكية بقصف بيت عمه الحاج حسن
بعد سقوط طائرة اباشي بالقرب منه متاثرة بصاروخ اطلق عليها من الضفة المقابلة لقرية الحامضية التي
تقع على نهر الفرات.
وبعد اصابة محمد نتيجة للقصف الصاروخي يوشك على الموت ويفقد الذاكرة لعدة ايام وبع ان يستفيق يبدأ
عقله الباطن باستعراض الاحداث التي مرت بها القرية ابتداء من دخول القوات الامريكية لها والتحول الكبير
الذي اصابها وهذا التحول يتمحور على عدة جهات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
فقد صاحب الاحتلال دخول التكنلوجيا المتطورة الى البيوت من سيارات حديثة الى اجهزة موبايل الى ستلايت
وغير ذلك من الاشياء التي كان النظام السابق يقف سدا منيعا امامها ربما لاحكام سيطرته على المجتمع ووضع
سور منيع بيته وبين العالم.
وعلى صعيد الوضع السياسي انقسم المجتمع الى صنفين صنف استقبل الوضع الجديد بنوع من الارتياح نتيجة
للقمع السياسي والتضييق الذين كان الحكم السابق يفرضهما على الناس وهذا القسم يشعر بالمرارة لان الخلاص
جاء على يد قوة اجنبية ولكن ما دام الواقع قد فرض نفسه قلا مناص منه اما القسم الثاني فهو الذي وقف ضد الوضع
الجديد متكئا على مقولات دينية ترفض الركون ال الاجنبي وهذا القسم هو بقايا النظام السابق وانصار السلفية الذين
توحدوا في خندق واحد ومن هنا بدأت المأساة الكبيرة .
كانت الامور في البداية اقل تعقيدا فهناك معسكران بارزان للعيان هما معسكر الاحتلال ومعسكر المقاومة ومن خلال
هذه الطريقة استطاع من يدعون المقاومة التغلغل في عقول الناس وكسب ودهم ولكن الذي حدث بعد ذلك ان بنادق
المقاومين بدأت توجه الى صدور الناس من اجل ارعابهم وكسبهم بالقوة الى صفوفهم ومن هنا بدأ المسلسل الرهيب
من القتل والاختطاف والتدمير والتخريب لكل ما هو جميل في الحياة.
والبطل محمد يستعرض تاريخين للقرية الاول حالة الهدوء والوئام الاجتماعي الذي كان سائدا في القرية الى ان بدأ
المسلحون يحكمون قبضتهم على البلدة بمساعدة وافدين من دول اخرى تحت ستار الجهاد والمقاومة.
اما التاريخ الثاني فهو دخول القرية في دوامة رهيبة من القتل والقمع وانتشار الجثث على الطرقات والقائها في الانهار
مقطعة الاوصال وتوج هذه الماساة سقوط الطائرة الامريكية في القرية وقيام المسلحين باحراق جثتي الطيارين وتوجيه
النيران الى فرقة الانقاذ الامريكية من داخل سياج الحاج حسن مما دفع الامريكيين ال تهديم البيت الشاهة بصاريخين
الاول ضرب الطابق الثاني وبعد تجمهلر الناس لانقاذ اطفال فيه انطلق الصاروخ الثاني مجهزا على البيت تماما مما
ادى الى استشهاد ثلاثة عشر شخصا وجرح ثلاثين ومن بينهم بطل الرواية محمد الذي اصيب بجروح بليغة كادت ان
تقضي عليه.
وفي خضم الاحداث يذكر محمد رجوع اخيه سعيد من الخارج بعد غيبة ونفي استمر اكثر من عشرين عاما وكان لرجوع
سعيد الى قريته الحامضية اثر كبير في احداث الرواية فسعيد كاتب وصحفي خبر العالم وجابه مختزنا تجربة كبيرة
وكان لارائه التحررية اسهام كبير في القاء الضوء على كثير من الامور الغامضة التي افرزتها الاحداث كتحول المقاومة
الى ارهاب وسلوك الامريكيين في معاملة العراقيين والدوافع الحقيقية التي املت عليهم دخول العراق وقلبه راسا على عقب.
ان رواية بلاد سعيدة ذات مضمون عكسي لعنوانها وربما تكون السعادة امنيات في قلب كل انسان نزيه كان حلمه ان يرى
البلاد سعيدة حقا ولا سيما بعد حدوث التغيير السياسي والوعود الكبيرة في الحرية والديمقراطية ولكن الذي حدث هو ان
المشهد اصبح لا يعبر الا عن الموت والخراب والدمار الهائل الذي وقع اثناء الفترة العصيبة التي تتحدث عنها الرواية.
ان شاكر الانباري استطاع بلغة جميلة مبسطة وسبك فني جميل استطاع ان يشد القاريء ويمنحه كشفا للاحداث من خلال
استبطان مكامن الذات في اعماق شخوصه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?