الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام العروبة والطاولة المستديرة

نبراس المعموري

2008 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


العروبة مفردة تكاد تهمش او تقلص وتصبح ضمن مقتنيات الماضي، الا انني اليوم عاودت التفكير في هذه المفردة التي طالما حلمنا بها مذ كنا صغارا ،وقد يتساءل البعض لماذا الان هذا التأمل حول موضوع تحجرت القلوب والمسامع للتركيز عليه، واصبحت في طي النسيان؟ ........في احتفال كبير ضم الكثير من الاطياف والمذاهب والجنسيات وجدت العروبة ظالتها، فقد احتفل المجلس الاسلامي في لبنان بمرور عامين على تاسيسه، وقد يقال ان الاحتفالات كثر، والمؤتمرات اصبحت لاتعد ولاتحصى، الا ان هذا الاحتفال كان غريبا نوعا ما او بالاحرى يدعو للتأمل والاستدراك، وسبب التأمل يعود الى تلك الطاولة المستديرة التي ذكرتني بمفردة رددها الرئيس العراقي جلال طالباني عندما وصف الاطياف والمذاهب في العراق بباقة زهور، وكنت اتمنى ان تكون هي كذلك، فلم تكن باقة زهور، بل باقة هموم، وبكل الاحوال لااريد ان اطيل الكلام حول هذا الموضوع، بل اريد ان اصف لمن يقرأمقالي ماكانت تضم الطاولة المستديرة التي اعدها وجملها المجلس الاسلامي اللبناني ، وهم يحتفلون بعام جديد اطلقوا عليه عام العروبة، فقد ضمت الكثير وبعثت برسائل تكاد تكون شعلة تنير درب لبنان، لان ذلك المجلس خرج عن الطابع الطائفي والتطرف والتفرقة واعتمد الخط الوسطيّ المعتدل وهو يدخل الحياة السياسية والااجتماعية، كنت اتمنى ان لاتقف عند لبنان، بل تتجاوز الحدود وتكون مثلا لكل البلدان، فتلك الطاولة جلس عليها المسلم الشيعي والسني و المسيحي و الدرزي وحتى من ابتعد عن هذه المسميات واعتمد منهجا علمانيا وليبراليا، فكيف اجتمعوا واتفقوا ؟ذلك هو السؤال فلبنان بلد متعدد الاديان والطوائف، وما واجهه هذا البلد الجميل الذي اصفه احيانا بقطعة شكولا لذيذة الطعم والشكل حاول الكثيرون من الدخلاء ان يغيروا مذاقها ويجعلوها قطعة من المرارة تقتل من يتذوق طعمها، لكنني اليوم اجدها مقبلة على عام يختلف عن ما سبقه اذا ما تركها الدخلاء دون منغصات، خصوصا بعد ذلك الحفل الرائع الذي جعل اغلب الجالسين يستبشرون خيرا وهم يرون بأم اعينهم ما أتفق عليه المختلفون، وكيف وحدوا كلمتهم لئلا يكونوا جسرا لمطامع الغير، والاجمل في كل هذا، ان للشباب في تلك الطاولة نصيبا وفيرا، فالذي استطاع ان يجمع هؤلاء على طاولة واحدة شاب في مقتبل العمر، ورغم صغر سنه الاانه كبير العقل والفكر، وكبير بحبه لبلده الذي عانى ما عانى من تدخل الاخرين، فقد كان ذلك الشاب هو العلامة محمد علي الحسيني رئيس المجلس الاسلامي الذي اخترق المسامع والقلوب وهو يقول أن اللبنانيين يرفضون أي ولاية عليهم من الخارج، وان هذا العام هو عام العروبة ، وأن الاختلاف بين الناس في المذاهب والأديان لا يبرر بأيَّ حال من الأحوال العنف والتنازع ،فإن المدخل إلى حلَََّ هذه الأزمات هو التفاهم وبناء الثقة ، اتمنى ان يبقى ذلك المجلس بهذا النفس الرائع الذي تخطىَّ حدود المكان والزمان، وحلقَّ بجناحَي العروبة الحقيقية . وفك خيوط الطائفيّة والمذهبيّة معتمدا المنهج الواحد الاوحد ( ان لبنان والعرب جزء واحد تجمعهم الارض والتاريخ والدين) فالاحتفال بعث رسالة واضحة تؤكد أن "لا مشروع سياسي خاص بالشيعة في هذا الوطن وان تكون العروبة هي الاساس لكل شيئ وان نترك التخندقات لانها لاتجدي نفعا "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة