الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام في أوربا وجدل الانتماء والهوية

كاظم الحسن

2008 / 10 / 20
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لم تثر قضية الهوية والانتماء بالنسبة للجاليات الاسلامية في اوربا قبل احداث 11 سبتمبر التي فتحت الباب على جدل محتدم، تمخضت عنه فرضيات عديدة، منها اتهام الانظمة الدكتاتورية في الشرق الاوسط بانها الحاضنة الاولى للعنف الذي يتغذى على الفقر والحرمان والبطالة والاقصاء والتهميش وان بذور الارهاب تنبت في مواقع الاستبداد.

وقد كان للغرب نفسه دور كبير في دعم تلك الانظمة ويبدو ان هذا الدعم هو الذي ولد حالة انعدام الثقة لدى الشعوب بمشروع الاصلاح والديمقراطية الذي تبنته الولايات المتحدة الامريكية والذي اسمته مشروع الشرق الاوسط الكبير.

وامتد جدل الهوية في اوساط الجاليات الاسلامية بعد تفجيرات لندن في 7/7/2005 حيث اصبح السؤال الذي يطرحه كثيرون ازاء واقع وموقع الجاليات االمسلمة في الغرب عموما واوربا تحديدا هو اين الخلل؟ ولماذا تنحدر جماعات من هذه الجاليات نحو التطرف ويزدهر في اوساطها التعصب؟

والى اي مدى تؤثر قضايا السياسة الخارجية مثلا ازاء العراق وفلسطين في زيادة تطرف هذه الجماعات؟ من المعروف ان التعددية الثقافية والاجتماعية والعرقية بل واللغوية سمة اساسية في بريطانيا خلال العقود الماضية، ولكن داخل احشاء تلك التعددية تكمن حالة الاغتراب والتمزق من خلال (تسمية الجاليات المسلمة) وهي دليل على ان تلك الجماعات تعيش في حالة عزلة عن المجتمع البريطاني مما يسهل اقترابها من الافكار التكفيرية والمتطرفة، وهذا الانشطار بين الانتماء الى بريطانيا والاحساس بعمق الهوية الدينية التي لا تنصهر في بوتقة المواطنة يشكل ازمة كبيرة في المجتمعات الاوربية ولقد عبر عن ذلك ذات يوم، نورما تبيت نائب رئيس حزب المحافظين واحد ابرز مساعدي رئيسة الوزراء انذاك مرغريت تاتشر قبل اكثر من خمس عشرة سنة متحخدثا عن (الاسيويين البريطانيين):
(لقد فشلوا في امتحان لعبة الكريكيت) وكان يقصد بذلك ان هؤلاء البريطانيين كانوا يؤيدون الفرق الباكستانية والهندية والبنغالية على حساب الفريق الانكليزي عندما يتوجهون الى مباراة الكريكيت.

وهذا التمزق في الهوية لا يشمل الجاليات المسلمة في اوربا فحسب بل يمتد الى دول مثل تركيا التي تسعى الى الانضمام الى الاتحاد الاوربي، فهي من جهة ينظر لها في المؤتمرات الاسلامية على انها اقرب الى اوربا من خلال علمانية الدولة ومن جهة اخرى ينظر لها في اوربا على انها اقرب الى الدول الاسلامية منها الى اوربا الى الحد الذي جعل (جاك دولور) يقول بان (الاتحاد الاوربي ليس نادي مسيحيا مغلقا).
والدول المتمزقة نتيجة التغيير الحضاري، يرى في علاجها صموئيل هنتغتون، لكي تعيد هويتها الحضارية بنجاح بان هنالك ثلاثة شروط يجب توفرها، اولا: ان الصفوة السياسية والاقتصادية لتلك الدول يتعين عليها ان تكون مؤيدة ومتحمسة لهذا التحرك.

ثانيا: العامة يتعين عليهم على الاقل ان يكونوا راغبين في القبول او الانصياع لاعادة تحديد الهوية.

ثالثا: ان على الاخرين ان يكونوا راغبين لاحتضان او قبول التحول الحضاري، وفي هذا الضوء ستكون هذه العملية طويلة ومؤلمة سياسيا واجتماعيا وثقافيا ومؤسسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| سقوط مظلة حاملة للمساعدات على خيمة نازحين في خان يونس


.. هاليفي: نحقق إنجازات كبرى في القتال في رفح لإغلاق المتنفس ال




.. السيارة -الخنفساء- تواصل رحلة حياتها في المكسيك حيث تحظى بشع


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل فلسطينيين في بلدة بير هد




.. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنهوا اجتماعهم الشهري دون الات