الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السابعه لزورق الموت

حمودي جمال الدين

2008 / 10 / 20
حقوق الانسان



في 19/10/2001
كان المحيط الهندي بانتظار كوكبة عراقيه من مشردي الأوطان تبحث عن مؤوى وملاذ امن تستكن إليه بعد إن ضاقت بها السبل والمسالك وأعياها التعب واللغوب وخارت قواها وهي تطرق أبواب السفارات ا وتتسلل خلسة لتعبر الحدود بلا إذن أو هوية حتى استقرت مطمأنة هادئة في غياهب المحيط لتكون طعما شهيا لحيتانه وأسماكه وهي تلعن الساعة التي ولدت بها في أوطان لأتعرف الرحمة والشفقة على أبنائها فطردتهم عن ديارهم مشردين تائهين يبحثون عن الأمن والاستقرار والسكينة فهنيء لهم طيب المقام الذي اختاروه ربما كان أنقى واحن واشف من عتمت الوطن الذي خلفوه وهو يحترق بنار الضغينة والترات .
وإذا ماكانت هذه الكوكبه وهي من بين ألاف الضحايا التي راحت قربانا لحرية العراق وانعتاقه من ظلم وجبروت نظامه السابق حيث سلطت الأضواء بفعل تضحياتها وآلامها وأوجاعها أنظار العالم وحكوماته ومنظماته الانسانيه على معاناة شعب مقيد موجوع يرزح تحت وطأة الظلم والجبروت من حاكميه وأسريه يحكم بالحديد والنار تحت تعتيم إعلامي مخادع و مقيت ومدروس كان يغطي على جرائم نظامه .
فلولا هذه الدماء لما كانت هذه الصحوة للعالم ولما استيقظ ليأخذ الثار لهذا الشعب من نظامه الجائر. ولبقت كل مؤتمرات و بيانات وخطب معارضته خواء أجوف بلا صدى ورنين ولبقى صدام وزبانيته يجثمون على كاهل الشعب العراقي لمئات من السنين دون إن يتحرك قيد انمله .
فرفقا ياقادتنا وحكامنا الجدد بالشهداء وباهلهم وابنائهم المستحقون فعلا دون تميز بين الموالاة لاحزابكم اوعدمها ا فالشهداء جميعا كانو ابناء للعراق وليس لحزب اوفئة دون اخرى وهم جميعا قدمو التضحيات من اجل إن يسود فيه نظام ديمقرطي عادل تنتفي فيه الولاآت والمحسوبيات نظام يرى الناس سواسية امام القانون تكفل فيه المواطنه والحقوق والواجبات على حد سواء دون تميز ومحابات بين ابنائه .
وانأ في هذه الذكرى الاليمه اذكر وهيب بإخوتنا المسؤلين من إن يبادروا بالتلطف على عوائل وابناء ضحايا زورق الموت بان يشملوهم بالحقوق والمكافئات أسوة بإخوتهم بقية شهداء العراق استثناء من شهادة الوفاة وبقية المستمسكات الحرجه فهم معرفون من لدن أهلهم ومناطقهم ونشرت أسمائهم في حينها على كل المواقع والصحف العراقية المعارضه بإمكانكم الرجوع إليها مشكورين .
وانأ إذ تطوف بي الذكرى الاليمه للعدد الهائل الذي ضاهى 400 أنسانا عراقيا وكان لي من بينهم قريبة غرقت مع زوجها وأطفالها الاربعه مع عمها وعمتها حيث كتبت في حينها مقالا ابنتهم فيه نشر على موقع النهرين وصوت العراق وجريدة المؤتمر في يوم 25/10/2001 .وددت بإعادة نشره ألان على نفس المواقع متوخيا من خلال نشره التذكير بمأساة شعب العراق المبتلى بقساوة وجحود حكامه وتنكيلهم بشعبهم ووطنهم .
((إلى خمائل غريقة المحيط ))
خمائل نخلة باسقة فارعة من جنوب العراق اشرأبت في طينه وسقيت من عذب كرمه وطهره فحملت الدفء والوداعة والهدؤ .كانت خجلة من خيالها حياء وعفه تكظم الحزن وعنت الأيام مكابرة وعزه بالنفس .تقاسمت العراق وشعبه في محنه وآلامه ووقفت مع زوجها وأسرتها في عرس التحدي بكل شموخ وإباء إمام قطعان الهمجية وفلولها الرعناء فدفعت ضريبة موقفها النبيل تشردا وفرار من الموت المحدق بها وباطفالها وصونا لشرفها ولكرامتها حيث فرت مع من فرو من أهلها وذويها عندما دكت مدافع الحقد وصواريخ البغي الاتيه من ظلمت الانحلال والتردي قريتها الامنه حيث استقر بها المقام بعد شقاء رحلة وعرة المسالك واالطرق في صحراء نجد بقفرها ووحشتها .تعيش كالغجر في معسكر الخيام تحت لظى القيظ وقرص الشتاء ورحمة العواصف الرمليه والتي لا تعرف السكينة .تحترق خيمتها فتنجو بأطفالها منسلت من براثن الشحناء والتخلف التي حملها معهم بعض الطفيليين والمتسلقين ذوي النفوس الضعيفة .ترنو إلى الأيام والساعات صابرة محتسبه والأمل يدغدغ أحلامها ويمني نفسها في العودة إلى ديارها ومرابع طفولتها التي شردت منها عنوة بعد انقشاع هذه الغمه القاتمة في سماء العراق .فلا بصيص يلوح في أفق صحرائها فالأيام إلى أشهر والأشهر إلى سنين ويستشري اليأس والقنوت في النفوس وتحلك وتسود وتضيق في الصدور وفي لجة الظلام وزحمته يأتي الفرج إلى دولة الإسلام دولة المذهب والعقيدة والمثل الذي طالما عشش في عقولهم وقلوبهم وارتاحت إليه ضمائرهم سيحط بهم الرحال مما ينؤ به من عذابات السنين بذلها وبؤسها وفاقتها فيركنون إلى حضن رؤم رحيم يحنو عليهم بعطف ومودة وبكل ما اؤتي به الاسلام من تعاليم وقيم ومبادئ . ولكن أي مصير اسود كان بانتظارهم تلاشت به احلامهم الورديه فلم يحصدوا منها إلا الذل والهوان والتسكع بحثا عن مأوى أو لقمة عيش ليسدو به رمق أطفالهم حاربوهم حتى بأبسط الحقوق حيث تعرضو للمضايقات والملاحقات والتي وصلت إلى الطرد خلف الحدود حدود الموت الرهيب .سبع سنين عجاف تمخضن بالأسى والخيبة والحرمان كانت كفيله على قهرهم وإكراههم في البحث عن فضاآت أوفر عيشة وأمتع أمنا وأفضل رحابا من إخوة الإسلام بعد اضاعو من قبل أوطانهم فنداحو في بلاد الله الواسعة يحدو ركبهم الأمل ويطفح بهم البشر وكان المحيط يرحب بالقادمين من زمن التشتت والضياع وينزلو به ضيوفا آمنين مطمأنين لتسكن أرواحهم المتعبة من السفر الطويل في عبابه لعلها أشفق وارحم من عتاة الأوطان المفسدين المارقين واشرف وأنقى واطهر من زيف الأرض وبريقها الخافت ومن الادعآت الفارغه الجوفاء في حقوق الإنسان ومشروعيتها ومن المناضلين والمتاجرين زورا بوطنيتهم والأشداء جدا على اوراقهم وخطاباتهم .
إليك ايتها النفس الطاهره والى زوجك واطفالك وعمك وعمتك والى كل رفاقكم في زورق الموت حرقة شعب ودعاء مكلوم إن يغمدكم الله بتلابيب رحمته ورضوانه ويمن على شعبكم المضطهد المظلوم بالتحرر والنصر والانعتاق من براثن الأفاقين أشرار الأرض ولتبقى ماساتكم تحكي للأجيال قصة أسوء وأمر فترة ممحله من تاريخ العراق الحديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكم تاريخي في إسبانيا.. السجن لـ3 متهمين بالعنصرية ضد فينيسي


.. فياض للحرة: سوريا ترى أن تعاطي اللبنانيين في ملف اللاجئين ال




.. وزير المالية الإسرائيلي: إسرائيل لن تنتحر للإفراج عن الأسرى.


.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي يستهدف النازحين في المواصي ونسف




.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح