الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوريا الشمالية وتوتر علاقاتها مع الجنوبية من جديد

اسماعيل ميرشم

2008 / 10 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


أعلنت كوريا الشمالية يوم أمس الخميس أنها تدرس احتمال قطع كل روابطها مع كوريا الجنوبية كما جاء ذلك في افتتاحية صحيفة رودونغ شين مون. وتعتبر هذه التطورات في العلاقات الكورية المشتركة ذات أهمية كبيرة حيث اتضح منها قيام الشمال بممارسة ضغوط على الجنوب بعد حصوله على ما يريد من الولايات المتحدة ، وهذا ما يعرف بتكتيك " حافة الهاوية" الذي درج الشمال على ممارسته. لقد رفعت واشنطن اسم كوريا الشمالية من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب بعد قرار بيونغ يانغ بتعليق إجراءات نزع أسلحتها النووية وتهديدها باستعادة تنشيط مفاعلاتها النووية. ويقول خبراء إن عددا من العوامل دفعت الشمال لإعلان مثل هذا التوجه. ولعل أقرب العوامل المباشرة في ذلك هو انتقاد كوريا الجنوبية للولايات المتحدة لرفعها اسم الشمال من القائمة السوداء. فقد توقعت بيونغ يانغ ترحيب سيول بهذا الإجراء بدلاً من معارضته. إضافة لذلك، تتهم بيونغ يانغ الحكومة في سيول بنشرها شائعات تدهور صحة الزعيم الشمالي "كيم جونغ إيل" والسماح لبعض المجموعات المدنية الخاصة بتوزيع منشورات معادية للشمال. أما العامل الثاني ، فهو أن الشمال لم يعد يرى أية فوائد حقيقية من إجراء محادثات مع كوريا الجنوبية. وغالباً ما ترى كوريا الشمالية أنه من الأجدى لها ومن الضروري جداً الدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة وأن بيونغ يانغ قد اتفقت مع واشنطن على طريقة إجراء التحقق النووي ، كما أن طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية سوف يعتريها بعض التغيير أي من المواجهة إلى التعاون ، وكأن قرار إزالة اسم الشمال من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب قد شجع هذه الدولة الشيوعية لتصبح أكثر عدائية تجاه الجنوب. ثالثاً، تسعى القيادة في الشمال لتمكين قبضتها على شعبها المستاء جراء شائعات مرض الزعيم "كيم جونغ إيل" وذلك عن طريق لفت انتباههم نحو كوريا الجنوبية. إن التهديد بقطع كل العلاقات الكورية المشتركة ربما يكون الطريقة العسكرية الكورية الشمالية لتقوية وضعها وتوحيد كلمة الشعب الكوري الشمالي وفي نفس الوقت تشجيع سخط الرأي العام الكوري الجنوبي وتفكيك التحالف بين سيول وواشنطن. إن المقصود في حقيقة الأمر من افتتاحية صحيفة رودونغ شين مون هو مطالبة كوريا الشمالية للجنوب للاختيار بين سياسة الصقور المتمثلة في إدارة "لي ميونغ باك" أو سياسات ودية تجاه الشمال كما حدث ذلك عندما قويت العلاقات المشتركة بعد القمة الكورية المشتركة سنة 2000. وتقول الرسالة الكورية الشمالية إنه وبصورة عملية ، إذا لم تتخذ كوريا الجنوبية أول خطوة لتحسين العلاقات الكورية المشتركة فإن كوريا الشمالية ستكون جاهزة لقطع كل علاقاتها مع الجنوب ، والدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة فقط . وإذا ما خضع الجنوب لهذه الضغوط وسعى لتطوير علاقاته مع الشمال، فإن بإمكان الدولة الشيوعية الحصول على الكثير من الفوائد الاقتصادية والاقتناع بأنها نجحت في كبح جماح حكومة الرئيس"لي" المتشددة. وعلى كل حال ، فقد قللت حكومة كوريا الجنوبية من أهمية إعلان الشمال وتعهدت بالالتزام بسياستها الحالية. وتوقع مسئولون في سيول عدم حدوث أية تغييرات ملموسة في العلاقات الكورية المشتركة ، بالرغم من احتمال مواصلة الضغوط الكورية الشمالية حتى تنتخب الولايات المتحدة رئيساً جديداً لها. وعلى كوريا الشمالية الآن التيقن من أن مثل هذه التهديدات والضغوط لن تؤدي إلى جني أية فوائد لمصلحة العلاقات الكورية المشتركة ، كما أن منهجها لعزل كوريا الجنوبية لا يؤدي إلا لزيادة عزلتها هي عن المجتمع الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب