الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والعرب والمرحلة الجديدة

حسين علي الحمداني

2008 / 10 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


من الواضح إن هناك روح جديدة تدُب بالفعل في علاقات العراق العربية، وإن لم تخرج عن دائرة الحذر التي ميّـزت الموقف العربي الجماعي تُـجاه مجريات الأمور في العراق منذ سقوط نظام الدكتاتورية. وهنا يمكننا ان نشخص وبدقة بان حكومة السيد المالكي استطاعت ان تكسب العرب بعد معاناة طويلة – إن صح التعبير- وهذا المكسب تحقق من خلال المصالحة الوطنية وتعديل قانون اجتثاث البعث وتغيير تسميته وتقديم التسهيلات الكافية والمغرية لعودة العراقيين المقيمين في الدول العربية. هذه الإجراءات وغيرها ساهمت بشكل كبير في العودة العربية للعراق رغم ما شابها من حذر يضاف الى ذلك ارتفاع أسعار النفط في الاسواق العالمية مما ولد حاجة للنفط العراقي بأسعار تفضيلية كما هو الحال مع لبنان التي زار رئيس وزرائها العراق والاردن كذلك. وأضيف مؤخرا الأزمة المالية العالمية مما دفع بالكثير من رؤوس الأموال العربية للاستثمار في العراق بعيدا عن اهتزازات السوق العالمية وهذا ما دفع وسيدفع بالكثير من رؤوس الاموال الخليجية للعمل في العراق.
وربما البعض يتصور طُـغيان الجوانب الاقتصادية على ملف الزيارات العربية للعراق الا ان هذا في المرحلة الحالية يمثل مدخل رئيسي لعودة العلاقات العراقية – العربية الى وضعها المطلوب واذا ما أدركنا أهمية الاقتصاد والدور المتوقع ان يمارسه العراق كسوق للاستثمارات العربية فأننا سنجد إن العرب سيسعون جاهدين وبكل قوة للحفاظ على أمن واستقرار العراق خاصة وان مشكلة العراق الأمنية في السنوات التي اعقبت سقوط الطاغية تمثلت ((بالإرهابيين العرب)) القادمين من خلف الحدود تدعمهم فتاوي دينية تحرضهم على قتل كل ما هو عراقي.
وعودة العرب للعراق هو رسالة لأمريكا خاصة و إن الموقف الأمريكي، ومنذ فترة يحث في سبيل أن تعود السفارات العربية إلى بغداد، وكم مارست كوندوليزا رايس ضغوطا سياسية ومعنَـوية على عواصِـم كُـبرى، كالقاهرة والرياض وعمّـان والرباط، لكي تفتح سفاراتها في بغداد،
وإن القرارات العديدة التي اتخذتها الدول العربية بشأن عودة العلاقات الدبلوماسية مع العراق تمثل المرحلة الثانية من الإستراتيجية العربية للتعامل مع الحالة العراقية، وكان عُـنوانها التكيّـف الإيجابي مع التطوّرات العراقية في مجالي العملية السياسية وبناء المؤسسات الأمنية، ولكن دون التخلي عن الحذَر أو الاندفاع في التأييد. فيما كانت المرحلة الأولى ويمكن تسميتها بمرحلة ((الصدمة)) هي دعم فصائل متعددة هدفها عدم استقرار العراق وهذا الدعم اتخذ إشكال عديدة لعل اضعفها الدعم الإعلامي المباشر.
والمتابع للأعلام العربي الرسمي يجد ان ثمة حذر قوي يدب في العقلية العربية في التعامل مع العراق خاصة في ظل وجود اتفاقية مع أمريكا تخرجه من دائرة(( الاحتلال)) وهذا التخوف عبر عنه المسؤولين الكويتين صراحة من خشيتهم من اعادة تسليح الجيش العراقي !! وهذه المخاوف في محلها خاصة وان تجربة ابناء الكويت مريرة مع النظام البائد وحسنا فعل السيد المالكي حين أكد أمام رجال الاعلام الكويتين ان العراق الان بلد يحكمه دستور وكأنه اراد ان يقول لا للقرارات الفردية في العراق الجديد.
وبالتأكيد فأن المرحلة الثالثة من الاستراتيجية العربية في التعامل مع العراق هي العودة الكاملة للعلاقات الدبلوماسية خاصة اذا أخذنا بنظر الاعتبار أهمية العراق السياسية والاقتصادية في غضون السنوات القليلة المقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل فوري.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورف


.. الفلسطينية التي اعتدى عليها كلب الاحتلال تروي تفاصيل الجريمة




.. أخبار الصباح | بايدن ينتقد المحكمة العليا.. وأول تعليق من إي


.. -تايمز أوف إسرائيل- تستبعد إرسال الجيش الإسرائيلي للآلاف من




.. علاقة السمنة بانقطاع التنفس أثناء النوم