الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سندويشة توماس فريدمان

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2008 / 10 / 20
كتابات ساخرة


قبل أكثر من عام كتب برازيل الصحافة والأعلام والفائز الوحيد بثلاثية بوليتزر توماس فريدمان في عموده الأسبوعي الأوحد في التايمز النيويوركية كل يوم أحد الذي لا يكون طوله الزمني أطول من دقائق كافية للقارئ يقرئه وهو يلتهم سندويشته الصباحية أو ما بعد الظهيرة وهو جالس في مكتبه أو على كرسي المترو ذهابا إلى عمله وليست كطول مقالات بل خطب اغلب كتابنا الغير مفهومة حشوا وشكلا وتشبه خواص الماء الكيماوية تماما فينشف فم القارئ ولا يفهمها المسكين ولعل هذا هو احد أسباب ازدياد نسبة القراءة بين الشعوب العربية إلى مرتبة الواحد في المائة فقط رغم مرور أكثر من 7000 آلاف سنة على اختراع الكتابة من قبل السومريين المساكين. فقال بما معناه في عموده ذلك بأن على الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تدخل في مغامرة عسكرية ضد إيران بل لا تحتاجها أصلا على غرار المغامرة العراقية وان الموضوع لا يحتاج إلى كل تلك التحليلات عن موعد الضربة الأمريكية لإيران أو كيفيتها وما هي أسبابها وما قد تجره على المنطقة إضافة إلى ما جرته على المنطقة بعد غزو العراق إذا ما علمنا بان المنطقة هي بُعد استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية خارج أراضيها وتنتج أكثر من 76% من أنتاج النفط في العالم الذي تستورد أمريكا منه ما يقل عن10% فقط من احتياجها ونما فيها الكره لأمريكا إلى أقصى الحدود. فاقترحَ فريدمان وبعملية حسابيه بسيطة جدا يفهمها اصغر طالب في مدرسة ابتدائية عن سعر برميل النفط الذي كان يغازل السبعون دولاراً حينها الأمر الذي صار ممولا مجانيا لبناء ترسانة إيران النووية والعسكرية وأطال لسانها تفشخرا على إسرائيل بان توضع خطة تودي بأسعار النفط إلى أحضان مادون الثلاثين دولاراً فتصبح إيران التي تعتمد كليا على هذا الدخل الإضافي من العائد النفطي لبناء تلك الترسانة في ورطة اقتصادية بل كارثة اقتصادية تفعل بها ما لا يفعله عشرة أسراب من طائرات الشبح أو ستة أساطيل بحرية لازالت ترابط قبالة منتجعات إيران النفطية في خليج لم يتفق على أبوته بعد فارسي أم عربي أم مكسيكي ؛ ومنذ أكثر من خمس سنوات عجاف. فيصبح الأنفاق على الترسانة النووية والعسكرية كابوس يجب أن يكتمل ولا يمكن إيقافه أيضا فيودي بإيران إلى بئر لا قرار له ولا يمكن أن يكتمل أيضا إلا بتعويض الفارق ألسعري في أسعار النفط وبالتأكيد سيكون من أفواه الشعب الإيراني وليس البلجيكي.ناهيك عن إن اقتصاد إيران هو اقتصاد منغلق على نفسه وغير متعدد المصادر ويرزح تحت عقوبات اقتصادية لا ولن ترفع إلا بإنزال أخر عمامة؛ رغم أن هذا سيكون له تأثيرات على الاقتصاد الأمريكي والعالمي, لكن تلك دول ذات اقتصاديات عميقة الجذور ومتينة وذات سياسات مرنة وممكن دعمها من قبل الدولة نفسها دون تردد والنتيجة المرجوة بالتأكيد سعرها باهظ لكنه مبرر
فهل يا ترى سيكون هذا هو درس السندويشة الذي لم نهضمه بعد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى