الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجنبي ... في مجتمع القطيع

محمد كليبي

2008 / 10 / 20
حقوق الانسان


يعد النظام الأمني اليمني احدى الصور المتخلفة للنظام السياسي اليمني وللمجتمع اليمني عموما . فالنظام السياسي ذو الطابع العسكري القبلي يعكس نفسه على جميع أجهزة الدولة وعلى رأسها الجهاز الامني , الجهاز الاكثر التصاقا بالمواطن , والاكثر قمعا واضطهادا للمواط , والاكثر سلبا للحريات الفردية والحريات العامة , والأكثر انتهاكا للحقوق الانسانية .

فمن سمات ذلك النظام الامني القبلي المتخلف أنّ وزير الداخلية يوجّه مدير أمن احدى المحافظات بالقبض على كل من ينتمي الى قبيلة أحد المتهمين الفارين , القاطنين أو الزائرين لمركز المحافظة , حتى يحضروا !! ؟؟ المتهم الفار . أليست هذه هي العقلية القبلية بذاتها ؟؟؟؟

ومن سمات ذلك النظام الأمني أنه يضع ( نقاط تفتيش أمنية ) في مداخل العاصمة صنعاء , بحجّة منع دخول السلاح الى العاصمة , مع أن أكبر وأشهر وأهم سوق لبيع السلاح بجميع أنواعه واحجامه , من المسدس الى المدفع , يقع في احدى ضواحي العاصمة , لا يبعد عنها سوى عشرة كيلومتر تقريبا .

وبالاضافة الى تلك ( المهمة الاستراتيجية !؟ ) لتلك النقاط الأمنية , فان هذه النقاط الأمنية تقوم أيضا بمهمة لا تقل استراتيجيا !؟ عن المهم الأولى , انها تقوم بالتدقيق في ( هويات الأجانب ) الداخلين والخارجين من والى العاصمة !!!؟؟

وقد تعرضت - أنا اليمني - أثناء سفري بين صنعاء واحدى المدن المجاورة , لطلب رجال الامن في احدى تلك النقاط الامنية , لجواز السفر للاشتباه بأنني أجنبي !؟

أما لماذا الاشتباه بأنني أجنبي ؟

فلأنني لا أشبه القطيع اليمني

لا ألبس كما يلبس القطيع اليمني

أختلف في مظهري الخارجي - اضافة الى الداخلي - عن مجتمع القطيع اليمني

كيف ؟

لأنني أرتدي البنطلون , وأعتمر القبعة , وأحلق اللحية والشارب , وشعر رأسي طويل نسبيا

وكل ذلك لا ينطبق على مواصفات القطيع اليمني , ولا يتلاءم مع العقلية القطيعية اليمنية التي لا تعرف ولا تعترف بالاختلاف بجميع أشكاله وانواعة وألوانه , الفكري والثقافي والديني وصولا الى اختلاف الشكل الخارجي للانسان .

فالمجتمع اليمني , مجتمع يتميز !؟ بأنه - بالاضافه الى وحدته الدينية واثقافية - متوحد في المظاهر الخارجية من لباس وخلافه

(( فذكر )) القطيع اليمني يتميز !؟ بارتدائه للثوب - أو الفوطة في الجنون - , والخنجر الذي يربطه حول خصره بما يذكرنا بانسان الغابات الاول , زمن طرزان ودراكولا , ثم الشال أو الشماغ الذي يلف حول الرأس , والشبشب أو ما يعرف في اليمن بالصندل الذي يبقي نصف اليمني في التراب .

أما(( أنثى )) القطيع اليمني فحدّث ولا حرج

انها , بلباسها الأسود الذي يغطيها بالكامل من رأسها الى أظافر قدميها , مرورا بالوجه والكفين وحتى العينين لدى اناث المتزمتين , ولا أقول لدى المتزمتات لأنهن بالاجمال ضحية لذكور القطيع الذين يملكونهن ويتحكمون في حياتهن ومصيرهن , انها أشبه بالخيمة السوداء المتحركة , أشبه بالغراب الأسود بدون أجنحة , أشبه بالماعز , أشبه بالحمار الوحشي بدون خطوط بيضاء .

وبالعودة الى مسألة البحث عن الأجانب في اليمن عبر نقاط التفتيش الامنية تلك - وهي مسألة قديمة وسابقة لجريمة 11 سبتمبر الكارثية , حتى لا يظن البعض أنها مرتبطة بالحرب على الارهاب الذي تتعاون السلطة اليمنية على محاربته - فان ذلك الأسلوب الامني أسلوب متخلف وغير حضاري , اسلوب يسيئ الى الزائر لليمن والمقيم في اليمن .

وأقصد هنا بالزائر والمقيم , الزائر والمقيم العربي والأفريقي والآسيوي لكونهم يستخدمون وسائل المواصلات العامة , أما الزائر والمقيم الأميركي والأوروبي فانه يتحرك في طول اليمن وعرضها بمرافقة كتيبة أمنية لمرافقته وحمايته وترفيهه ؟؟؟

ثم , وهو الاهم , لماذا لا تحكم السلطة اليمنية حدودها وموانئها البحرية ومطاراتها الجوية بدلا من انتهاك الحقوق الانسانية للأجانب في اليمن ومعاملتهم كأنهم مجرمين لا ضيوف ؟؟؟

انّ المجتمع اليمني من أشد المجتمعات المنغلقة حضاريا وانسانيا , ولازال يعيش مرحلة القرون الوسطى , مرحلة الدولة الريعية / الرعوية التي لا تعرف عن الحضارات الانسانية الاّ ما هو سلبي في مخيلتها البدائية .

وحتى لو كان المجتمع اليمني معروفا ومشهورا - ماضيا وحاضرا وربما مستقبلا - بكثرة أبنائه المغتربين , فهم مغتربون منغلقون على أنفسهم , بحيث ان المغترب اليمني يقضي 20 عاما أو أكثر في أميركا أو أوروبا مثلا , ويعود كما ذهب , لا يختلف في شيء , لا في مظهره ولا في ثقافته , بل ان اليمني في " نيويورك "
أو " مانشستر " يظل يتعاطى نبات " القات " اليمني المخدر , ويبحث عنه ويطلبه ويستورده من اليمن أو من القرن الافريقي باستمرار . والقات يشكل علامة قوية ومتميزة من علامات ثقافة القطيع في المجتمع اليمني ومجتمعات الجوار الأفريقي .

قرصنة !!!؟؟؟

ومن علامات الهشاشة السياسية والامنية للسلطة اليمني اللجوء الى الاساليب اللصوصية مع الفكر ومع الرأي ومع القلم , من خلال ممارسة (( القرصنة )) على الايميلات والمواقع والمدونات الالكترونية . حيث تعرض ايميلي السابق [email protected] للمراقبة الامنية والقرصنة اللصوصية , حتى تم (( اخفاؤه )) نهائيا . والذي استبدلته بالايميل الحالي [email protected] . كما (( اختفت )) مدوّنتي , ذات الرابط http://iconoclast.modawanati.com وبنفس الأسلوب اللصوصي الاجرامي . والتي سأعمل على بعثها من جديد رغما عن كل الرقباء .

فهل سيتمكن اللصوص من اسكات القلم الحر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3