الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!

حسام محمود فهمي

2008 / 10 / 21
الصحافة والاعلام


أجري برنامج القاهرة اليوم في مساء الأحد 19/10/2008 استفتاءً بين المشاهدين حول نشرِ صورِة للفنانة سوزان تميم بعد قتلِها. الظاهرُ استفتاءٌ والباطنُ تحريضٌ علي نشرِ الصورة باعتبارِها سبقاً إعلامياً يُتباهي به، إعلامٌ انتهازيٌ تجاريٌ يحضُ علي العنفِ باسم الاتعاظِ وكأن مشهدَ القتلِ أمرٌ يُتباهي بالسبقِ في إذاعتِه علي الملأ، وكأن الموضوعات انتهت ولم يتبقْ سوي نشرِ مثل تلك الصورِ. هل يُمكنُ لمحطةٍ اعلاميةٍ محترمةٍ أن تكررَ وتزيدَ في التكرارِ علي مدار ساعاتِ البرنامجِ حول سنذيعُ إذا أرادَ المشاهدون وسنتخذُ كلَ الضوابطِ لمنعِ جرحِ المشاعرِ الحساسةِ لكن غيرُنا سيذيعُ إن لم نفعلْ؟ مالك وغيرك؟ هل إذا سرق تسرق؟! إذا كذَبَ تكذبُ؟! كن محترماً واتركه لحسابِ الناس معه؟
طبعاً فرصةٌ لمدعي الفضيلةِ ونافخي التطرفِ للربطِ بين مقتلِها وممارسةِ الفنِ، وكأن الفنَ كلُه فسادٌ، وكأن القتلَ النهايةُ الطبيعيةُ لممارستِه!! إعلامٌ ينشرُ ثقافةَ القتلِ بالاستفتاءِ علي نشرِ صورِه وبالترويجِ لأراءٍ لا تجدُ غضاضةً في الدعوةِ إليه باعتبارِه جزاءً لا بدَ منه. العنفُ يوميٌ، يشكو منه المجتمعُ ويولولُ إعلامُ تلك الفضائياتِ من انتشارِه، نحيبُ ذئابٍ لا مدافعين عن مصالحٍ عامةٍ، مرتزقةٌ لا مهنيون. ما الفارقُ بين مقتلِها ومقتلِ أي إنسانٍ آخر؟ وأين حرمةُ الموتِ؟
الفضائياتُ تمادَت في جذبِ المشاهدين، تارةً بالفتاوي الشاطحةِ وتارةً بالموضوعاتِ المثيرةِ للغرائزِ دون اعتبارٍ لأخلاقياتٍ، المهمُ أكبرُ مشاهدةٍ وبالتالي إعلاناتٌ تسكبُ الملايين علي أصحابِها. كالعادةِ، فضائياتٌ تتكسبُ من مصر ومما يجري فيها بأدواتٍ مصريةٍ حتي تبدو صادقةً، أما مجتمعاتُها فتُسدَلُ عليها سُترٌ سوداءٌ داكنةٌ علي ما فيها من كل الخطايا والبلايا.
المخزي أن البعضَ رأي أن نشرَ صورِ صدام حسين بعد إعدامِه مبررٌ لنشرِ صورِ سوزان تميم!! ما الرابطُ بين الموضوعين؟! غمامةٌ لم تكلفُ تلك الفضائياتُ خاطرَها في ايضاحٍها. نشرُ صورِ صدام كان للتأكيدِ علي انتهاءِ عهدِه، مسألةٌ سياسيةٌ استُخدِمت فيها وسائلُها الاأخلاقيةُ، أما نشرُ صورِ سوزان تميم فتصرفٌ من فضائياتٍ تتاجرُ بانفتاحِ بمصر بوسائلٍ أيضاً لا أخلاقيةٍ.
هنيئاً لمذيعِ روحي روحي واللطافةِ والخفافةِ خبطاتُه وأداؤه المفتعلُِ، عصرُ الخواءِ يُعتادُ فيه سيطرةُ المسلكُ الهمجي، أمام الشاشاتِ وورائها، أما الحقيقةُ فلا وجودَ لها، ولا الحُرُماتِ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟


.. شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في دير البل




.. مظاهرات في مدن ألمانية عدة تأييدا لفلسطين ولبنان


.. شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منازل مواطنين في بيت لاهيا ش




.. مظاهرة في العاصمة البريطانية لندن نصرة لغزة ولبنان