الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت المعاقون العرب في الانتخابات المحلية

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

2008 / 10 / 21
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


الإعاقة حالة طبيعية ربما تولد مع الإنسان، أو انه يتعرض لها بعد إصابته بحادث ما، أو ربما تكون ناتجة عن مرض عضال لا يترك الإنسان دون أن يقتص منه، وكل إنسان معرض لمثل هذه الحالات، فطبيعة الحياة تحمل في مكوناتها أضادها، الايجابي والسلبي في آن واحد. الأمر طبيعي بيد أن الإنسان يطمح دومًا إلى أن يبقى معافًا سليمًا، ولكن
"ما كلُ ما يتمنى المرءُ يدركهُ ربّ امرئ حتفهُ في ما تمناهُ"
وعلى مر العصور عانى الإنسان من طبيعة الحياة ومشاقتها وأمراضها، حتى في المجتمعات الراقية، لا زال هناك نسبة ما من أبنائها يعانون من الإعاقة لأسباب مختلفة، ونحن ككل مجتمعات الدنيا، لدينا أيضا إعاقات على اختلافها، بل إننا نزيد عنهم، ذلك بان نسبة الإعاقة عندنا هي من النسب العالية في العالم.

بموجب الإحصائيات التي أجرتها دائرة حقوق المعاقين في إسرائيل، عند نهاية عام 2007، اتضح أن عدد المعاقين في إسرائيل وصل إلى مليون وثلاثمائة ألف معاق/ة، وان نسبة المعاقين العرب وصلت إلى 40% منهم، أي أن هناك أكثر نصف مليون معاق في الوسط العربي، وهم ينتمون إلى شتى أنواع الإعاقات الموجودة والمعترف بها بموجب قانون التأمين الوطني، والمعترف بها في هذه المؤسسة، وفي المؤسسات الرسمية والبلدية، التي تعنى بأمور المعاقين في إسرائيل.

في الانتخابات

اذكر، خاصة وإنني ساهمت في العمل السياسي منذ عمر الشباب، على الرغم من الإعاقة التي أعاني منها، وشاركت في كل أحداث الانتخابات على الصعيد البلدي والقطري (انتخابات الكنيست)، كواحد من رفاق الحزب الشيوعي منذ عام 1977، لم تكن مشاركتي بالتصويت وحسب، بل إنني ساهمت في معظم الأعمال الملقاة على الناشطين في المعارك الانتخابية، من الإعداد للاجتماعات البيتية والشعبية، وتوزيع الدعوات والمنشورات، إلى مهمة عضو في صندوق الانتخاب، كما والعمل على نقل المصوتين للإدلاء بأصواتهم وإعادتهم إلى بيوتهم.

واذكر، إننا كنا نهتم خاصة بالمصوتين من المعاقين والمسنين والعاجزين، فالصوت هو صوت، إن كان لإنسان معاق أو كان لشمشوم الجبار.! وكانت كافة القوائم المتصارعة على ساحة الانتخابات، تبدأ أول يومها بالتوجه إلى المسنين والعاجزين والمعاقين، لحملهم على الإدلاء بأصواتهم، كمهمة على رأس مهامهم في تلك الأيام، واليوم أيضًا، ذلك حتى لا يضطرون إلى الانتظار في طوابير المصوتين، أمام صندوق الانتخابات عند ساعات الضغط والازدحام.. كان ينتهي دورهم بعد الإدلاء بأصواتهم وإعادتهم إلى بيوتهم.. واعتقد أن الحال لم يتغير، فكل ما تحتاجه القوائم المتصارعة يوم الانتخابات، هو صوت الناخب، وبعدها يخلق الله ما لا تعلمون!!

واليوم

تطورت وسائل الحياة، وأصبح هناك من القوانين الدولية العالمية، وعدد من هذه القوانين سارية في إسرائيل، وهي تعطي للمعاقين حقهم بممارسة حياتهم أسوة بالآخرين، فهناك من المعاقين أناس وصلوا إلى الكنيست، وهناك من يعملون في مهن حرة، ومنهم من يحملون شهادات أكاديمية عالية، أي أن المعاقون بشكل عام، والمعاقون العرب أيضًا لم يعودوا عبء على مجتمعهم، بقدر ما ظل هو عبء عليهم.

إن الواقع الاجتماعي والبنيوي، المتمثل بالعادات والتقاليد والنظرة الدونية للمعاقين العرب، وواقع البنى التحتية للقرى والمدن العربية، كلاهما يشكلان عبئًا على المعاقين العرب. في حين أن العديد من المعاقين العرب، ممن أتيح لهم، وممن انتزعوا حقهم بالحياة عنوة، يساهمون في مسيرة الحياة الذاتية والعائلية والاجتماعية أسوة بالآخرين، رغم أنهم ما زالوا يعانون من صعوبات عدم إتاحة الأماكن العامة لتلاءم احتياجاتهم، فالمؤسسات الرسمية والبلدية غير متاحة الوصول لهم، إضافة إلى كثير من الأمور على صعيد السير، العمل، الثقافة، والعيادات الطبية، إذ ما يزال معظمها غير متاح لهم، إلا بصعوبة وبشق النفس، وهذا الواقع يقف سدًا منيعًا أمام المعاقين القابعين في بيوتهم.

ارفعوا صوتكم الآن

إن أحدا لن يهتم بالمعاقين العرب، إن هم لم يهتموا بأنفسهم. إن أحدا لن يحمل لواء الدفاع عنهم وعن حقوقهم، أو تحصيل الخدمات لهم، إن هم لم يقوموا بذلك، وهذه الانتخابات للسلطات المحلية والبلدية، هي قاب أسابيع وأدنا، وعليهم، على كل معاق عربي، أن يرفع صوته الآن، عليه أن يعرف لمن يدلي بصوته، ومن هم الذين يستحقون هذا الصوت.

أيها المعاقين العرب، يقترب يوم الحساب وعليكم الدفاع عن حقوقكم. وهناك مثال حي قام به المعاقون في مدينة أم الفحم، إذ أنهم وحدوا صفوفهم وأعلنوا عن خوضهم الانتخابات لعضوية البلدية، وعندما أحست القوائم المتناحرة بقوتهم، قامت إحدى تلك القوائم بإبرام اتفاقية موقعة مع ممثلي المعاقين، التزمت بها قائمة الحركة الإسلامية بتنفيذ كل التعهدات التي تخدم المعاقين في أم الفحم, وهكذا أصبح الوضع في أم الفحم من أحسن الأوضاع المتاحة للمعاقين في الوسط العربي.

يبدو إننا لم ندعو إلى القيام بتشكيل قوائم عضوية للمعاقين العرب في الوقت المناسب، واعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى قائمة عضوية خاصة بالمعاقين، إذ أن واقعنا لا يحتمل انقسام فوق الانقسامات الموجودة في قرانا وبلداتنا العربية، وعليه، فانه يكفي أن يتكتل المعاقون كمجموعة لها مطالبها، وان يعرضوا مطالبهم في تحسين ظروف الإتاحة المرورية والوصول إلى المؤسسات، وتحصيل حقهم في إقامة النوادي، ودعمهم لتفعيل حياتهم من خلال العمل والفعاليات الثقافية، وان يعطوا ثقتهم لمن يتعهد لهم بذلك، لكن عليهم أولاً التوجه إلى الأحزاب السياسية، لأنها ليست قوائم فئوية طائفية، ولان المعاقون لا ينتمون إلى عائلة وطائفة وفئة محددة، فهم ينتمون إلى شعبهم، ككل الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار