الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البَيتُ العِراقي .. في بَغدادَ وَمُدُن عراقية أخرَى

مازن لطيف علي

2008 / 10 / 21
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


لم يدرس بناء البيوت السكنية في فن العمارة الاسلامية بشكل جدي حتى بداية القرن العشرين.. لقد جمع أوسكار روُيتر بنفسه المواد التي احتاجها لكتابة كتابه " البيت العراقي " وذلك خلال إقامته في العراق التي دامت ثلاث سنوات، لقد اتصل المؤلف بمعلمي البناء المحليين " الاسطوات".
يذكر أوسكار رويتر أن الاعتقاد السائد لدى الكثير من المعنيين بأن أنماط البيوت السكنية المتطورة قد انبثقت في الاصل من انماط البيوت الفلاحية هو اعتقاد غير صائب بالمعنى الشامل فهناك في الشرق القديم وفي الغرب استثناءات تلفت الانتباه مثل هيلاني وميغارون اللتين كانتا في الاصل حصنين عسكريين.
يرى المؤلف ان البيوت الفلاحية العراقية تنقسم الى خيام او اكواخ من القصب استناداً الى مخططها الإنشائي الى مجموعتين مختلفتين ، مجموعة بدائية تتميز بأصطفاف عناصر سكنية أو اكواخ مستطيلة وذات حجرة حول الباحة. وتتميز المجموعة الثانية بعدد الحجرات التي تشكل معاً وحدة متكاملة أي بيتاً بالمعنى الحقيقي، يذكر المؤلف ان البيت النموذجي للعائلات الغنية هو " الحوش المربع " الذي يتألف من نموذجين متقابلين لبيت الطارمة ، فالطارمة ملتفة حول الحوش وتشكل رواقاً كاملاً والحوش المربع الذي يحتوي على طارمة دائرية هو " التفصيل البغدادي " الحقيقي أي النظام البغدادي العادي ويتبين للباحث ان التفصيل البغدادي والنموذج الفارسي المعتمد في العراق يعودان الى نموذج بيت الطارمة البسيط.. في بيت المدينة لايطبق نموذج بيت الطارمة إلا في الطابق العلوي أما الطابق الارضي فيستعمل جزء منه للأغراض الاقتصادية ويحول معظمه الى قبو للسكن يلجأون اليه هربا من حر الصيف اللاهب ويطلق على هذا القبو السكني اسم " السرداب " ( من اللغة الفارسية معناه الماء البارد).
اما تكوين الواجهات فتكون جبهة الشارع لبيت الطارمة هي في بادىء الامر مجرد بسيط املس ومغلق لايتخلله اي شىء سوى الباب الخارجي وهو الوضع السائد في البيت الريفي وفي البيوت الموجودة في احياء المدينة القديمة وحتى البيوت المؤلفة من عدة طوابق تكون غالباً مغلقة من جهة الشارع بجدران ملساء مصمتة تخلو من اي تزينات أو ديكوارت تجميلية بأستثناء البوابة التي تكون غالباً غنية بالزينة.
يذكر المؤلف ان هناك اشكالاً عديدة من الاقواس الانشائية وهي: القوس نصف الدائري والقوس الهلالي والقوس الإسفيني الفارسي والقوس المدني وهو الشكل الوحيد المعتمد في العراق وايران.. ويستخدم عدد من الالواح الخشبية المقصوصة بشكل مناسب تستعمل كمزاريب تعطي باصطفافها على شرفات الاسطحة شكلا ديكوريا، وتستعمل في تزيين السطوح اعداد كبيرة من الاشكال المتنوعة زخرفة السطوح في المباني السكنية، اما الزخرفة الخاصة بالفن الاسلامي فهي مزدهرة بشكل قوي في العراق.
يذكر الباحث المواد وتقنية البناء منها الجدران الطينية والجدران المبنية بالآجر المجفف تحت الشمس والجدران المبنية بالآجر المحروق والجدران الظاهرة فوق سطح الارض ..
يذكر المؤلف انه على الرغم من ان العراق بلد فقير بالاخشاب " في وقتها لان الكتاب كتب قبل تأسيس الدولة العراقية " يلعب الخشب دورا مهما وبارزا في بناء البيوت السكنية وخاصة انشاء الدعائم والبوائك (الاجزاء البارزة من البيت) والجدران الخشبية والطينية والسقوف.. فقد كانت المادة الخشبية المتوفرة في حينها هي خشب النخل الا ان خشب النخل يعتبر بسبب بنيته الليفية الخشنة وبسب ضعف مقاومته للاحناء من الانواع المدنية وينمو في العراق ايضا خشب التوت لكن بكميات قليلة وتستهلك البصرة وبغداد كميات كبيرة من المواد الانشائية الهندية وخاصة لتسقيف الفتحات البعيدة جدا.. فتبنى البيوت من هيكل خشبي واعمدة تكون في الاغلب بدون قاعدة.
يصل المؤلف الى الارضية التي يعتبرها ان العراقيين لايهتمون بتزيين الارضيات اي اهتمام ويعد استخدام بلاط مزجج باللون الازرق او ملون بالميناء كما هو الحال في مدينة كربلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون