الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجاذب والتنافر في أعمال جواد الشكرجي

محمد العبيدي

2008 / 10 / 23
الادب والفن


وجهة نظر
إن النظريات الدرامية قد تتعدد بينما يظل مفهوم الدراما واحدا، ملاحظتي إنني في كلية الفنون الجميلة الأرض التي تنبع منها محاولات التجريب كانت تقوم على مبدأ الصراع العلمي ومواكبة مايقدم على مسارح العالم من نتاجات سواء كانت في المسرح أو التشكيل أو الموسيقى أو حتى في السينما نجد أعلام الفن المسرحي هم اقرب إلى تدريس مادة الدراما سواء في قسم المسرح أو قسم السمعية والمرئية فكان ((سامي عبد الحميد، اسعد عبد الرزاق، جعفر السعدي، إبراهيم جلال ، فاضل خليل، عقيل مهدي، عوني كرومي، صلاح القصب، عبد المرسل الزيدي)) كل واحد منهم له قاعدته في التدريس لهذه المادة لينهل من عرق هؤلاء : شفيق المهدي هيثم عبد الرزاق، إقبال نعيم، ميمون الخالدي، شذى سالم، سهى سالم، صاحب نعمة والقائمة تطول)) نجد ان هؤلاء السنابل تم قطافها بعد ان ارتوت من تصورات أساتذتهم للشكل الدرامي الأمثل وانشغلوا بالتفريق بين الأنواع.
ولكن رغم ذلك فان مفهوم الدراما رغم كل النظريات التي درسوها التي تحقق منها على مر التاريخ العديد من النتاجات سواء في المسرح او التلفزيون ، واعتمدت مبدأ الأنساق التي رآها البعض الأنساق التشكيلية ، ليشارك التشكيل في المسرح ويعلن (( كاظم حيدر)) انه مصمم للديكور(( ونجم حيدر)) وغيرهم من الذي عاصرنا معهم التجربة وبما ان النسق التشكيلي الأول يقوم على مبدأ معروف عند المشتغلين في المسرح هو مبدأ التجاذب والتشكيل الآخر يقوم على مبدأ التنافر والفرق بين الاثنين شاسع عذرا لأنني لم ادخل إلى الآن في الموضوع، كوني متردداً منذ البداية بكتابة الموضوع ولكن أقول أن بلاد الرافدين كبيرة في ثقافتها في شعرها في فنونها القديمة من الفخار إلى الرسوم الجدارية، الى كتاباتها المسمارية التي أبهرت العالم، إلى بنائها المعماري وصولا الى نتاجاتها في المسرح . حيث قدمت الفعاليات الطقسية التي كانت أشبه بالدراما وقد شخصت من خلال الرسوم المضافة على الأواني وكذلك الرسوم الجدارية الآن أريد أن أوحد الآراء في التجاذب والتنافر و((جواد الشكرجي)) اعتقد وأنا لست ضالعا في الكتابة بهذا الجانب ولكنني متلق أفتت نفسي بنسق مطروح إلى عناصر متنافرة لايمكن انتظامها بنسق واحد بل يمثل كل واحد منها خطا منفصلا.
الجنة تفتح أبوابها متأخرة
هي الجزء الأخير من خماسية "الحب والحرب" لمؤلفها "فلاح شاكر" الذي أراد من خلالها أن يحكي قصة "شعب أكلت منه عشرون عاما من الحرب والحصار كل أحلام التشهي، شعب كأنه أُعد للنحر، ولولا ضمائر بعض الأصوات لرُمي في النسيان”.
إنها ليست عملية تذكير ، وإنما استدراك لهذا التشكيل المميز مع ((شذى سالم)) المتغيرة الدائبة للمنظور الدرامي بحيث لايقدم التشكيل وجهة نظر واحدة من خلالها ولا من خلال أعمالها وإنما هي واحدة من عناصر متصارعة مع الذات واعدت من خلال مسرحيتها عدداً من وجهات النظر المتداخلة ، ما جعل المتلقي يتابع مراحل احتدام الصراع في تسلسل زمني وسببي واضح من قبل البيئة المشحونة التي شكلت نقطة البدايةلكثير من أعمال (( جواد الشكرجي)) وهي في تصاعد منطقي يحكمه الإطار القيم الواضح.وخلاصة المسرحية هي:
فتجسدها شخصية العسكري العراقي الذي عاد من الأَسر أو الحرب بعد عشرين عاما من الانتظار والشوق والأحلام ليفاجأ بنكران زوجته له "الفنانة شذى سالم" التي تتعامل معه كأنه غريب لا تعرفه، وفي لحظات التوتر الناتجة عن حالة إعادة التذكير بالنفس وبالواقع وبالحقيقة تنكشف أمام المتفرجين معاناة الشعب العراقي الرهيبة في عوالم من الحزن والرعب، ولا يتبادر إلى الذهن أن العرض كان سطحيا لأن الفكرة مباشرة؛ فسنوات الانتظار عبرت بصدق وبعمق عن معانٍ بعيدة: الجنة، الرجل، المرأة، الحب، الشهوة، الموت… إلخ، كل ذلك من خلال كلمات حلقت في فضاء حلو بعيد، ومن خلال ديكور بسيط ظهرت براعته في تحريكه، وهو لا يتعدى سريرا وسبورة وقضبان سجن، استطاعت شذى سالم، وجواد الشكرجي، ورائد محسن التعبير بها عن أدق المعاني الإنسانية وأكثرها صعوبة في أدائهم المتقن، الذي جعل المتفرج رغم جلوسه على مقعده يعاني من سنوات الحرب والحصار والجوع والحرمان كما عاناها الشعب العراقي.
أعمال (( الشكرجي)) لم تركز على الحدث الزمني فحسب، أي أنها مراحل احتدام صراع القوى في المتتالية الزمنية ، حيث تراه في التلفزيون والمسرح والسينما هنا وهناك .
وهنا أريد أن أسجل رأيا خالصا هو الدلالات المتعارضة وتفسير كل مرحلة من المراحل ، هل هي تنوع في الفن ؟ أم انه استخفاف لحالة معينة كل هذه وعند اعداد الأجوبة لاتمت بصلة له ، كونه جبلاً من الإبداع ولا أريد أن أصل إلى مرحلة وهي مسح كل ما رأيناه وشاهدناه من قبل ، وما ذنب الآخرين بمعيته .
هذا العمل خال من القصة ، خال من التسلسل الزمني في تحقيقه ، ربط القصة يحتاج إلى ترابط والترابط مفقود والمستوى متعدد والتفسيرات مبنية على مبدأ من التناقضات اللغوية المحددة واستخدام النسق هنا غير وارد وغير مقبول والاستعارة للا فكار منقوصة وتعطي الحدث الظاهري لحالة مرت بالبيئة العراقية ، وأدرك الشعب الأخطاء ولكن لم تكن المعالجات هكذا ، وإنما يجب ان احمل التفسيرات المتنافرة معي وأقوم بإعداد عوامل جدل الصراع الدرامي الحقيقي الذي تعودنا عليه من خلال (( جواد الشكرجي)) ويمكنني ان اضرب مثلا سريعا على هذا النوع من التشكيل الدرامي قصة صراع مع اليأس ويمضي الزمن فيه من دون هوادة وينطلق نحو نهاية حتمتها عليه القيم الفنية التي سادت البيئة التي احتوت قيم المحافظة، على كل تقاليدها وحياتها الاجتماعية .
النقاد ربما يجدون صعوبة بالغة ، لهكذا نوع من النتاجات التي لاتمت بأية صلة إلى لقب الدرامـا، واحمد الله عز وجل واشكره على نعمته على عدم تقديم هذا العـمـل علـى ارض الرافديـن التـي غابـت عنه اطـر القيـم الثابتـة والعقائد واحمد الله واشكره على دور المخرج الذي لانعرفه ولا الكاتـب الـذي لانسمـع عنـه ونحمد الله ونشكره علـى طـرح الصراع والجـدل بهـكذا كيفـية مبتعدة عـن كـل أساليـب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي