الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية

اميرة بيت شموئيل

2004 / 2 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بصدور الوجبة الاولى من قائمة مستلمي الكوبونات الصدامية ، انهارت الاقنعة الانسانية من على وجوه العديد من الشخصيات المعروفة عربيا وعالميا وظهرت حقيقتها البشعة الطامعة في اموال وممتلكات الملايين العراقيين المظلومين والمتشردين في بلدهم والعالم.

فالكثير من هذه الشخصيات، التي فضحت الكوبونات مراميهم الاستغلالية اخيرا، وقفت يوما تتبجح امام الرأي العام العربي والعالمي بتأويل مواقفهم الرافض لازاحة صدام الاجرام، الى مفاهيم انسانية وقومية، والتي هي جزء لا يتجزأ من المفاهيم الانسانية، مستهزئة بالجماهير الغفيرة من حولها، دون ان تعلم بأن صدام نفسه عندما يضيق الخناق عليه سيفر هاربا ويترك اثار جرائمه وجرائمهم بحق العراقيين في مكانها، بكل بساطة، دون ان يهتم بالنهاية المخزية التي سيؤول اليها شياطينه، ممن لبسوا رداء الانسانية امام الجماهير الغفيرة، فيما اذا وقعت اثارهم في ايدي الشعب العراقي المنخور حد النخاع .

فضح قائمة الكوبونات الصدامية، الذي نزل كالصاعقة، جاء في الحقيقة لتستفيق الجماهير الغير العراقية من سباتها، وتتعرف على حقيقة وضع العراق في العهد الصدامي البائد وطبيعة علاقاته مع بعض الشخصيات الخارجية المنافقة، هذا السبات الذي فرضه شياطين الكوبونات لسنين وتمخض في الفترة الاخيرة بتفانيهم في دفاعهم عن هذا المجرم المخلوع، والتشبث، تارة باسم القومية واخرى بإسم الانسانية في دفاعهم الجائر. فالشعب العراقي لا يلزمه الاطلاع على اية وثائق ليتأكد بأن كل من وقف بجانب الحكم الصدامي الجائر لابد وان يكون قد استفاد من موارد وخيرات العراق الوفيرة، في الوقت الذي ظل هذا الشعب طوال عهد الحكم البائد، معتازا يعمل بشقاء دون ان يحصل على قوته اليومية وينام في العراء دون ان يجرأ على دخول بيته ويتصرف باملاكه الخاصة والعامة، ويعاني من شتى انواع الظلم والتنكيل، دون ان يجد احدا يواسيه.

فالان ادركت الشعوب اسباب صمت ممثلي الرأي العام العربي والعالمي امام جرائم صدام الوحشية ، كالمقابر الجماعية والانفال وحملات تفجير العديد من القرى والمناطق السكنية والاماكن المقدسة والاعدامات والتنكيل والتهجير القسري لاكثر من خمسة ملايين عراقيين وغيرها من الجرائم البشعة التي تقشعر منها الابدان. هذا الصمت المطبق، كانت وراءه ملايين الكوبونات الصدامية.

والان يتوجب على المنظمات العربية والعالمية الانسانية وجماهيرها الغفيرة في كل مكان، لفظ هؤلاء الاشرار من حدودهم لتبقى رسالتها السمحاء نقية، فما كل من ردد شعاراتها مؤمن بها وخادم لمفاهيمها، فخادمي موزع الكوبونات لم يكونوا اكثر من ببغاوات، رددوا شعارات الانسانية السمحاء في الوقت الذي تنافسوا جميعهم للسجود تحت اقدام الدكتاتورية، وهم مدركين بأنه أكبر فاشية عرفها التاريخ الحديث.

ستبقى سماء العراق تنزل بلعناتها على جبين العالم اجمع وتفضح الجميع، ولن تتوقف عند فضح جرائم المقابر الجماعية والانفال والتهجير القسري والقتل والتنكيل والكوبونات الصدامية ، الى ان يعترف العالم اجمعين بتقصيره بحق الشعب العراقي المظلوم، ويتعاون الجميع على مد يد المساعدات الانسانية له ليقف على قدميه مرة اخرى، بعد ان تركوه وحده، طويلا،  يناظل ضد شرور الدكتاتورية البعثية وعبيد الكوبونات الصدامية. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و