الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة؟؟؟؟

حسن العمراوي

2008 / 10 / 22
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الحديث عن مستقبل العمل التطوعي في ظل العولمة هو حقيقة حديث عن متناقضات , بحكم ان العمل التطوعي ارتبط تاريخيا بكل قيم الخير والنبل وسعادة الانسانية بينما العولمة كمرحلة متطورة في مسار تطور الرأسمالية فقد ارتبطت بقيم الشر والدمار وتخريب الكون وقتل انسانية الانسان

سأحوال من خلال هذه المقالة أن أطرح للنقاش اشكالية مستقبل هذا النوع من العمل في ظل الهجوم الكاسح للعولمة وقيمها التنميطية التبضيعية للإنسان من خلال ترساتنها التقنية والاعلامية

لا يسمح المقال هنا لتناول مختلف المقاربات التي حاولت أن تلم بمفهوم العولمة بسبب تعقد الظاهرة وتعدد أبعادها, لكن هذا لا يمنع من ان أقول كتعريف اجرائي بسيط لعله يسعفنا في التحليل ان العولمة كمرحلة متطورة في مسار تطور النظام الراسمالي تسعى الى تدويل نمط الانتاج الراسمالي عبر تفكيك مجتمعات الهامش ودمجها في منظومة الرأسمالية العالمية,وما يقتضيه ذلك من تنميط للثقافات وضرب للخصوصيات وتبضيع للإنسان وبالتالي فالعولمة وليدة الرأسمالية ونزعتها التوسعية.بامتياز؟؟؟؟

اما العمل التطوعي فهو ممارسة فردية أو جماعية تهدف الى تقديم خدمة انسانية نبيلة للاخرين / المجتمع بدون مقابل مادي او رمزي إما,بدوافع دينية / اخلاقية / فلسفية/ سياسية / انسانية ...وسأركز هنا على العمل التطوعي الممؤسس – الذي تمارسه جمعيات تطوعية وثقافية تشتغل في حقول عدة كالبيئة والأوراش وحقوق الانسان ....-.

واعتقد ان الموروث الثقافي الماقبل راسمالي الذي نحمله من خلال نسقنا القيمي يعد خزانا للقيم التطوعية بأبهى صورها, هنا يمكن ان أدلل على ذلك بدور الجماعة في التطوع خلال الأفراح والأعراس / العزاء وأعمال التويزة في البوادي اثناء الحرث أو السقي......

لكن وامام اكتساح العولمة لمنظوتنا القيمية وتدمير كل ما هو إنساني وجميل فينا فيطرح السؤال أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة.؟؟؟؟؟؟.

اذا كانت العولمة تسعى عبر نسقها القيمي التدميري وعنفها المادي والرمزي الى قتل الانسان فينا فإن العمل التطوعي يسعى اساسا الىأانسنةالعلاقات الانسانية عبر عدة ممارسات تروم الإرتباط والاحتكاك بالحياة الجماعية وهمومها ومعاناتها لفهم الواقع الاجتماعي وتجسيد الرغبة في أنسنة العلاقات.

العولمة تطمح إلى تكريس خيار الفردانية كخيار شخصي من خلال تحلل الانسان من اي التزام اتجاه جماعته / محيطه عبر ايهامه ان أناه/ الفرديةهي حقيقة وجوده بينما العمل التطوعي يسعى الى استنبات قيم الجماعة وتكريس الخيار الجماعي.

العولمة تطمح الى ازالة الحدود بين الدول قصد سيولة البضائع ورؤوس الاموال والخدمات ’ بينما العمل التطوعي يهدف الى ازالة الحدود بين البشر من خلال الانتصار للانسان كقيمة بذاته بعيدا عن لونه او دينه او جنسه او ....

العولمة تشعل الحروب والنزاعات العرقية والطائفية وتعميق الهوة بين الأنا والاخر بينما العمل التطوعي يسعى الى توسيع مجال التواصل والمثاقفة والحوار مع الاخر المختلف , بعيدا عن العنف او الاقصاء او الطمس

العولمة تعمل على تنميط الثقافات والقيم وطمس الخصوصيات والتعدد والاختلاف , بينما العمل التطوعي يقر بالتعدد والاختلاف والتنوع

العولمة تكرس قيم الانانية والفردانية بينما العمل التطوعي يعمل على ترسيخ قيم اجتماعيةقوامها الجماعة وما يقتضيه ذلك من نكران ذات وحاربة للأنانية والإنتصار على ثقافة الخمول والكسل

العولمة تسعى إلى تبضيع الإنسان بينما العمل التطوعي يسعى الى استنبات علاقات أكثر انسانية من خلال البحث عن الانسان فينا

العولمة تكرس ثنائية الرجل / المرأة بينما العمل التطوعي يهدف الى

ضرب تلك الثنائية التي خلقتها ظروف التقسيم الاجتماعي للعمل بظهور المجتمعات الطبقية والتي يعاد انتاجها بأشكال أخرى اليوم

العولمة تسعى الى تكريس الهوة بين العمل اليدوي والعمل الفكري وتكريس دونية العمل اليدوي بينما العمل التطوعي يسعى الى الربط الجدلي بينهما باعتبارهما شكلا من أشكال العمل الجمعوي الجادمن خلال ضحض الفصل التعسفي بينهما

الفقر , الامية , الحروب , الأمراض ,التلوث ..... كفى لنتطوع ..... لنتطوع ..... لنبحث عن الانسان فينا

الانسان اولا .....و الإنسان ثانيا ..... والإنسان أخيرااااااااااااااااااااا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها