الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حازم جواد ذكريات شريكٌ في الجرم.. وهذيان قاتل محترف

وداد فاخر

2004 / 2 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مقدمة :
كما لحازم جواد الحق في سرد ما يختزنه عقله الباطن من ذكريات لا زال للآن لم يتخلص من طابع الحقد والسوداوية ضد فصيلة سياسية مهمة من فصائل الشعب العراقي ، وهو ( الحزب الشيوعي العراقي ) ، والشعب العراقي عموما ، كما ظهر من سرد ذكرياته ل ( جريدة الحياة ) كذلك يحق للطرف الآخر ممثلا في أبناء الشعب العراقي بالرد عليه ، وتبيان الحقيقة ، حتى لا يترك القارئ العربي يتمعن في الصورة السياسية من طرف واحد دون أن يلم ولو ببساطة بشيء عن الطرف الثاني لذا أود الدخول من هذا الباب لإسماع الرأي الآخر عملا بحرية الرأي . ولأن الصحف العربية هي مجرد إمبراطوريات خاوية لملوك من ورق ، يمارسون علنا كل أشكال الدكتاتورية المقيتة حالهم حال أي دكتاتور عربي ملأ جيوب معظمهم بالمال الحرام المسروق من جيوب شعوبهم ، فإن لا أحد من أولئك الدكتاتوريين اللعَبْ يستطيع أن يتخلى عن عقلية الدكتاتور الساذجة ، ويترك للآخرين حرية إبداء الرأي ، وطرح وجهة نظره بحرية وسعة بال ، وما نعرفه عن الإمبراطوريات الخاوية هي أن ملوكها المصنوعين من ورق حالهم حال الدكتاتوريين ممن يهيمن على جل أوطانهم هو إفساح المجال لرأي محدد ومعين بفرمان من الذات الدكتاتورية لأن الثقافة ملبسة أصلا بأشخاص معينين من قبل ( القائد ) فقط إن كان قائدا عسكريا وضع زورا عشرات النجوم على كتفيه الخاويين أو كان قائدا يضع عشرات الأقلام على طاولته الكتابية . و ( جريدة الحياة ) من هذا الصنف الذي ذكرناه والتي لا تسمح بأن يطأ غير من يسمح لهم  (السلطان ) و (بفرمان ) خاص بالولوج مابين صفحاتها .

حازم جواد

يوم سمعت صوته لأول مرة صبيحة يوم 8 شباط الأسود 1963 ، كدت أتقيأ من شدة هول الفاجعة وما سيعقبها من أحداث  ، كون الجميع من العراقيين يعرفون ماذا سيحصل بعد ذلك . كان صوتا معجونا بالدم والغدر، والخيانة ، ولا يحمل في دواخله أية ذرة من شفقة أو طيب نفس .. حاول كعادة الانقلابيين العرب في كل زمان ومكان ، ممن جلبوا معهم الخراب والدمار لهذه الأمة، أن يضفي على صوته رنة ثورية كاذبة ، لكنه تناسى " إن الثورة يصنعها الثوار " ، و ( الثائر الحقيقي ) : هو الرجل الشريف .. الشجاع .. العفيف .. العفو .. الذي لا يقبل الغدر ، لا البعثي القذر الخائن الدنيء الذي يقفز في غفلة من الزمن على السلطة لإراقة الدم ، وإشباع شهوة القتل الكامنة في داخله ، والتبحج بعد ذلك بالبطولة الفارغة ، والقصص الكاذبة ، وأقصد هنا كل ( أبطال ) البعث من القتلة والمجرمين من سقط المتاع ، وأراذل الناس من إنقلابيي 8 شباط الأسود 1963 الأحياء منهم والأموات .

وجاءنا ( حازم جواد ) الآن ، وبعد 41 عاما على جريمتهم الشنيعة بحق الشعب العراقي ليتقيأ من جديد ذكريات عفنة مليئة بالسم والقاذورات ، ليسرد ولكن بدون موضوعية من جديد على صفحات ( جريدة الحياة ) سموم وآفات البعث القاتلة مرة أخرى . وبدل أن يعتذر للشعب العراقي عن فعلتهم  التي لا زالت نتائجها مستمرة لحد الآن ، راح يتحدث بما لا يعقله الجميع مشوها سيرة رجل خبر الشعب العراقي شجاعتة ورباطة جأشه ، وهو الشهيد المرحوم ( الزعيم عبد الكريم قاسم ) ، ويمجد برفيق دربه في الجريمة (عبد السلام عارف ) ، الذي قال عنه عندما سأل عن موقف عبد السلام عارف بعد إعدام الزعيم : ( أعتقد بأن عبد السلام كان شامتا وغير آسف ) ، بينما يعلم حازم جواد نفسه بان الزعيم رفض تنفيذ حكم الإعدام بعبد السلام ، وكان طيلة وجوده في السجن الذي أخرجه منه بعد ذلك يقوم بزيارة عائلته ، ويتفقد أولاده ويوفر لهم كل مستلزماتهم ، ولا زالت السيدة زوجه ( أم احمد ) حية ترزق ، في دولة الأمارات العربية المتحدة هي وأبناءها ، ولها حق الاعتراض على ما أقول ، كذلك أبناءه ، احمد وإخوته .

ولست هنا في معرض الدفاع عن الزعيم عبد الكريم قاسم ، لأنه لا يحتاج لذلك وسيرته المعروفة عنه تكفي لرد تقولات وأكاذيب كل المتقولين والأفاقين ، لكنها الحقيقة يجب أن تقال . والذي توسل وتخضع معروف للجميع ، وجيلنا يتذكر من بكى في ( محكمة الشعب ) ، وكل ذلك موجود في مجلدات المحكمة المحفوظة حتى الآن .

ولتفنيد ما قاله حازم جواد الذي افترى ظلما على موتى لا قدرة لهم على رده، بعد ذلك الزمن الطويل عندما قال بأن الزعيم عبد الكريم قاسم : ( بدأ الحديث هذه المرة بلهجة أكثر خنوعا وتوسلا ) ، بينما كانت شهادة بعثي آخر أكثر نزاهة وموضوعية منه في وصف الحدث ، وهو رفيقه ووزير خارجية 8 شباط ( طالب شبيب ) الذي قال في كتابه الموسوم ( عراق 8 شباط 1963 من حوار المفاهيم إلى حوار الدم / مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ) نقلا عن شهادة ل ( يونس الطائي ) الصحفي الوسيط بين الانقلابيين وعبد الكريم قاسم ، والذي كان بمعيية الزعيم إثناء حصار وزارة الدفاع : ( كما لم تبدو على عبد الكريم قاسم ولا على أي من رجاله مظاهر الخوف )، والأكثر دلالة على شجاعتهم جميعا هو ورفاقه الشهداء ، إنهم رفضوا تعصيب أعينهم ساعة تنفيذ حكم الإعدام بهم ، وهتفوا بحياة الشعب العراقي .

وتقصدَ من باب الإساءة للزعيم ، أن يصم الزعيم بصفة الغدر التي طبعوا هم كبعثيين عليها، عندما قال بأن عبد السلام عارف قال للزعيم : ( إذا كنت تريد أن تستسلم فشرط الجماعة أن تخرج وحدك وخلفك جماعتك ، وتنزعون رتبكم العسكرية . فقال عبد الكريم: هذه إهانة لماذا هذا الشرط ؟ ، فقال له : أولا لأن الجماعة يعرفون بأنك غدار ، ولا يثقون فيك ) . ثم يعود هو نفسه ويفند ما قاله ، ويعترف بلا شرعيتهم ، وتخوفهم من شخصية الزعيم التي كانت محط إعجاب واحترام الجميع من العراقيين ، عندما قال : ( وضعنا هذا الشرط لأنني كنت أخشى بأنه عندما يخرج بهيئته العسكرية الكاملة مع مرافقيه فإن شكله قد يؤثر في بعض الضباط والجنود ، وربما أخذتهم الحمية وينقلب الموقف ) . لكنه لم يذكر أيضا حقائق كثيرة منها عدم موافقة الزعيم على توزيع السلاح على المواطنين كما فعل صدام قبل سقوطه لأنه – أي عبد الكريم  - قال لا أريدها أن تكون حربا أهلية ، وهم يريدونني شخصيا وسأسلم نفسي . كذلك رفض نصب كمين للقوة العسكرية التي حضرت لاستسلامه لأنه رفض أساسا مبدأ الغدر الذي هو ليس من شيم الرجال كما فعل البعثيين طوال تأريخهم المليء بالغدر والخيانة . إضافة إلى انه رفض طلب العسكريين بالرد على مدفعية الانقلابيين التي كانت تختبيء بين سكان الجانب الآخر من بغداد في الكرخ ، حيث قال : بأننا في حالة الرد سنصيب المدنيين . بينما يعترف حازم جواد نفسه لمراسل الحياة بأنهم قتلوا رئيس العرفاء الذي تصدر المتظاهرين ، ثم أطلقوا النار عليهم .

ثم يستمر حازم جواد في أكاذيبه التي يفندها كل من كتب عن ذلك اليوم المشؤوم عندما يقول ، وهو يصف وصول المدرعة التي أقلت الزعيم لدار الإذاعة ، بقوله : ( كنت مندهشا ، فهذا عبد الكريم الطاغية الدكتاتور " كذا !! " أسيرا ً؟ ) . ويعاود الكرة مرة أخرى لينتقص من رجولة قائد تموز وشجاعته عندما يصف الموقف داخل غرفة الموسيقى بدار الإذاعة العراقية حيث نفذ القتلة جريمتهم يوم ذاك : ( كانوا وقوفا وكان قاسم يقف في زاوية ويحاول أن يحتمي خلف عبد السلام بالوقوف وراءه أو إلى جانبه توسلا وطلبا للحماية وكان وضعه محزنا ) .

بينما قال زميله طالب شبيب العكس وهو يصف نفس الموقف في كتابه الذي أشرنا إليه ( لكنني لم ألحظ أية حركة أو بادرة قد صدرت عنه تؤكد على تصرف متخاذل أو مهين ، رغم إن أكثر كلامنا وأنظارنا كانت مركزة وموجهة إليه ، ورغم أنه أحس بنيتنا على قتله فورا ) ، والسؤال الموجه لحازم جواد وبعد 41 عاما على الجريمة النكراء التي نفذوها يوم 8 شباط الأسود وسموها ( عروس الثورات ) : بأي حق أو بموجب أي شرع جرى إبادة عشرات الألوف من العراقيين في ذلك التأريخ الأسود ، ومن خولكم فعل ذلك ، علما بأن الآية القرآنية تقول ( ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ؟؟ . أما إذا تحججتم بأن حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم قد نفذت حكم الإعدام ببعض المتآمرين عليها ، فهذا حق قانوني تفعله كل الدول ولكن بموجب القوانين المرعية ، وبناء على صدور أحكام من محاكم قانونية ، وقد حصل ذلك في حالة المتآمرين وقدموا لمحكمة الشعب وأصدرت أحكامها القانونية وفق الدستور العراقي ، أما البقية من المتآمرين فقد غلبت رحمة الزعيم على القانون الساري ، وفق مقولة ( عفا الله عما سلف ) ليرجعوا بعد ذلك ويقتلوا الزعيم ويبيدوا الشعب العراقي . وحتى في حالة وجود شكوك بجرائم قد تم تنفيذها فأين تلكم المحكمة التي حققت ودققت وحكمت ؟؟ .

ولم يسلم مما لصقته ظلما بعبد الكريم قاسم  بقية الشهداء ممن قضوا غدرا مع الزعيم ، كالشهيد طه الشيخ أحمد ، الذي كان ينتصب بعز وشجاعة ، وكل ما قاله ( إنني ضابط وأنفذ أوامر رئيسي الذي هو الزعيم ) ، لكنك صببت جم حقدك على شخصية الشهيد ( فاضل عباس المهداوي ) رئيس محكمة الشعب ، وحاولت إلصاق أشياء لم تحدث يومها بشخصه عندما وصمته بالخوف والجبن أيضا، بينما يقول طالب شبيب في نفس الكتاب :

( وكان فاضل عباس المهداوي رابط الجأش رغم الاعتداء عليه ونزيفه الغزير ، ورغم محاولة عبد الستار الدوري وهو احد القادة الكبار التحرش به ) ، بينما قال المقدم الركن قاسم الجنابي مرافق الزعيم عبد الكريم قاسم في تقريره الذي رفعه إلى الجهات الرسمية في 5 / 4 / 1965 ، وفي عهد عبد السلام عارف ما يلي : ( وحدثت مشادة كلامية بين علي صالح السعدي والمهداوي ، قال علي صالح السعدي إلى المهداوي : ولك ماذا فعلت بالبلد .. فرد المهداوي : اطلع ْ .. أنا أحكي مع عبد السلام . فرد عليه علي صالح السعدي : أنجب وألا قتلتك ) ، فهل هذا التحدي في مثل ذلك الموقف هو جبن وخوف يا ترى ؟؟ .

كذلك يقول طالب شبيب في مكان آخر من كتابه : ( ويشهد كل شهود العيان الذين وردت شهاداتهم في رسائل أو مذكرات منشورة داخل وخارج العراق إن المهداوي وقف في 8 شباط داخل وزارة الدفاع ضد الاستسلام ومع القتال حتى الموت . وبأنه كان حرا بداره عندما أتصل به ممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد طالبين إليه مرافقتهم إلى كردستان للخلاص بنفسه وبعائلته ، وقال لزوجته " لن أهرب ولن يقول أحد عني جبان " ودخل وزارة الدفاع هو وابنه النائب الضابط صادق وأخيه النائب الضابط عبد الجبار ، وقاتل وأستشهد هو وابنه وأخيه ) . وقال يونس الطائي : ( لم تكن معنويات المهداوي خلال حصار وزارة الدفاع ضعيفة ) .

وبصفتي شاهدا على ما حدث في ذلك التأريخ ، فإن الكثير مما قاله حازم جواد ينافي الحقيقة حول إبادة الشيوعيين والكثير من الوطنيين العراقيين الذي وقفوا بوجه الانقلابيين في ذلك الوقت، وكان القرار الإبادة قرارا بعثا حزبيا طال جميع أبناء الشعب العراقي ، مما حدا ( عبد السلام عارف ) إلى الانقلاب عليهم في 18 تشرين  من ذلك العام ، وفضح كل ممارسات البعث من خلال فتح أبواب المواقف وأماكن التعذيب أمام المواطنين العراقيين لمشاهدة ما فعله البعثيين خلال الأشهر التسعة أشهر التي تسلموا فيها السلطة ، وعزز ذلك بإصدار كتيب حوى كل أماكن وأدوات التعذيب التي استعملت من قبلهم وسماه ( المنحرفون ) .

ومضى في نفث سمومه الدنيئة ، وهو يتحدث عن شهداء لا يستطيع رغم تطاوله عليهم أن يصل حد حذاء أحدهم ، فهو رغم كذبه الرخيص بدأ واضحا وهو يحاول أن ينتقص من صمود الشهيد ( سلام عادل " حسين الرضي " ) السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي الذي لقى صنوف التعذيب على أيدي القتلة الجبناء حتى استشهاده ، دون أن يفوه بسر من أسرار الحزب ، أو يتنازل قيد شعرة للإنقلابين القتلة ، وسجل أسطورة ملحمية في صمود المناضل الحقيقي ، المحب لشعبه ووطنه .

كذلك الشهيد لطيف الحاج حيدر ، ورفاقه الأبطال الذين لقوا صنوفا من أنواع التعذيب من قبل سفلة البعث ، ورجال عصاباتهم ، في قصر النهاية الذي شهد على نهاية حكمهم الأول يوم ترجلوا بجدارة من القطار الأمريكي .

بعد كل هذا أضع أمام القراء ما تجاوز به احد المشاركين في مجزرة 8 شباط ضد الشعب العراقي ،  ليحكم الجميع على ما جاء فيها من أقوال مناقضة للحقيقة التي سطرها التأريخ ولا زال الكثير من شهودها أحياء .

لكنني متقين تماما بأن الناصرية التي تفخر برجالها الذين كانوا مثلا للرجال من الشهداء والكتاب والعلماء ، ك

( الشهيد محمد سعيد الحبوبي العالم والثائر والشاعر وآل الشبيبي ، وآل جمال الدين ، وشهداء الحركة الوطنية ) ، لكنها لن تفخر يوما ما بقزم شارك بوحشية في مجازر إنقلاب شباط الأسود وكان احد المخططين الرئيسيين فيها .

ملاحظة : سبق إرسال المقال لجريدة الحياة  .

   * كاتب وصحفي عراقي / النمسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما