الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هكذا تبنى االاوطان !

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 10 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعتبر العراق الجديد كما يحلو للبعض تسميته ( نقصد عراق ما بعد نيسان 2003 ) من اكثر بلدان المنطقة متوتراً سياسياً ومتذبذباً اقتصادياً وممزقاً حكومياً، فالخدمات العامة مفقودة والامن والنظام مشلولان والقانون يطبق على الفقراء ومسلوبي القوى من قبل الميليشيات عبر الفتاوى او من قبل عصابات القتل والاختطاف عبر قرارات المجرمين والخارجين عن القانون، والقرارات والاتفاقيات السياسية تصدر وتعقد من قبل مسؤولين حزبيين بعيداً عن مشورة الشعب ومراعاة مصالحه، والحكومة مشكلة على اساس طائفي مقيت تتفق فيما بينها يوماً يوماً لتختلف شهور.
لكل من الكتل والاحزاب المشاركة في الحكومة نفوذ لا يستهان به وقاعدة جماهيرية، اما انضمت اليها طوعاً وايماناً بعقيدتها او خوفاً من اللانتماء الذي يعني مستقبل مظلم ومجهول اضافة الى فقدان كل الحقوق والامتيازات، وما دامت هذه الشخصيات قد تسنمت هذه المناصب ووصلت الى سدة الحكم عبر الفتاوى واستغلال المشاعر القومية والدينية فهذا يعني ان اية وحدة او محاولة لازالة المظاهر الطائفية ستقابل بالرفض، لان ذلك يعني فقدانهم لكل الامتيازات والمكاسب التي حققوها خلال السنوات الماضية.
كل مسؤول من المسؤولين الجدد يمثل مصالح مجموعة محددة يدافع عنها ويستغل كل الاوضاع لتحقيق اهدافها، وليس شرطاً ان تعبر هذه الاهداف عن مصلحة طائفة او قومية معينة ما دام المتنفذين والحاشية مستفيدين، بل في اغلب الاحيان تتعارض هذه الاهداف مع مصلحة العامة.
في هذه الفوضى يعتبر الشعب العراقي المتضرر الوحيد، لانه بقى وحيداً واعزلاً في معركة المصالح التي نشبت بين الاقطاب المسيطرة، والدليل على ذلك هو الاعداد الهائلة للنازحين والمهجرين والمقتولين، والفساد والنهب والسلب الذي طال كل مؤسسات الدولة، والتذمر الذي تبديه الاكثرية من الوضع المأساوي، اضافة الى الندم الذي طال فئات كثيرة من التغير الذي اوصل البلد الى حال لا يحسد عليها.
بناء الوطن لا يتم عبر التصفيات الجسدية او تقسيم الكعكة بين فئات معدودة، ولا بمحاصصة المناصب الادارية والحكومية وتوزيع المهام والمسؤولية على ابناء الاعمام والعشيرة دون الاخذ بنظر الاعتبار الدرجة العلمية والمستوى الثقافي، ولا يتم بنهب وسرقة مليارات الدولارات وتحويلها الى حسابات خاصة، ولا عبر تأسيس شركات وهمية تنزع من المواطن لقمة عيشه وتعب حياته، ولا برعاية الميليشيات وفرق موتها وتسهيل عملها، لان هذه الاعمال تكمل التدمير بدلا من التعمير وتؤدي الى المزيد الفوضى والبلبلة في البيت العراقي بدلاً من ترتيبه واعادة تنظيمه.
كان يمكن للوضع ان يكون مختلفاً لو تحلى المسؤولين الجدد بقليل من الوطنية التي يتشدقون بها ليل نهار وأوفوا ببعض القسم، وليس كله، الذي أدوه في اروقة البرلمان امام عشرات الفضائيات التي نقلته بدورها الى ملايين المشاهدين، لو اصبح الجزء العراقي فيهم اكبر من جزء التبعية وفكرة انتهز الفرصة ما دامت الجثة ممدودة.
ماذا لو حكم العراق عراقي نقي الروح والجسد والفكرة ؟ مجرد سؤال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟