الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون الأصليون يتآكلون

عبد الجبار خضير عباس

2008 / 10 / 22
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


يجري الحديث دائما عن العمق الحضاري لبلاد الرافدين ونحن العراقيين أحفاد السومريين والأشوريين والاكديين عند الحاجة في المناورة والسجال الفكري مع الغربيين أو الآخر المختلف لكن ما يربطنا في الحقيقة كبنية اجتماعية وثقافية وأخلاقية هي مع عمقنا الإسلامي وارثنا التراثي العربي، وعند البحث عن حلول لمعضلات اللحظة الراهنة نبحث عن الإجابة في مقابر قريش وبقناعتين وبرؤيتين وقراءتين مختلفتين في التاريخ، أي اننا لانشعر بارتباطنا بعمقنا وانتمائنا السومري اذ هناك تحويلة مفصلية في المسار التاريخي تحيلك نحو الجزيرة. فالانتماء لوادي الرافدين باهت وبارد وخجول وعند الحاجة أما الانتماء العربي الإسلامي فهو ساخن ومتقد بل إننا لانعيش الحاضر أكثر من الماضي فنحن ماضويون بامتياز، وهذا ليس وليد اليوم بل جاء عبر سلسلة تاريخية طويلة تبدأ من الفتح الإسلامي للعراق حين كانت الكنيسة النسطورية ديانة السريان سكان العراق الأصليين تمتد من البصرة حتى ابعد نقطة في شمال العراق واللغة السائدة في وادي الرافدين اللغة السريانية فضلا عن سكان العراق الأصليين الآخرين من صابئة ويهود وايزيدية.. الذين بدؤوا يتآكلون على وفق نظرية الناس يعبدون آلهة المنتصر، ومع الامتداد الزمني يأكل الوافدون من جرف العراقيين الأصليين والخط البياني دائما بعلاقة عكسية كلما امتد الزمن تضاءل عددهم والى زمن قريب في بداية الخمسينيات كان ثلث سكان بغداد من اليهود وعلى نحو مثلهم من المسيحيين أما الآن فيوجد اثنا عشر يهوديا أي "درزينة " والصابئة الذين يمتد تواجدهم من ميسان إلى المحمرة والانتشار في باقي المحافظات ما تبقى منهم لا يتعدى 25 ألفاً وهذا الرقم في تناقص مستمر وبضعة آلاف من المسيحيين الذين كانوا يغطون مساحات واسعة من بغداد حتى السبعينيات من القرن الماضي مثلـ البتاويين وكمب سارة وكمب الارمن والعلوية وعلى امتداد شارع 52 والمنطقة المطلة على نهر دجلة من الجسر الجمهوري حتى الكرادة والى منطقة الحبيبة، أما الآن فان بيوتهم (خاوية على عروشها) ينعق فيها البوم والغربان!، المفارقة التاريخية هو إن الوافدين إلى اميركا في بداية التأسيس هم من الاوروبيين أي من أكثر المدن تحضرا في العالم على وفق مقاييس العصر على عكس السكان الأصليين من الهنود الحمر! أما في العراق فجرى العكس دائما وعلى مر التاريخ يغزونا من هو ادنى حضاريا على وفق توصيفات علم الاجتماع. على كل حال فما يجري الآن من تشريد وإبادة للمسيحيين أي ما تبقى من صنف عراقي نادر يجب علينا الحفاظ عليه على اقل تقدير ليحق لنا التباهى بسومريتنا، اذ ثمة اجراءات تتخذها الحكومات في البلدان المتحضرة هو بناء محميات ... السؤال إلى متى نحيل خطايانا وآثامنا وجرائمنا على عملاء اميركا واسرائيل وايران وسوريا والسعودية وتركيا والامارات وقطر ؟ فأين هم عملاء العراق ليحافظوا عليه؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا