الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها المواطنون

جورج حزبون

2008 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


خاطب الثوار الفرنسيون شعبهم بكلمة مواطن وأصبحت هذه الكلمه تعني أنه من الجمهورين وبعدها أخذت هذه الكلمه معانٍ وأبعاد هامه فقد فهمت انها ديمقراطيه ومساواه وإخاء وعداله ومشــاركه في العطف ولم يـــكن يسأل عن قــناعانه ومبـادئه وانتـماءه الديــني او الفـــكري فهـو ( مواطن) صاحب هذا الوطن وجزء منه وله ما له وعليه ما عليه.

وفي تاريخنا الحديث كان الرئيس " عبد الناصر" وفي خطبه المباشره والإذاعيه يقول (أيها المواطنوان) قالها في مصر وفي سوريا وفي كل مكان خطب فيه في الوطن العربي فقد فهم ان الوحده العربيه هي وحدة أصحاب الوطن ( المواطنون) ولم يكن معنياً ان كان أحدهم مسلم ام مسيحي ام غير ذلك حيث في الوطن العربي اقليات واثنيات واديان مختلفه بل على العكس أكد حضوره كقائد للأمه من خلال "ايها المواطنون" فقد عرف ان المواطنه مشاركه وليست نفي للآخر..

في زمن الرّده وأوقات الانحطاط تطفو الى السطح سلبيات المجتمعات التي تكون جاهزه للتفاعل مع السلبيات وتلقي الفتن وأحياناً المتاجره بالاوطان ، وهذا حال الشعوب العربيه هذه الايام فلكل دوله معاناتها والهم العام معطل لا يعني الوحده العربيه فقد غابت كثيراً وفي أحسن الأحيان يجري الحديث عن وحدة قضايا كما يصدر عن القمم العربيه والتي انتجت المبادره العربيه للحل الفلسطيني، ولا يعني الديمقراطيه فهي اشبه باسطوره عربيه على الاقل ليكن في هذه الاوطان نظام وقانون ومبدأ أخلاقي إن غادر إهتمام الأنظمه فهو ركن في الاُطر السياسيه الوطنيه والقوميه وبيان اساسي لليسار الديمقراطي .

أما أن يغيب أيضاً ويصبح المواطن مغترباً في بلده غير آمين على عرضه وعلى بيته فهذه معايير إنحطاطيه يمكن فقط ظهورها قبل إنهيار الدوله المعينه كما حصل عند أنهيار الامبراطوريه الرومانيه واعتبر الناس ان يوم القيامه إقترب فاتجهوا للدين المسيحي بكثافه حينها وتحدثوا عن أساطير نشاهد مثلها عندنا اليوم لدى الاسلاموين، وحدث مثل هذا عند انهيار الامبراطوريه العثمانيه ( الرجل المريض) فتصارعت الاثنيات القوميه والدينيه وجرت مذابح لا زالت أثارها تتفاعل حتى اليوم.

ولقد أثار الإهتمام بهذا الواقع العربي باندهاش ما هو جارٍ في الموصل من ذبح وحرق وتشريد للمسيحيين، فقد اصبحوا اليوم غير مواطنيين لدى مجموعات همجيه ذات نوازع عربيه متلفعه بالدين ومناهج إسلامويه غريبه، مع أن هذا يحدث في أماكن عربيه أخرى وإنْ كان بإشـكال أقــل
( فضائحيه) مثل مصر ولبنان وحتى في فلسطين فإنه يشير الى ان السكوت على تطاول اصحاب النزعات العصبويه والدينيه المشبوه قد وصل الى حد إعادة تعريف من هو المواطن وليس ايها الاخوه المواطنون ..

كما أصبح واضحاً فإن الإنزلاق الإرهابي لحد التعرض للمواطن المسيحي أمر لا علاقه له بالإسلام نصاً وحديثاً حتى في عهد ( المتوكل) (والظاهر بيبرس) لم يتم إعتبار المسيحي غير مواطن ولم يجري تهجيرهم رغم التفنن باضطهادهم، فهل هذا يجري لصالح الوطن أو لصالح الدين ؟؟. او الجهات الاخرى ترغب في تفجير الحالات الاجتماعيه وإلغاء المواطنه بدءاً من المسيحيه ثم الاثنيات القوميه والنتيجه إعادة تقسييم المقسّم عبرإعادة النظر { بسايكس بيكو} وإقامة دوله دينيه وقوميه ويهوديه ، وبهذا يتم خلق شرق اوسط جديد بفهوم بيرس حسب ما جاء في كتابه "شرق أوسط جديد" وبتلائم مع مفهوم العولمه والبدء يكون بالكلمه الشريره تبديد المواطنه وإلغائها!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 60 مليون دولار يتنافس عليها محترفو الرياضات الإلكترونية في ا


.. اقتحموا بوابات العاصمة باريس بجرارات زراعية لكن الشارع الفرن




.. صديقة للبيئة!.. خصلات شعر مصنوعة من الموز في أوغندا


.. مقابل 5 آلاف يورو.. زيارات خاصة إلى الأكروبوليس في أثينا تثي




.. أخبار الصباح | الناتو يرفض خطة متعددة السنوات لدعم أوكرانيا