الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الوزير الفصيح و الكذب المباح

هشام الصميعي

2008 / 10 / 22
كتابات ساخرة


في المغرب من بين أقوى اللحظات التي تبعت على الدهشة و الاستغراب، أن تستمع إلى تصريح مسؤول حكومي أو أن تتفرج على نشرة أخبار، لأنك قد تجد نفسك بالمناسبة في منزلة بين المنزلتين، و يخال إليك أمرين لا تالت لهما ، إما أن المسئول الحكومي وتلفزته، لا يعيشان معنا في البلد أو أننا نحن من نحيى مع الببر و الطّيلسان و مُوقَان، و جيلان، وهي بالمناسبة أمم منقرضة لا علم ولا علاقة للمسؤول المنعم بها.

لذلك لا داعي للذهاب إلى السيرك بحتا عن متعة الاندهاش و يكفي في ذلك الاستماع إلى تصريح واحد، لتأخذك دهشة أكتر من تلك التي يستمتع بها عادة جمهور بكامله أمام عشرة راقصين على الحبال، و المناسبة ما تفضل به و زير الإعلام الفصيح مؤخرا من عدم وجود أي تردد في الموقف الرسمي من الخيار الديمقراطي ، ومن يستمع إلى هدا( التبنتير الطلاء الرديء ) قد يظن أن بلد اللاكرامة الذي يموت شبابه في البحر بحتا عن الخلاص و يرمي فيه المرضى بأنفسهم من طوابق المستشفيات وينعم فيه المجرمون من العقاب يعرف فائض في الديمقراطية ، فحدت أن خاف الناس على رحيلها ، وتدخل وجه الخير و التخمير مشكورا، لطمأنة الجمهور.

مسكين هذا الوزير لأنه لم يرى أو يسمع، كيف بعثت السلطات أفراد القمع مدججة بالهراوات إلى العديد من القرى و المدن التي تضررت بالفيضانات الأخيرة بدل إرسال الطقم الطبية، و الإسعافات ، و كيف حاصرت هده القوات الناس الدين حاصرتهم السيول و الوديان فزادتهم حصارا على حصار في صورة متوحشة ، لا تحدت حتى عند قبائل البيكمي بأدغال افريقية و هي المسخرة التي تحتاج إلى أن يلحنها مغني شعبي (ما حيلتنا مع الفيضان ما حيلتنا مع المخزن).

و لم يسمع سعادته عن الرشوة التي ضربت الأطناب في الإدارات ،وبيع الوظائف حتى أصبح المغرب و راء دجيبوتي و دول غير معروفة في المجال. و لم يسمع هدا الوزير ربما عن أحدت سلخة مخزنية كانت من نصيب الأطر المعطلة اثر و قفتهم السلمية قرب الوزارة الأولى، للمطالبة بحقهم المشروع في شغل يضمن لهم الكرامة، غير أنه وكما جرت به العادة كانت الهراوة في انتظارهم وشهد مسجد السنة الذي وقعت قربه المسلخة على هدا التدخل الوحشي، الذي خلف أزيد من 30 جرحا في صفوف معطلين لا حول لهم ولا قوة .وطبعا كل هدا يدخل في إطار الخيار و الفقوس الديمقراطي الذي تفضل به الوزير الفصيح.

الوزير إما أنه مكفية عليه قفة ثقيلة ، أو أنه مكيف مع الواقع ربما ، و هو يتحدث عن توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة يبدو أنه لم يسمع عن تقارير العديد من المنظمات الحقوقية الدولية و الوطنية التي انتقدت عدم تفعيل توصيات الهيئة، حتى أصابها الغمال، وعشعشت بين ثناياها اليعسوب و العناكب، و لم يسمع كذلك عن ضحايا سنوات الرصاص بسوق الأربعاء الغرب الدين أصبحوا ممنوعين حتى من الحق في السفر فعن أية هيئة يتحدثون؟

في مقهى أم قنين بالمدينة القديمة . سألني صديق و هو يرمق طلعة الوزير على الشاشة بصلعته البهية .

أي انتماء سياسي كان عند هدا الوزير ؟

فأجبته انه كان شيوعيا بالقمومة، و مند سنين وهو شارك الملحة، و الطعام مع المخزن .

ضرب صديقي بكفيه قبل ان يردف لي الشيوعيين وصلوا بعد المنافي و السجون إلى سدة الحكم بالنيبال مؤخرا، وهؤلاء وصلوا إلى سدة الحضيض بمسح أحدية الاستبداد .

قبل أن يسألني مرة ثانية ما ادا كانت للوزير علاقة بالممثل الكوميدي الناصري ؟

قلت أن لاعلم لي في الموضوع كل ما في علمي أن الاثنين كوميديين من الصنف الرديء .

وقديما قال الشاعر الفصيح وهو يرد على خطيب من النوع الرديء .

فإذَا خطَبتَ على الرِّجال فلا تكن خَطِلَ الكلام تقوله مُـخـتـالا

واعلَمْ بأنّ من السُّكـوت إبـانةً ومن التكلُّم ما يكـون خَـبَـالا

فكفى خبالا سيدي، كل و انعم أكرمك الله، و لا تقل خبالا ولا تفرط في استحسان القبيح ، فالشعب لم يعد عبيطا كما تتصور .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي