الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله : دولة ولاية الفقيه مؤجلة ودولة لبنان راهنة الوجوب

اديب طالب

2008 / 10 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في 14 / 10 / 2008 / صرح اللواء عصام ابو جمره القيادي البارز في تيار الجنرال عون : ( ان حزب الله لا يأخذ أوامر من ايران ، بل هو يستأنس برأيها فقط ) . تصريح السيد اللواء مفيد فضلا عن طرافته ، في أي تحليل يتعلق بالعلاقة بين حزب الله وايران . والجنرالان عون وأبو جمرة ( يمونان ) على الحزب ، وينوبان عنه في شرح علاقته بايران استنادا لورقة التفاهم بينهما وبين الحزب . وكل ما نأمله أن تثمر ورقة التفاهم تعزيزا حقيقيا للبنانية حزب الله . ونرى أن ما يدعمها ويؤكد مصداقيتها تفاهم آخر مسيحي مسيحي قابل للانجاز في الساحة اللبنانية .

ان كل المصالحات الدرزية الدرزية والسنية الشيعية والمسيحية المسيحية عامل مساعد في ترسيخ لبنانية حزب الله واستقلال قراره وحلفاءه عن الآخرين وبالذات ايران وهي الأكثر أهمية والانسب مثالا .

ان تمسك حزب الله قولا وفعلا بلبنانيته يدحض اتهامه بالتبعية المطلقة لايران . كما ويدحض الحجة المحلية والاقليمية والدولية لاتخاذ موقف لبناني وعربي ودولي وحتى اسرائيلي موجه ضده .
ورغم استراتيجية العلاقة بين الحزب وايران فان أمينه العام السيد حسن نصرالله ؛ كانت له رؤاه الخاصة ببلده لبنان والتي اختلفت أحيانا عن الرؤى الايرانية ، وكان هذا من حقه طالما أنه الموجود على الأرض وهو الأدرى بشعاب الجبل والساحل والشمال والجنوب ديموغرافيا وجغرافيا وسوسيولوجيا . وهو الأدرى بخصوصية لبنان وخصوصية الحزب الالهي في لبنان ، بعيدا عن الايديولوجيا الدينية الرافضة للفصل بين الدين والدنيا .
ولقد ركز السيد حسن نصر الله في آخر تموز 2006 على حل يحفظ الكرامة ، كرامة من قاتل من أجل تحرير الجنوب وكرامة كل اللبنانيين والتي تبقى وهما دون حرية وسيادة واستقلال . ومفيد أن نضيف الى كلام السيد وكلام اللواء كلام القيادي البارز في حزب الله النائب حسن الحاج حسن بداية اكتوبر 2006 .
ان المصالحات اللبنانية اللبنانية والحزب وأمل رئيسان فيها ترسم نهجا سياسيا جديدا ، استقلاليا بعيدا عن الآخرين وقريبا وملتصقا بلنان واللبنانيين ، ولن نقول ان الآخرين هم الجحيم بل نفول دعوا لبنان للبنان .

ان لبنانية حزب الله ليست أمرا طارئا عابرا أو مؤقتا ؛ انما هي قد مدت جذورها في نهاية العقد الأول من عمره 82 _ 92 ، وقد انتقل آنذاك من حركة اسلامية تدعو لاسقاط النظام اللبناني الى حزب مشارك في هذا النظام ، دون التخلي عن اسلامية مجتمعه الخاص مع ضرورة تأجيل السعي لاقامة دولة الفقيه فرعا للأصل الايراني الى الزمن القادم المناسب . ان العقلية الايديولوجية المرنة التي تمتعت بها قيادة الحزب آنذاك والى ألآن ساعدت وتساعد كثيرا على ذاك الانتقال .

القضية الفلسطينية فقدت الكثير ليس من أحقيتها وانما من كونها قضية رابحة وذلك بعد ستين عاما مريرة من الصراع دون الاقتراب الجدي من تحقيق هدفها المركزي : التحرير والعودة . ولم تعد القضية المذهبية الشيعية قضية ملحة وفق تعقيدات العالم الراهن وقد مر عليها اكثر من أربعة عشرة قرون . كلا القضيتان لم يعد من السهل اعتبارهما رافعة مجدية لأي حزب منظم وشعبي . وهذه نتائج يدركها حزب الله تماما ، ويدرك أيضا أن العمل على الوصول لحقه السيلسي والاقتصادي في بلده لبنان قضية ملحة وحتى مصيرية . ويقدر أن وجوده الفاعل يحدده ويحميه ذاك الادراك لأهمية تبنيه مع كل اللبنانيين أن لبنان ، دولة ووطن ، مؤهل للانسجام مع العالم الحديث أكثر من أي دولة مجاورة أو شريكة في الشرق الأوسط .

في 3 / 10 / 2008 / قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت : أن الجيش الاسرائيلي سيزرع الدمار الهائل والشامل في القرى اللبنانية كما فعل سابقا في الضاحية باعتبارها قواعد عسكرية ؛ في حال فكر حزب الله باطلاق النار تجاه اسرائيل ، ان الخطة قد أعدت بموافقة حكومة اولمرت وأن الحرب القادمة سريعة جدا ولن تأخذ بعين الاعتبار الرأي العام العالمي .
من سيحمي حزب الله ولبنان من هكذا مصير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
اننا نرى ان الأمور التالية تفعل ذلك :
1 - سد الذرائع في وجه العدوانية الاسرائيلية سدا تاما .
2 – انجاز المصالحات الوطنية اللبنانية اللبنانية انجازا تاما وعلى قاعدة المصالح العادلة لكل الفرقاء وضرورة تجنب حرب شديدة القذارة قد تشنها اسرائيل عليهم جميعا .
3 – الحفاظ على القدرة العسكرية لحزب الله ودمجها تدريجيا وببطء وبالتفاهم مع الجيش اللبناني وتوظيف قدراتها الدفاعية والهجومية في حماية الوطن اللبناني من أي عدوان خارجي .
4 – البعد عن المحاور الاقليمية والدولية والامتناع عن الانجرار الى أي صراعات لا مصلحة للبنان فيها ؛ مهما كانت الذرائع ايديولوجية أو تحررية .
5 – حماية السلم الأهلي والسلم الوطني وسلم المنطقة العادل والشامل .

وهنا لا بد من الاشارة الى ايران . هل ترضى ايران هذا المصير لحزب الله وهذا الخراب للبنان والذي يتوعدهما به القائد الاسرائيلي ؟؟؟ لا اعتقد جازما ، ولأني كذلك أرى أن على ايران أن تأخذ الخطر الاسرائيلي القادم – ليس عليها – وانما على حزب الله ولبنان في سلم اولوياتها السياسية والعسكرية أثناء مفاوضاتها تحت الطاولة مع الأمريكيين ، وان تكف عن التصريحات النارية بازالة الدول أو رميها في البحر وأن تكف عن نبوآتها بزوال الأقطاب والأذناب ورحم الله امرىء عرف حده فوقف عنده .

يقول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله : < نحن لا نطرح فكرة الدولة الاسلامية في لبنان على طريقة الطالبان في أفغانستان ، ففكرة الدولة الاسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي ، أما على مستوى البرنامج السياسي فان خصوصيات الواقع اللبناني لا تساعد على تحقيق هذه الفكرة ، فالدولة الاسلامية المنشودة ينبغي أن تكون نابعة من ارادة شعبية عارمة ونحن لا نستطيع اقامتها الآن > .
اذن ... ان ما أوردناه في عنوان هذا القال ليس بعيدا أبدا عن قول السيد ، ويصلح أن يكون سندا شرعيا لاقامة دولة لبنان المدنية الديمقراطية النابعة والحامية والراعية من وللتركيبة اللبنانية الوطنية المعروفة . والمصالحات الجرية الآن مدخل رئيسي وممتاز لتصحيح الخلل في كيان الدولة اللبنانية والذي استمر أكثر من ربع قرن .
ويقول السيد أيضا : < أمين عام الحزب لبنانيييي وكل كوادر الحزب لبنانية ويمارس نشاطه على أرض لبنانية ويدافع ويقدم شهداء في سبيل تحرير اللأرض اللبنانية وكل هذه معايير كافية على أن الحزب لبناني وليس ايرانيا . > .

ان لبنانية حزب الله لن تترك ، بعد التطبيق العملي ، لكلام السيد زيادة لمستزيد . وبقاء الحزب أساس لبقاء وبناء لبنان الديمقراطي ودولته الحديثة ، وكلاهما متلازمان متكاملان ونفي أحدهما نفي للآخر . وعلى الآخرين أن يغادروا الملعب اللبناني، لاعبين أو مشاهدين ، ويهتموا بشؤونهم فقط ويدركوا أن محاولاتهم لتخريب المصالحات اللبنانية لن تجديهم نفعا والسلام .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح