الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يومَ اغتالوا - جبران -

ضياء حميو

2008 / 10 / 22
الادب والفن


البارحة في بغداد
اغتالوا صديقي " جبران " ..!

في الصبح... أومأ لحمامة منسية
في " ساحة الطيران "
كأمير رفع الكف سلاما
منحنيا في " التحرير " لنصب الحرية
متعبا في " السعدون "تهادى
أرخى النظر المنكسر لمكتبة
تعاند زمنا متربا
انعطف يسارا في " البتاوين "
لصديق تقاسم معه لزمن طال
كتبا ممنوعة عن فقراء الأرض وأشياء أخرى
دخل لدار صديق ..
يتقاسم هما ممزوجا " بحليب السبع "
وتعوذا من وسواس خناس
شربا نخبين بصحة كل الناس
ونخبا ثاني لصديق غائب
غنى أغنية لصديق يعشق فيروز
" إحنا والقمر جيران "
اشتاق إلى البصرة فغنى
عن " أبو نونه الحلوة عيونه "
ونخب صديق فيها خذلته الأيام
مات وقبل شهور في " العشار "..!
سائق إسعاف " ملتحية "
لم ينقله إلى المشفى
إذ شم ”حليب السبع ”، امتنع وقال: حرام..!
فمات وحيدا فوق رصيف
مبروك زمن الحرية يقتلنا..!!
طاف نشيج ليالٍ ثكلى
دربَ " العشار " بصوت خافت ، خوف السمع...

" مبروكة، مبروكة
دايخ واريد سويكة
فد مرة رحت الچلبي
وانطاني حگة لبلبي
گلي يبه : بعد اشتبي
گتله أبي فد بيكة
ومبروكة، مبروكة "

وإذ فرغ الاثنان
من غناء الصحب ، ونخب الحب
ودمع الرب
افترقا للقاء آخر يأتي
فتهادى " جبران " لمقهى في " الميدان "
جلس بزاوية تعرفه
ذاب السكر وبرد الشاي
والدمع تندى لأغنية يعرفها..
" ظلمنا الحب
أنا وأنت إلي كنا زمان أحب اثنين "

صباحا في اليوم التالي
وجدوا جثته ملقاة خلف " السدة " في " الثورة "
معصوب العينين ومبتسما
كأنه كان يغني
وبجنبه وجدوا " مكتوبا "..!
كتب القاتل فيه ، بإملاء اخطأ اسم الله
بلامين وألف بدل الشدة..!
( نفذنا حكم أللاه بالمدعو " جبران "
الأولى:لأنه..
لم يكن شيعيا، سنيا، أمريكيا
بل كان
وبكل بساطة..سكران
والثانية:لأنه وحتى صمت الطلقة
ظل يغني " انا وأنت ظلمنا الحب ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م


.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |




.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م