الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين المطرقة الامريكية والسندان الايراني او بالعكس

علي الانباري

2008 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العراق منذ فجر التاريخ مبتلى بقوى اجنبية تحاول ان تدس انفها في كل زاوية من زواياه
ابتداء من عصور ما قبل الميلاد ولحد الان ولا داعي لذكر الاحداث التي مر بها العراق في
العصور السالفة فهي معروفة للجميع.
واليوم وبعد سقوط نظام صدام حسين وانهيار الدولة العراقية وحل الجيش العراقي اصبح
هذا البلد ضعيفا الى حد كبير وربما لا توجد دولة في العالم لها من الضعف ما له فالجيش
العراقي لا يمتلك مواصفات الجيوش فهو يقتصر على المشاة فقط فلا توجد قوة جوية حقيقية
ولا مدفعية ولا بحرية وكثير من الصنوف ذهبت الى غير رجعة والجميع يعلم ان بلدا بلا جيش
قوي يكون عرضة للاختراق من قبل الدول الاقوى لا سيما اذا كانت الحكومة في هذا البلد غير
متماسكة وذات ولاءات متنوعة لان الولادة تمت بشكل غير طبيعي فالكل يعلم ان القوات الامريكية
هي السبب الرئيس في التحول السياسي الذي تم في العراق لاسباب كثيرة من بينها السياسات المتهورة
التي كان صدام ينتهجهادون حساب لما تؤول له الامور وهناك خفايا سوف يكشفها الزمن من خلال
وثائق ما تزال مجهولة وهذا ما تعلمناه من الحروب واسبابها.
اليوم في العراق قطبان تدور السياسة العراقية في فلكهما هما..
1- الولايات المتحدة الامريكية التي غزت العراق او حررته كما يسميه البعض
2- ايران التي تحاول ان تفشل التجربة الامريكية في العراق او تفرغها من غاياتها لاسباب كثيرة ربما
اهمها ثني امريكا عن مهاجمة ايران او التاثير عليها من خلال نموذج ناجح في العراق.
وتحاول امريكا من خلال الحاحها على عقد الاتفاقية الامنية الحصول على مكاسب امنية ستراتيجية في
المنطقة تكون ضمانا لها ولاسرائيل وضمانا لمصالحها النفطية المستقبلية فالسيطرة على العراق من
خلال اتفاقية امنية تشرعن مصالحها هو ثمن يكافيء الخسائر المادية والبشرية التي دفعتها في هذه الحرب
والضغط الامريكي الذي هو بمثابة مطرقة هائلة على رؤوس الساسة العراقية يقابله السندان الايراني
الذي يضع العراق بين كماشتين .فايران تعلم جيدا ان الوجود الامريكي في العراق باي شكل كان يحد
من غلوائها في التعامل مع العراق ومن هنا تحاول ايران افشال عقد الاتفاقية بالصيغة التي تريدها امريكا.
ان السندان الايراني يتحول الى مطرقة ايضا تسلطها علىرؤوس الساسة العراقيين من خلال حثهم على
رفض الاتفاقية والكل يعلم ان هناك سياسيين تربطهم بايران علاقات ستراتيجية حميمة للدعم الكبير
الذي قدمته لهم في فترة المعارضة وحين تتحول ايران الى مطرقة تاخذ امريكا دور السندان فالساسة
العراقيون لا يتحملون مطرقتين في آن واحد.
ان التباين والتناقض لدى الحكومة العراقية بكافة اطرافها وغياب اصحاب القرار الموحد ستجعل من
هذه اللعبة السياسية لعبة عسيرة الحل فكافة الاطراف يدركون جيدا ان العراق لا يستطيع الوقوف على
قدميه في ظل هذا التناحر السياسي الذي لا تلوح في الافق بوادر لانفراجه وهذا ما يتطلب الاتكاء على
القوة الامريكية الساندة ولكن هذه القةة في حالتواجدها في العراق لامد قد يطول او يقصر سوف يغضب
القوة الايرانية الصاعدة التي لا تريد ان ترى امامها رادعا يمنعها من تحقيق مآربها.
وهكذا تتشابك الامور والكل يبحث عن مخرج ولا احد يريد ان يكون الطرف المباشر والفاعل في توقيع
الاتفاقية هل هو الخوف من المستقبل ؟....ربما فمستقبل العراق غامض ولا احد يجزم الى اين يتجه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في