الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة

إبتهال بليبل

2008 / 10 / 24
الادب والفن


إن فكرة الوجودية ، ظلت هي المحور ألأساسي في عملية تواصل الإنسان في كل زمان ومكان ، ففي كل المراحل التي مر بها ويمر باتت هذه الفكرة تؤرقهُ ، فنجده قد عبر عنها عن طريق أشعارهُ ورسوماتهُ وكتاباتهُ وغيرها من الفنون الأخرى ، ليصل إلى قناعة من خلالها يفهم مدى حتمية تلك العلاقة التي تربطهُ بهذا العالم الواسع ، وفي كل مرة يطرح ما يعبر عن خوالجهُ التي يستوحيها ، من خلال بحثهُ عن الخلود والبقاء ، لنجدهُ يتحدث تارة عن الموت وأخرى عن الحياة بصيغ مختلفة وإيحاءات عديدة ..
الفنان هو ذلك الإنسان الذي يمتلك الحس الراقي ، والنظرة الخاصة في تكوين تلك المعبرات ، ربما هي قصّة طويلة وتاريخ طويل ، سؤال لا إجابة عنه ، وقدر لا مفرّ منه، عالم لا نهاية له، وسرّ لا كاشف عنه.
فن التصوير ما هو؟ هل منكم من سأل هذا السؤال؟ ومن يريد منكم معرفة أسرار هذا الفن ؟ قلة ينبئها الإحساس بعظمة هذا الفن ، وجودهُ ، واختفائه ، وآخرون يعرفون ويقدرون، لكنهم الأقل حظّاً والأكثر تهميش.
هي دوّامة الحياة في الدراسة في العمل، في الإبداع ، في تذوق الفن والشعور به ، البعض ممن أتقن فن التصوير الفوتوغرافي سخرهُ لجمع النقود والاسترزاق ،، والبعض الآخر كان يسعى لتحقيق النجاح والشهرة . لكن ، كل هذا يلهينا عن رغباتنا، عن متعتنا، عن تفاصيلنا، وعن خصوصيتنا.
حقيقة أنا لم أحاول يوماً ، الكتابة عن هذا الفن ( فن التصوير الفوتوغرافي ) ، لكني أومن بمقولة تقول " إذا فمهت الدنيا فأنت فيلسوف .. وإذا كشفت عن خباياها فأنت عالم .. وإذا أضفت إليها جديدا فأنت مَثل أعلى للكثير من الناس " ..
ولن أنسى يوماً ، أستاذي والذي أعتبرهُ بمثابة والدي ، المصور الفوتوغرافي القدير (عادل قاسم ) الذي يمتلك حس راقٍ ، ونظرة خاصة في تكوين الصورة ، فالصورة لديه ليست مجرد أطار يحوي بين زواياه مجموعة من الأشياء ، فهو يؤكد لي أنه فن ذو أساس وعلم له قواعد ، أراقبهُ يوميا دون أن يشعر بي ، وهو ، يتخذ من هذا الفن رسالة لحياتهُ ، بصدقهُ وأمانتهُ ، حقيقة أنا اليوم لا أحاول أن أمجد هذا الرجل بقدر محاولتي في توضيح معالم هذا العالم الخفي لهذا الفن ، الذي كنت يوماً أحسبهُ فن ثانوي ولكني بعد أن مارست العمل في مجالهُ ، بدأت أشعر بما يمتلكهُ هذا الفن من أهمية ، ربما يكون أساسي في الكثير من الأمور ، ومن خلال معايشتي لواقع أستاذي ( عادل قاسم ) تمكنت من رسم الخطوط الأولية لهذا الفن الذي يعتبره الكثيرون منا ، سهلاً ولا يحتاج إلى دراسة أو ذوق ، فهو بلا شك رسالة صورية للكثير من الأحداث والتصرفات ، والإيحاءات النفسية والجسدية ، فيها أسرار نتمكن من خلال معاينة محتواها ، أن نشير إلى قصص وحكايا تجتمع بين ألوانها وملامحها ، يحتوي على قوانين في غاية الأهمية منها البساطة للحصول على السعادة والبهجة كونها تقدم للمصور نوع من الاحتفاء بوجوده وحضورهُ ، وحتما لكل وجه جماليتهُ وله زوايا تظهر هذا الجمال وتخفي العيوب إن وجدت ، ويقع هذا الأمر ضمن مسؤوليات المصور حيث أنه من يقوم بمعالجة هذه الأمور ...
التصوير هو لغة ذات ملامح لا تكتب فيها كلمات ، وبين عنوانها ومضمونها عالم فسيح كلماتها تسرح في الأشكال التي تحتويها وتشرد كالمعاني في عالم الخيال الفسيح ، لتمزج كل اللغات العالمية المفهومة والمتداولة لدى الجميع من( اشتياق ولقاء وحب وأحلام وحب وحرب وعنف وفراق وألم ووجع وبؤس وشقاء من تاريخ وحضارة من تراث وشعبية والخ ) ،
فن التصوير الفوتوغرافي هو لغة تواصل جمالي تعكس العمق الإنساني لاستيعاب الملامح وتتجسد الجماعية في الفهم الكامل وتتوحد المفاهيم عبر ثقافات التنقل من مرحلة إلي أخري ويجسدها الفنان والمبدع المتعمق في جذور الحضارة الأصيلة ، لذلك نجدها لغة توحد الجميع ، بصيغ مبسطة أخاذة لأنها بلا تعقيد وكل شيء يخاطب الجمال والخيال ، وعندما نمتلك إبداع ، نستوعب لغتها حيث يكون إحساسنا الجمالي به عميق ويسهل الاندماج مع ملامح الصورة ، عبر ثقافات متعددة بأجمل أدوات الفن التصويري الأصيل وقبلها دواخل المبدع الذي يدفق إبداع ويشكل واقع ذو لوحه تجعل الذوق فيها أساساً ، كما أن للتدريب والدراسة والمتابعة له علاقة مع الآلات وأجهزة التصوير ومدى تقنيتها ، والأصابع عبر الملامسة ذات ألاجواء الجميلة لغة لا يفهمها إلا الممتلئ إنسانيه وإبداع ...
وجب علينا أن ندرك بان الفن الفوتوغرافي هو لغة تخاطب الحدث بدون كلمات وان العديد من الأمم لا تستجيب لأي أمر إلا بالمتابعة والتجربة الميدانية ، مما يؤكد على أهميته في الوقت الحالي....
و كما جاء في بداية الموضوع هي ليست بكلمات أو لغات أو السنة حتى يعجز المرء عن فهما إلا إذا كان يتقن تلك اللغة أو ذاك اللسان ، فهي مختلفة حسب اختلاف الأحداث والأيادي التي تصورها ، إن في إصدار تلك الصور التي تتسرب مناظرها إلى العين ومن ثم إلى الجهاز العصبي ليحلل معانيه ويفهمها حسب فهمهُ ، لذا أرى أن فن التصوير ، هو ليس بلغة وإنما هي فن وذوق ، وشعور يمكن أن يفهم معانيه أي إنسان مهما اختلفت ثقافته ولغته ، ولن أنسى يوما ما تعلمتها من أستاذي (عادل قاسم ) وهو يقول لي " كل مصور يجب أن يحب الصورة التي تعب وأجتهد فيها ، فأنا أعشق وأخاف على الصورة التي أتعب وأجتهد فيها كثيراً ، كما إنني أعتبر الصور هي بمثابة أرشيف وتاريخ وجب الحفاظ عليه "
لكني حقيقة كنت أرى مشكلة ، يعاني منها الكثير من المصورين ، وهي أنه لا يوجد قانون يحمي حقوق الملكية الفكرية ، حيث أنه يؤكد لي من خلال خبرتهُ العملية أن هناك سطو كبير على الإنتاج من غير وجه حق ، فهناك من يستخدم صور في أعماله ليست ملكه ، كما أنه لا يكلف نفسه عناء الاستئذان من المصور أو درج أسمه عليها .. ربما هي الحياة هكذا ، كالأرجوحة تحرك اللفافة بين الشفاه والأيدي، نمتص شذاها ونلفظ خارجاً شياطينها .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م


.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |




.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م