الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يظل الوطن عربيا لندعو للعلمانية

جورج حزبون

2008 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


إضافة الى القرضاوي أدلى وزير الاوقاف الفلسطيني بتصريح يستنكر ذبح المسيحيين والإساءه لهم وكان الحديث يتم حول نوع بشري معين وهو ما يؤكد مفهوم التحيز الذي يفتح أفق العنصريه ، تماماً كما كانت تجري مثل هذه التصريحات من شخصيات ليبراليه في جنوب إفريقيا إبّان الفصل العنصري.

عند قراءة التاريخ الحديث ومنذ القرن الثامن عشر نجد أن المسيحيين العرب هم رواد في التحديث فِكراً وسياسةً وأدباً وفن من الصحافه والكتابه والشعر الى قيادة حركات التحرر العربي والى إعادة الدعوه الى الوحده العربيه وفرت لهم ظروف الهجره والدراسه في الإرساليات مجالاً وظفوه لصالح أوطانهم وحققوا نهوضاً في الوعي بعد حقبة العزل والظلام التي فرضتها السطوه العثمانيه.

وعبر كافة مراحل النضال قدم المسيحيون تضحيات هائله شهداء وقتلى ومعتقلين وهم يدافعون عن أوطانهم ولا زالوا وهم أوفياء حتى في المهجرلإسناد نضال شعبهم بكافة السبل ولم يخطر في ذهن أحدهم أنهم نوع آخر رغم أنهم عروبيون ابتداءً ولم يهاجروا الى هذه الاوطان بل اعتنقوا المسيحيه قبل الإسلام بستة قرون وبعضهم من أصحاب المذاهب في الديانه المسيحيه انتقل الى الإسلام وعند قيام الكنائس الشامله إنضموا اليها فكان منهم طوائف تماماً مثل ما هو الحال في الإسلام من اصحاب المذاهب والنحل...!

وهذا يشير لمن لم يستطع الإستيعاب من حركة الحياه والتاريخ ان المسيحيين ليسو نسخه فرنسيه أو إيطاليه وان ظهرت طرق في أداء الطقوس بلغات أجنبيه أحياناً إذ انها حالة إعادة انتاج للمسيحيه في أوروبا، علماً بإن اوساط مختلفة مثل السريان والكلدان استمروا في طقوسهم كما كانت من الأزل محافظة عليها وعلى قيمهم وهم الاكثر تعرضاً للبطش الاسلاموي الان الى جانب الاقباط الذي حافظوا على لغتهم وطقوسهم ومصريتهم وعروبتهم التي اكتسبوها من وحدة الدم والتاريخ والنضال ومع ذلك يسير وضعهم دائماًالى ما هو أسوأ لماذا؟...!

الحقيقة العنيده ان السبب الاول لبنيه الاضطهاد وذهنية التعنصر نبعت من دساتير الدول التي جاء فيها ان دين الدوله الإسلام وأن الشرعيه الإسلاميه هي مصدر التشريع الوحيد ولم يقل أحد مصادر التشريع، وطالما ان دين الدوله الإسلام فإن الغير مسلم ليس من الدوله ، وحيث ان التشريع هو المصدر الوحيد فان الغير المسلم لا تشريع له او مفروض عليه تشريع لا قناعة له به بل ومقهور به .

ثم يخرج من يقول ان السبب الاسلاموين والسلفيين والمتعصبين وهذا ليس صحيحاً فإن هؤلاء تربوا في ظل دول ذات مناهج دراسيه إسلاميه معاديه لكل ما هو غير إسلامي حتى العلم أوَ ليس دعاء رجال الدين ( اللهم انني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع) وحين يستخدمون نتاج العلوم يقولون ( سبحان من سخـّرها لنا ) وبعد هذا لماذا لا يكون هناك مجموعات عنصريه ان تُرك لها المجال وتطورت ستصبح مهيمنه تماماً--و رغم الفروقات المختلفه فإن مثل هذا التطور واكبَ الحركه النازيه.

إن ألإدانات اللفظيه لا قيمه وهي تعزيات لا أكثر ولا اقل وإن نهج الاستعلاء الديني والقومي سيقود الى وجود عنصريه ( ابرتهايد) في الوطن العربي وتصبح هذه البلاد مجالاً للتدخلات الخارجيه ويبدأ التقسيم للمقسم ويضيع الوطن ومعه الاسلام الذي لن يتمكن بهذا النهج من إقامة لا دوله حسب ((سيد قطب)) ولا خلافه حسب (( القرضاوي)) ولا نظام وهابي سني ولا أيراني شيعي...

جورج حزبون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟