الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع جهلة.. صراع حضارات

كاظم الحسن

2008 / 10 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


في الحروب وحين يحاصر الخصم يترك له منفذ للهروب لان غاية الحروب وهي اشد بشاعة وقسوة ليس قتل الانسان بل ثمة مصالح واهداف سياسيةولذا قيل الحرب هي سياسية بوسائل اخرى. وكل هذه القواعد التي درجت عليها الامم المتحاربة وحتى الاحزاب المتطرفة خرقتها الارهاب وتجاوزها وفي ذات الوقت يقدم نفسه بديلا للحكومات ونموذجا يدعو اتباعه وانصاره الى تكريسه ونشره بكل الوسائل المتاحة وطالما انه يدعو مريديه الى الموت بهذه الطريقة العدمية والمجانية فانه لو انتصر سوف لن يجعل للحياة اية قيمة او معنى او اهمية.

في بريطانيا اتخذت الكثير من الاجراءات الاحترازية لمواجهة الارهاب وبعضها يعتبر تجاوزا على الحريات المدنية ولكن للضرورة احكاما وكذلك الامر في الولايات المتحدة الاميركية تم اتخاذ تدابير امنية مشددة ومنها التنصت على الاتصالات بين المواطنين وغيرها من القرارات التي تحد وتحجم من سطوة الارهاب ويصل البعض منها الى الاحتجاز من دون مذكرة قانونية وما سجناء موانتناموا الاشاهد على ضراوة هذه الحرب ضد الارهاب ضد عدو يبيح لنفسه استعمال كل وسائل القتل والجريمة .وازاء عدو لايقيم للحياة الانسانية اية معايير اخلاقية او قيمة ويبيح لنفسه ارتكاب كل المحرمات والجرائم دون خجل او وجل او خوف من ضمير او من قانون تشريع سماوي هذا التمادي والايغال بسفك الدماء البريئة يتطلب وقفة جريئة من الحكومة والشعب تتمثل بقوانين جديدة تتلاءم وحجم الكارثة الارهابية او الوباء السرطاني الذي اخذ ينخر في الاجساد والعقول التائهة والمضللة التي تجدلها شرعية زائفة من خلال ابواق مأجورة وفضائيات لا تخشى في الباطل لومة لائم بل لابد من رادع لها دائم يجعلها تفيق من سباتها وتعود الى رشدها .
ولقد كان الطاغية المخلوع مفرطا في القوانين التي شرعها وكانت العقوبة اكبر من حجم الجريمة، وهو بذلك ينطلق مما يسمى (ستراتيجية الخوف) التي يحاول زرعها في قلوب الناس من اجل حماية عرشه المتهالك ولم تقتصر على الداخل بل حاول الايحاء من خلال بثه اكاذيب عن امتلاكه اسلحة دمار شامل خلق حالة رعب لدى دول الجوار هذا ما اكدته الوثائق التي نشرت في الصحافة مؤخرا عن حرب الاطاحة بالدكتاتور. اما الان وفي العهد الذي نأمل ان يكون ديمقرطيا نرى حجم الجريمة اكبر من القوانين التي تسن لمكافحتها وهذا تعسف واستهانة بارواح الناس لانه يشجع قوى الفساد والجريمة على الاستمرار والتفتن بها ونحن نتفهم ليونة القانون من خلال اعطاء قيمة للحياة البشرية.
ولكن الارهاب لا يحترم الحياة البشرية ولا يقيم لها وزنا سواء لحياته او حياة الاخرين، يقول احد الحكماء : ان من يقتل نفسه بهذه البساطة باية بساطة كانت ليقتلك لو قيض له ان ينتصر.
ان مشكلة الارهاب انه لا ينطلق من قضايا مادية او ارضية مشتركة او سياسة محددة قد تكون فيها مساحة من التفاهم والتحاور والتواصل معهم على اساسها وهذا ما جعل الصحفي الاميركي توماس فريدمان يصفهم بالقول : ان التفاوض مع الروس في الحرب الباردة كان مجديا لانهم كانوا يحبون الحياة اكثر من كراهيتهم لنا اما الارهابيين فانهم يكرهوننا اكثر من حبهم للحياة.
والرئيس الفرنسي جاك شيراك كان بليغا في وصفه الحرب التي تشنها منظمة القاعدة الارهابية على الغرب والانظمة التي تحاول تبني الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط بانها صراع جهلة وليس صراع حضارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 400 مليون ناخب يختارون ممثليهم في البرلمان الأوروبي


.. قصف متبادل وتصعيد مستمر بين حزب الله وإسرائيل| #غرفة_الأخبار




.. جندي إسرائيلي يعرب عن دهشته من منازل الفلسطينيين بغزة


.. الإعلام الإسرائيلي يواصل تسليط الضوء على مجريات حرب غزة




.. سيناريو إسرائيلي يتوقع انتهاء دولة ا?سراي?يل عام 2029 فهل يص