الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى اللقاء الاحد

فاطمه قاسم

2008 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اختصرت رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني ووزير الخارجية الحالية المدة القانونية الثانية التي طلبتها قبل أيام من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرز لإجراء مزيدا من المشاورات لتشكيل حكومة جديدة بعد أن قدم "اولمرت " استقالته م رئاسة الحكومة وبقي على رأسها لتصريف أعمالها حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة وقررت ليفني موعدا هائيا يوم الأحد القادم 26 / 10 /2008 م إما لتقديم لائحة تشكيل لحكومتها الجديدة وإما بالاعتذار وطلب الذهاب إلى الانتخابات .
وبالنسبة للمعادلة السياسية في إسرائيل فان تسيبي ليفني أمامها ثلاثة احتمالات :
الأول : أن تنجح في الإبقاء على الائتلاف الحالي معها ،فتقدم للكنيست حكومة بأغلبية مريحة .
والثاني : عدم الاتفاق مع بعض أعضاء هذا الائتلاف مثل حزب شاس الذي يمثل اليهود الشرقيين ، وبالتالي تذهب إلى الكنيست بحكومة أقلية ، قد لا تصمد طويلا .
الأخير : أن تعتذر وتذهب مع حزبها وبقية أحزاب الائتلاف الحالي إلى انتخابات مبكرة تجرى في آذار م العام القادم .
والحقيقة وكما يقول الخبراء في الأحزاب الإسرائيلية ،فان كل واحد من هذه الخيارات له محاذيره الكبيرة ،وعلى سبيل المثال وليس الغوص بالتفاصيل ، فا هناك ميلا ملحوظا إلى اليمين في المجتمع الإسرائيلي ، وخاصة في الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ،وخاصة موضوع القدس واللاجئين ،فمعظم الأحزاب وغالبية الجهود الإسرائيلية لهم أراء حادة بخصوص القدس والتي يريدونها موحدة وعاصمة لدولة يريدونها يهودية ، وأيضا موضوع اللاجئين الذي ينظر إليه الاسرائيلين على انه اللغم الذي سيفجر دولة إسرائيل ، ويؤثر على وجودها سلبا ولكن بشكل حاسم .
وهذا معناه:
ا الذهاب إلى انتخابات مبكرة ،قد يجعل السلطة ثمرة ناضجة في يد الخصم العتيد لقادة كاديما وقادة حزب العمل وهم بنيامين نتنياهو على راس تكتل الليكود اليميني ،وهذا ا الخوف الذي يساور كاديما ورئيسة التكتل تسيبي ليفني هذه الأيام ،ويساور حزب العمل وعلى رأسه باراك ،ولكنه لا يساور حركة شاس التي هي بيضة ألقبان أو رمانة الميزان في الائتلاف الحاكم الحالي ، فان بقيت فيه نجح وان خرجت منه سقط وانهار.
ولهذا السبب ،فانه مذ فازت ليفني بزعامة كاديما ،وتكليفها تشكيل حكومة ، وهي تواجه مساومة رهيبة من قادة حركة شاس ،وتتركز المساومة في مسالتين ساذكرهما حسب الأهمية .
أولا : مطالبة حركة شاس بزيادة الاعتمادات المالية للأسر اليهودية كثيرة العدد ،ولكنهم بالمطلق من أصول يهودية شرقية "اليهود الشرقيين " وبهذا إن وافقت ليفني عليها فإنها تظهر بمظهر الضعيفة التي تستجيب للضغوط والمساومات ، وقد يكو الائتلاف مهدد بالانهيار في أي وقت إن هي وافقت على مبدأ الابتزاز ،وربما يدفع هذا اليمين المتصيد بزيادة الضغط على رئيسة الحكومة التي خضعت للمساومات .
ثانيا :إن حركة شاس لديها لاءات واضحة معلنة بخصوص القدس ، وتريد ضمانا من ليفني بإخراج القدس من جدول أعمال المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين أو أية مفاوضات قادمة ، وهذا الطلب الابتزازي من حركة شاس لا يقل خطورة عن الأول ، لان تسيبي ليفني إن استجابت لهذا الابتزاز ،فسوف نواجه حالة من عدم الثقة وعدم الاحترام من المجتمع الدولي قد تنعكس على مزيد من تراجع كاديما ، لان المجتمع الدولي ، وخاصة الولايات المتحدة ، والاتحاد الأوروبي ، يريد ويدعم المفاوضات ، ويريد الوصول إلى حل مرضي بخصوص الدولة الفلسطينية ، يساعد على رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد ، ولا يقبل العالم أن تأتي حكومة صديقة تعارض هذا التوجه الدولي ،بالإضافة إلى ا حزب كاديما إذا وافق على هذا المطلب فسوف يفقد مبرر وجوده ، إذ لن يكون هناك أدنى فرق بينه وبين اليمين الديني الإسرائيلي الذي تمثله الأحزاب الدينية أو اليمين المتشدد الذي تمثله أحزاب مثل الليكود أو إسرائيل بيتنا ...........الخ.
و يبدو أن السيدة ليفني لم تقبل لنفسها أن تذهب إلى الكنيست بحكومة أقلية، لأن مثل هذه الحكومة ستخضع على مدار اليوم لمساومات و ابتزازات سواء من أحزاب كبيرة أو من أحزاب صغيرة بالكاد لها مقعد واحد في الكنيست، أو الاعتماد في تكوينها على أصوات النواب العرب في الكنيست، و هذا ما لا تقبله الأحزاب اليهودية الخالصة في إسرائيل، فهي تريد أن تحصل على أصوات النواب العرب كتحصيل حاصل، و لكن شريطة أن لا تكون هذه الأصوات بمثابة حجر الزاوية و بهذا لا يكون هناك وقت طويل أمام لفني لتصل مع حركة شاس إلى صفقة ممكنة من جهة ، و لا تخسر حزب العمل من جهة أخرى، و الموعد النهائي هو يوم الأحد لحظة وصول لفني إلى مكتب رئيس دولة إسرائيل شمعون بيرز لنرى مل الذي ستعلنه، النجاح في تشكيل حكومتها أم الاعتذار و الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
بقي أن نقول:
إنا كفلسطينيين، و نظاما إقليمي عربي، قادرون حتى اللحظة الأخيرة، و قادرون في كل وقت، أن نكون ذوي تأثير حاسم في اللعبة الداخلية الإسرائيلية، و في توازنان الائتلافات السياسية التي تتشكل منها الحكومات الإسرائيلية، و خاصة الحكومة التي تسعى إليها لفني، فالتهدئة القائمة من قطاع غزة منذ حزيران الماضي هي إحدى الأوراق الهامة في إنجاح أو لإفشال لفني.
و الصواريخ التي صمتت، و العمليات الأخرى التي توقفت، كلها أوراق هامة في توازن أو عدم توازن اللعبة الداخلية الإسرائيلية.
و نمط العلاقات الداخلية الفلسطينية، إذا كانت إيجابية، أو متصالحة، و متحدة حول الثوابت، و حول المصلحة الوطنية العليا، أم هي صراع محتدم مدمر تدفعه المصالح الصغيرة سواء أكانت مصالح حزبية أو شخصية.
ثم لا ننسى أن حرب تموز في لبنان كانت هي القاعدة التي أسقطة أولمرت و حكومته، و حتى قضايا الفساد التي أثيرت ما كان لها تطفو على هذا النحو الذي حدث لو نتائج الحرب في لبنان، و حالة الفشل و الارتباك التي بدت على طاقم السلطة بقيادة أولمرت، مما أدى إلى تساقط ضباط ثم وزراء إلى أن وصل الأمر إلى أولمرت نفسه، و كوننا الآن في حالة يقظا و محاولة اصطفاف وطني قوي، بديلا للانقسام المدمر في هذه الحالة ربما استطعنا أن نكون اللاعب الرئيسي الذي يحدد من هي الحكومة القادمة في إسرائيل، أعرف أن هذه أمنيات جميلة لا تصلح أن تكون واقعا، بل الحقائق هي التي تصنع كل شيء و إلى اللقاء يوم الأحد القادم لنسمع الجواب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد