الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد دبدب والاصرار على الأثم

ابراهيم أحمد السلامي

2008 / 10 / 27
الصحافة والاعلام


كان محمد دبدب رئيسا لما كان يسمى بالاتحاد الوطني أبان فترة السبعينات وقد كان هذا الاتحاد أو هذا الجهاز الذي يدعي المهنية من أكثر أجهزة سلطة البعث في العراق ايمانا بالنهج البعثي الفاشي في محاولة اجبار الطلبة على الانتماء اليه وحينما كنا طلابا جامعيين أواسط السبعينات كانت قد اشتدت هجمة شرسة من قبل طلاب الاتحاد الوطني ضد كل الطلبة المتهمين بالشيوعية أو اصدقائهم وحتى المستقلين في محاولة منهم لاجبارهم على الانتماء لحزب البعث وقد مارس طلاب الاتحاد الوطني وبتوجيه من رئيسه محمد دبدب دور رجال الامن والمخابرات داخل الحرم الجامعي حتى أن أعوام 1977 و1978 و1979 كانت من أشد الاعوام قسوة وبطش على الطلبة الوطنيين من قبل عناصر الاتحاد الوطني حتى بلغت تلك القسوة أسوء حالاتها بتعرض الطلبة الوطنيين والمستقلين الى الاعتداء والضرب داخل الحرم الجامعي وقد شهدنا بأم أعيننا كيف كان يتم ذلك حيث تتكالب مجموعة من عناصر هذا الاتحاد على الطالب المقصود فيهجمون عليه داخل نادي الكلية او احدى ساحاتها المكتظة بالطلبة ايغالا منهم في اهانة ذلك الطالب ثم ينهالون عليه ركلا وصفعا وبعد ذلك يسحبوه الى سيارة الامن التي تنتظرهم في الخارج لاقتياد ذلك الطالب الى حتفه الموعود وقد حالف بعضنا الحظ عندما كان البعض القليل من طلبة الاتحاد الوطني ممن تربطنا بهم صداقة ما فيحذروننا بأن دورنا قد أتى فما كان علينا الا أن نترك مقاعد الدراسة لحين أن تخف الهجمة علينا أما النشاط الثقافي الذي يتحدث عنه محمد دبدب فلم يكن سوى تهريجا وتصفيقا مفتعلا لرموز نظامه ولم يكن يسمح لغير البعثيين من الاشتراك في انشطتهم الظلامية كما كنا نعف عن مشاركتهم في اسفافهم الفكري والثقافي الذي يمجد الافراد والقسوة والدماء وقد ابتدع محمد دبدب انذاك حينما وجد ان الكثير من الطلبة آثروا الصمود وعدم القبول بالانتماء الى حزب البعث ابتدع مايسمى بالتعهد وهو بأن يحرر الطالب تعهدا خطيا يقر فيه بعدم انتماءه لاي حزب معادي للثورة وللحزب كما كان يحلو لهم أن يسمو ذلك هذا غيض من فيض لما كان يقوم به مايسمى الاتحاد الوطني برئاسة محمد دبد ب الذي كان بالنسبة لنا نحن الطلبة من غير المنتمين لهذا الاتحاد سيء الصيت أو لحزب البعث رمزا من رموز الشر وكنا نقول هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه هذا الرجل وقد تجرد من مساوءه وشروره وها هو اليوم وخلال لقاء له مع قناة البغدادية مازال مصرا على شروره رغم انكشاف عورات حزبه واتحاده والغريب أن هذا الرجل ادعى خلال ذلك اللقاء بأنه لم يكن يشعر بلحظة خوف حينما ورد اسمه ضمن مؤامرة محمد عايش وجماعته ناسيا أو متناسيا أن العراقيين جميعا مازالوا يتذكرون الخوف والرعب الذي طغى على محمد دبدب حينذاك وان الاجتماع الذي ترأسه المعدوم صدام حسين وأعلن فيه أسماء المسؤولين الذين اشتركوا بما سمي بالمؤامرة في حينها وكيف كانت حركات محمد دبدب التي بدت مفعمة بالذل والخوف والتوسل كما صدرت منه بعض الكلمات المبهمة وغير المفهومة لشدة رعبه وخوفه فاية بطولة تلك التي يتحدث عنها محمد دبدب وأخيرا ليس بوسعنا أن نقول سوى هذا البيت الشعري للمتنبي

لاخيل عندك تهديها ولامال فليسعد النطق ان لم تسعد الحال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي