الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين!

عبد جاسم الساعدي

2008 / 10 / 28
الادب والفن


يكتشف الإنسان في العراق، يوماً بعد آخر، ذيول النظام السابق وأيتام وزيرهم "الصحاف" في سلوك وتصرفات، تعبر عن ثقافة الحشد المتآكل من "المداحين" والمرتزقة لثلاثين عاماً مضت لا يطيقون ثقافة الرأي الآخر ولا يعترفون بغير الهوان، يتخيلون رمزهم ،بزيّه العسكري، يتدافعون حوله في جولاته وأوامره على هذا الرهط الذليل .
يتصدرون، بعد سقوط رموزهم، منصّات الكلمة والخطابة والمؤتمرات، ويجدون من يقيم لهم موائد التكريم، ليطوي عنهم صفحات الهوان والتخلف وشعارات الحرب ومدح الديكتاتور، وإن حاولوا تناسي ماضيهم البائس، فسننشر صفحاتهم الصفراء إبان سني الطغيان والاستبداد.
استجبت لطلب الروائي طه الشبيب، في حضور الندوة والمشاركة في نقد رواية "مقامة الكيروسين" في قاعة اتحاد الأدباء، الأربعاء 15/10/2008.
تعرفت على الكاتب عن كثب في ندوة ثقافية، نظمتها جمعية الثقافة للجميع في بغداد ليتحدث عن تجربته الفنية في الإبداع القصصي، ما جعلني أن أتابع أعماله القصصية والروائية ونشاطه الثقافي.
فوجدتها فرصة مناسبة للحديث عن"مقامة الكيروسين" وعلاقتها بالرواية العراقية السياسية، ابتداء من رواية "الوشم" لعبد الرحمن مجيد الربيعي حتى الآن، وجدت أن مدير الجلسة السيد "صلاح زنكنة" لم يحسن إدارتها ولم يضع في اعتباره وجود أدباء ومثقفين، لهم حقّ المشاركة بالمداخلات والحوار، وكنا نرى انه اكتفى في مقدمة طويلة من المديح وعبارات الثناء التي لا تدخل أصلاً في باب النقد، ويمكن أن تكون في "مشرب" لا في اتحاد الأدباء نفسه، فبعد أن عرض السيد عدنان منشد علاقة الرواية بالمسرح في كلمة دالة قصيرة، تحدث بعدئذ الدكتور مالك المطلبي عن الرواية بطريقة "انتقائية" وتقديم ملاحظات وانطباعات عنها، تخلو تماماً من منهج تحليلي نقدي للرواية.
لقد أثار الاستغراب والاشمئزاز والغثيان عودة مدير الجلسة، لقراءة صفحات من المديح والاخوانيات، حتى عدّ الروائي طه الشبيب، ثالث الثلاثة من الروائيين العراقيين، بعد غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي، فانسحب عدد من الحاضرين على "قلتهم" من القاعة، فرفعت يديّ احتجاجاً على استبداد مدير الجلسة وطغيانه على المنصة وتجاهل مشاركة الحاضرين، فغضب مدير الجلسة و"المطلبي" في آن واحد.
هممت بالخروج من القاعة، إلا أنّ الروائي "الشبيب" وآخرين حملوني على العودة والمشاركة، فوافقت، بعد أن أذن مدير الجلسة لمداخلتي.
تركزت مداخلتي القصيرة على أهمية وجود مناهج نقدية جادة في تحليل النصّ الروائي، وأن نبتعد عن المجاملات والاخوانيات، وحرصت على التذكير بأن الرواية السياسية في العراق بقيت تراوح في محلها، بإدانة الجريمة والتعذيب لمؤسسات نظام البعث السابق، من دون الدخول في التفاصيل الأخرى للجريمة بخاصة القضايا الفكرية وما تحمله مرحلة البعث نفسه من دلالات أخرى فالرواية السياسية في العراق، رواية صرخة واستغاثة وإدانة وتجربة شخصية، مثلما عبرت عنه رواية مقامة الكيروسين.. وروايات عراقية أخرى ابتداء من رواية "الوشم" وحتى رواية "مكان اسمه كميت" لنجم والي لم أكن أعلم بأنني سأثير حفيظة "المطلبي" الذي قاطعني وتدخل مرات لأتوقف عن الكلام متجاوزاً مدير الجلسة بأسلوب "سوقي، متدنِِ" ولعبارات "تهكمية" مثل: "أتفضل روح وسلم لي على عائلتك" أصابتني والله دهشة هذا السلوك فحاولت ضبط ردود أفعالي احتراماً للحاضرين والمكان.
لم أكن أعرف أسباب هذه "الكراهية والعدوانية" والابتذال، إلا إذا كان الحال، يعود إلى ثلاث سنين مضت في ندوة، كان يتصدرها كالعادة قدم فيها كلمة عن الباحث "علي الوردي" في فندق بابل. ولخصت مداخلتي عليه، بأنك لم تقدم ورقة منهجية إنما استمعنا إلى معلومات "مدرسية"، أو لأنني أثرت فيه هواجس "ماضيه" التليد!
أضع كلمتي أمام الأدباء والمثقفين العراقيين، لكي يعبروا عن آرائهم وأن يعالج اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الحال بفتح تحقيق شامل لاعتداء مقصود ارتكبه أحد عناصره القيادية وبحسب لجنة لا صلة لأعضائها بأزلام النظام السابق...
علماً، أنّ مجريات الاعتداء حصلت بحضور رئيس الاتحاد نفسه وعدد من المسؤولين فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان القدير دريد لحام يوضح آراء ومواقف شخصية ارتبطت بمسيرت


.. نزاع في الوسط الفني بين مؤلفين بسبب -سفاح التجمع-




.. -داخل ملعب كرة-.. فيديو للفنان محيي إسماعيل باستخدام ماكينة


.. صانع المحتوى أحمد النشيط يتوقع حصول أفلام مصنوعة بالذكاء الا




.. أهمية الذكاء الاصطناعي وخاصية الـAI في السينما والدراما