الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي لكبار السن

أسماء الطناني

2008 / 10 / 27
حقوق الانسان


يحمل شهر أكتوبر بين صفحات أيامه اليوم العالمي لكبار السن وهو اليوم الأول من هذا الشهر من كل عام، ويتم الاحتفال بهذا اليوم العالمي في العديد من دول العالم ويتم فيه رد الجميل والعرفان لكبار السن والاحتفاء بكل من شارك منهم في نهضة المجتمع الذي يعيش فيه، ويجلس خلف هذه الاحتفالات هدفاً إنسانياً نبيلاً وشجاعاً وهو الحث علي معاملة كبار السن في المجتمعات المختلفة بطريقة راقية ولائقة وكذلك رفع درجة التوعية علي الموضوعات التي تهم كبار السن مثل مفهوم الشيخوخة وكذلك التوعية بالأمراض التي تصيب كبار السن مثل أمراض القلب والشرايين والسكر والضغط المرتفع والزهايمر.
ولقد أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO أنه قد بلغ عدد المسنين في العالم (أي الذين يبلغون من العمر ستون عاماً أو يزيد) بلغ تعدادهم 600 مليون نسمة، ويتوقع الخبراء في المنظمة أن يصل هذا الرقم إلي 1.2 بليون مسن بحلول عام 2025 و 2 بليون مسن بحلول عام 2050، وعلي الرغم من أن هذا العدد مهول وكبير إلا أن التناسب الطردي بين عدد المسنين ومرور السنين يعد مؤشراً علي تحسن الصحة العالمية يتواكب ذلك مع قدرة معظم الدول والقارات علي مواجهة الأوبئة والأمراض الخطيرة.
وتتفوق النساء المسنات علي الرجال المسنين من حيث العدد حيث تصل نسبة المسنات إلي المسنين 1:2، ويؤكد الخبراء أن نسبة المسنين في الدول النامية الآن 50% من تعدادهم حول العالم وأن هذه النسبة ستزيد حتى تصل نسبة المسنين في الدول النامية وحدها إلي 75% من مسنين العالم بحلول عام 2025.
إن هذه الأرقام وهذه الأعداد الكبيرة تنم عن أن المسنين في العالم ليسوا قلة بل في تزايد وتضاعف ويشكلون عموداً فقرياً في بناء المجتمعات المختلفة المتطورة منها والنامية، وهناك العديد من دول العالم تهتم بهم اهتماماً خاصاً من خلال مراكز متخصصة لكبار السن، ويتم في تلك المراكز الاطمئنان علي صحتهم والكشف الدوري عليهم ورعاية الجانب النفسي لهم خاصة لهؤلاء الذين لم يبر بهم أبناؤهم وتركوهم يصارعون الحياة رغم كبر سنهم، وأيضاً المصابون بالزهايمر، وهناك وحدات خاصة لعمل العلاج الطبيعي اللازم للمصابين منهم بالجلطات ومشكلات العظام والعضلات، وهناك برامج خاصة للممارسة الرياضة بانتظام والتي تعمل علي تقوية عضلة القلب وضخ الدم بوفرة لأنسجة الجسم وللعضلات، وتحسين الدورة الدموية، كما يتم عمل برامج خاصة للتغذية للمسنين ومراعاة مرضي السكر منهم ومرضي الضغط المرتفع.
وعلي الجانب الإنساني، فإن لكبار السن مكانتهم الخاصة عند كل إنسان فهم آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، يحمل كل منهم تراث عائلاتنا وتاريخنا، ولقد وصانا الله بهم حيث قال تعالي :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً " سورة الإسراء .
ووصف لنا القرآن الكريم معاملة الأنبياء لآبائهم حتي وإن قسوا عليهم ، فها هو سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما تحداه أبوه أن يرجمه لو لم ينتهي عن دعوته لعبادة الله ، حينها قال له سيدنا إبراهيم سأستغفر لك ربي، وها هو سيدنا إسماعيل ولده عندما رأي في المنام أنه يذبحه قال له: يا أبت افعل ما تؤمر ، وها هو سيدنا عيسي باراً بوالدته السيدة مريم، وها هو سيدنا يحيي براً بوالده سيدنا زكريا، وأخبرنا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أن العاق لوالديه لا ينظر الله إليه يوم القيامة.
من هنا ففضل كبار السن علينا كبيراً سواء أكانوا آباء أو أجداد ورحمتنا بهم هي أمر من الله عز وجل في جميع الأديان وعند جميع الرسل، لقد حملنا آباؤنا صغاراَ ونحن في وهن وضعف أما آن لنا أن نرد لهم الجميل والعرفان عندما يكبر بهم السن ولو بكلمة طيبة ورعاية بها حفاوة أو ابتسامة صافية أو سؤال وزيارة من حين لحين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية