الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملل .. قصة قصيرة

ماهر طلبه
(Maher Tolba)

2008 / 10 / 27
الادب والفن



منذ ان صعد السلم وارتقى اصابه الملل .. فقد علم كل ما كان يمكن ان يعلمه ، لهذا جلس على درجة السلم الاخيرة .. وبدأ يفكر فيما سيقضى بقية عمره – كان الزمن يضرب جدران الكون يقطع الطريق صاعدا ..هابطا ..قلقا فى انتظار فعله – اعياه الفكر .. لاحظ خطوط الشيب التى ضربت فوديه والخمول الذى ينز من عينيه يسيل ..يبلل قدميه ..فكر فى ان يقتطع هذا الجزء المبلول ينشره على اى درجة من درجات هذا السلم حتى يجف – لعل النشاط الذى بدأ به رحلته يعاوده ..وفعل ..لكن ما كان يقلقه حقيقة .. كيف يوقف هذا الخمول المنهمر من العين !!؟؟ .. نظر الى اعلى .."هل كان يعلم ان ارتقائى سيقودنى الى الجنون ؟!.. " فيما سيقضى بقية عمره ؟! .. هل يفعل مثلهم يركب حصانه الابيض يشهر سيفه ويدور فى البلدان فاتحا ..هل يعود الى النظر فى عينى محبوبته –تلك التى كان فيما مضى يشعر ان الغيب ينكشف حين ينظر داخلهما – لعله يرى ..هل يعود من جديد الى المراة اللعوب يراوضها عن نفسها وتراوضه عن نفسه ..تجذبه الى عالمها ، ليقتل او يُِقتل ، يسجن او يُسجن ، يظلم او يُظلم ، يعيش الفقر ويحلم بالغنى .. ام يتلبس زى الفقهاء /العلماء ويفتى بأكل الخنفس والصرصور والباعوض ويحرم اكل الذباب والناموس ..اعياه الفكر فتح دفتر يومياته –ذاك الذى ملاءه بما رأى وعلم فى رحلته المشئومة - فى صفحته الاولى ..جذبه نداء غامض ..سؤال ..ارهقه السهر حتى فُتح الباب .. دخل الضوء ..وتوالى ..ليالى لم يرفع وجهه الى اعلى حتى لا يرى غير مايُرى .. "كانت المرأة اللعوب تراودنى تجذبنى وكانت تنتابنى فى لحظات الصحو القليل تلك الرغبة الجهنمية ،يحتوينى ذاك الاشتهاء .. عندها كنت اعود للنظر فى عينى محبوبتى فتدثرنى وارى الغيب .. اقول لها انى سأهجر هذه الارض لو تركتنى وابكى ، فتضحك ..لكنى عودت النفس ان تُدير الظهر لها واحنيه – اه من الام الظهر – واصعد ..اصعد.." ..تمنى لو يرى مالا يُرى واستجاب .. فتح يوما ما عينيه ، هل هذه هى الصفحة الثانية .."كيف وصلتُ الى هذا العلو ؟!..لم استطع ان افسر ..كيف يطير الجسد ينتقل من مكان الى مكان بدون جناحين – فيما مضى كنت اطير داخلها .. كانت تفرد ذراعيها تمدهما جناحان لى واصير انا الجسد ..نلتحم ..نطير ..ندخل عالم الحلم مخترقين حاجز الزمن.. عندها كنت اشعر انى ارى وانى اعلم- لم استطع ان افسر ..لكننى اعلم انى ارتفع واطير ".. زادت مساحة البلل فكر فى ان يخرج امعاءه وجهازه التناسلى لينشرهما ..وفعل ..الثالثة ..الرابعة.. الخامسة ..تواصلت رحلة الصعود .." اصعد ..اصعد..اصعد.. فى المنتصف خرج الضوء الغامر بهرنى ..فنسيتها ونسيت نفسى حتى عندما كانت تفرد جناحيها ونلتحم لم اعد اشعر انى اطير .. فقط كنت اشعر بها ترتفع فتفتقدنى وتعود لى من جديد .. عندها كانت تجن تضمنى بشدة ، تصرخ وتدمر كل ما تصل اليه يداها من اعضائى لعلها تستطيع ان تستعيدنى وفقط كنت اشعر ان غيب عيونها لم يعد سوى صورة باهتة ..فكنت ابتعد .".. اصاب البلل القلب والرئتان وملاء القفص الصدرى ماء الملل .. فكر فى ان يواصل نشر الاعضاء .. وفعل .."رايت ما لم اكن استطيع ان اراه لولا الصعود ..سجدت فى محرابى – اه من الام الظهر –" ..ما بعد المنتصف عبره ورقة ..ورقة ..ممتلأ حتى الصفحة الاخيرة ..كانت الاعضاء المتناثرة على درجات السلم تعوق حركة الزمن فى الصعود – اه من صفحته الاخيرة ".. عندها كنت قد جمعته فى اسفنجة وامتصصته" .. رائحة البلل تزكم الانف .."لم يعد صعبا ان اصل الى الفكرة بغير فكر .. ان اسمعها ..اراها ..المسها ..بغير عضو... ان ادير هذا العالم بهذا المفتاح وان اغلق شمس الله عندما اضع على عينى نظارتى السوداء ".. اخترق الماء الام الحنون .. قالت .." ان عينيا منذ وضعت فوقهما نظارتى السوداء لم تعد ترى " وتحركت نحوى عارية تجذبنى .. اشرت الى اعضائى المتناثرة ..فاختارت احداها وذهبت به .. "فكر فى ان يخرج عقله ينشره على درجات هذا السلم لعله يجف – كانت كل درجات هذا السلم منحوتة فى تضاريس عقله – وفعل ..اغلق يومياته القى بها لاعلى ..كان الشيب يزحف وكان الملل يغرقه ..يغرقه ..يغرقه ..ي...
هل كان يعلم ؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض