الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع أليم وطموح و احلام جميلة .. وعالم من المتناقضات ...!!

خالد قمبر

2008 / 10 / 27
كتابات ساخرة


كم هو جميل هذا السيل الكبير من الطموحات ..كم هي جميلة تلك الرؤية الاقتصادية المستقبلية الطموحة حتى عام 2030 م وكم هو جميل أن يحلم الإنسان بالمستقبل المشرق و الآمال الواعدة.. وكم هو جميل أن تعد رؤية ذات مثل علياء وحضارية.. وكم هو جميل أن توضع وثيقة تهدف إلى رفع المستوى المعيشي وزيادة الانتاج وإيجاد فرص عمل في بيئة آمنة .. وكم هو جميل التحدث عن الاستدامة وإعطاء الفرصة للقطاع الخاص .. بدل الاحتكار الحكومي التنفيذي ..!! والحديث عن التنافسية وزيادة الإنتاجية ..والتحدث عن واجبات الحكومة في توفير البنية التحتية ووجوب أن تكون ذات نوعية عالية ومتطورة ومناخ استثماري جاذب وليس منفر ..!! كم هو جميل التحدث عن العدالة و الشفافية وتوفير التنافس الحر العادل في كافة المعاملات ..وكم هو جميل الحديث عن دور الحكومة في توفير الاطر القانوني و التنظيمي الذي يضمن حماية المستهلكين و المعاملة العادلة للمستثمرين من الداخل و الخارج ..!! كم هو جميل الحديث عن استئصال الفساد ..!!! وكم هو جميل الاعتراف بتدني إنتاجية الاقتصاد الوطني في البحرين وان حجم الابتكار في البحرين يكاد أن يكون معدوما ..كم هو جميل التحدث عن تفعيل الرؤية ووجوب ترجمتها إلى أفعال ..!! كم هو جميل التحدث عن الطموحات في تنمية الاقتصاد…!!!!
ولكن كم هو مؤسف واليم ..أن تسند تحقيق هذه الطموحات أو تلك إلى الحكومة.. التي أثبتت ومنذ سنوات ليست بالقليلة بأنها تفتقد إلى الكثير.. بل وصلت إلى إخفاقات متكررة وتجاوزات متعددة ..في تحقيق الطموحات و الآمال و الأحلام .. وهذا الإخفاق المتمثل في تقارير ديوان الرقابة المالية المتكررة والتي أثبتت مدى الضعف الإداري و الضعف المالي الذي طال كافة وزارات الدولة ومؤسساتها الحكومية.. الكثير من التجاوزات والإخفاقات وسؤ الإدارة .. فكيف للحكومة التي ترتدي ثوبا مرقعا وتملئه الثقوب التي كشفتها تقارير ديوان الرقابة المالية المتتالية و المنشورة على الملء أن تحقق ما جاء في الرؤية الاقتصادية حتى 2030 ..؟؟؟!!!
كيف يمكن للحكومة خلق كفاءات بشرية قادرة على وضع سياسات واستراتيجيات وهى لا تعرف معنى التخطيط ووضع الاستراتيجيات وسبل تحقيقها ومتابعتها ..؟؟!! كيف للحكومة تحقيق شراكة مع القطاع الخاص وهو يأتي دائما في المرتبة الأخيرة ..؟!! كيف للحكومة وضع آليات وأنظمة تمتاز بالكفاءة و الفعالية في مجال الخصخصة وهى تمارس دور الضغط الغير مباشر…؟؟!! كيف للحكومة وضع مؤشر الجودة النوعية للإدارة ومسائلة القطاع العام ..إذا كانت الإدارة معينة أصلا بتوصية حكومية..؟؟!! كيف للحكومة من تطبيق تكافؤ الفرص و كافة مسئوليها المعينين بالواسطة أو المحسوبية ..؟؟؟!! كيف للحكومة أن تكون خدماتها ذات نوعية اعلي وكفاءة اكبر إذا كانت البيروقراطية متفشية في وزاراتها ودوائرها الحكومية..؟؟!! كيف للحكومة وضع نظام إدارة أداء يحدد أهداف واضحة .. إذا كانت هذه الأهداف مجرد شعارات للاستهلاك المحلي..؟؟!!! وكيف يتم إسناد تطوير النظام القضائي إلى الحكومة ” السلطة التنفيذية ” بالرغم من وجوب فصل السلطات الثلاث ” السلطة التشريعية و التنفيذية و القضائية ” حسب ما جاء به الدستور ..؟؟!!! الكثير و الكثير من الآمال والطموحات التي تم طرحها في الرؤية الاقتصادية 2003 .. جميعها في غاية الجمال والروعة .. ولكن من سيقوم على تحقيقها والعمل على تطبيقها ..؟؟!!! الحكومة اليوم في حاجة إلى إعادة تأهيل وتجديد وتطوير.. في حاجة إلى عقول تؤمن بالتخطيط و تؤمن بالتطوير وتؤمن بوضع الاستراتيجيات .. تؤمن بما جاء به الدستور وبما جاء به الميثاق من عدل و مساواة وتكافؤ الفرص و الأمانة وصيانة المال العام وغيرها من المثل الجميلة و الراقية والحضارية ..
مازال ديوان الرقابة المالية يصدر تقاريره السنوية و التي تكشف ازدياد التجاوزات و المخالفات الحكومية كل سنة .. في الوقت الذي كان المفترض أن تقل وتتقلص صفحات تقارير ديوان الرقابة المالية ..!!! ومن الغريب إن التجاوزات والمخالفات شهدت توسعا كبير في مملكة البحرين تمثل في كبر حجم الفساد الإداري وتطورا كبيرا في حجم الفساد المالي وتطورا كبير في حجم هدر المال العام و توسعا كبيرا في الفساد الاجتماعي المتمثل في ازدياد حجم الجريمة في المجتمع و الفساد الاقتصادي حتى التربوي و التعليمي .. !!! وخاصة ونحن في مرحلة جديدة ..” عهد الإصلاح ” !!! هناك خلل ويجب معالجته ..واجتثاث بؤر الفساد .. لضمان تحقيق كافة الأحلام و الطموحات المستقبلية .. وخاصة في المجال الحكومي لكونها في حاجة الكثير من الجهد :فالتجاوزات والمخالفات جدا جسيمة سواء كانت تتعلق بوزارة المالية أو مركز المعلومات أو الاتصالات و التراخيص اللاسلكية و النفط ومشتقاته أو ما يخص بالمناقصات أو الشركات التابعة إلى شركة ممتلكات أو وزارة الأعلام أو هيئة الإذاعة و التلفزيون أو هيئة الكهرباء و الماء أو وزارة الصحة أو وزارة الشئون الاجتماعية أو صندوق التقاعد أو هيئة التأمينات الاجتماعية أو وزارة الخارجية أو وزارة الداخلية والمحافظات … كثيرة وثقيلة جدا تلك التجاوزات و المخالفات .. ومن المؤسف إن غالبيتها تتكرر من عام إلى آخر … واقع اليم وآمال وطموحات جميلة ..وعالم من المتناقضات ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي


.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-




.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر


.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب




.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند