الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان آخر الموقعين على سلام مع اسرائيل

اديب طالب

2008 / 10 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


يشترك الممانعون ( الشارع العربي الاسلامي السياسي الكاسح ، بالقلب أي بأضعف الايمان ) . والممانعون المفاوضون ، أبطال الحرب والسلم ، ومخترعوا سلام الشجعان . والمعتدلون ( مبادرة السلام العربية ) . وعاقدوا المعاهدات ( مصر والأردن ) .... يشتركون جميعا ، في استخدام تعبير سياسي واحد هو : السلام الشامل العادل .
وقد تأسس الصراع بين كل الأطراف السابقة ، خلال العقود الثلاثة الأخيرة ، على ادانة أو تأييد أو الصمت ، حول الصلح المنفرد مع اسرائيل .
وكانت العرب العاربة والعرب المستعربة ، المهووسة بحلم الوحدة العربية ، والمتماهية المستهوية لحلم الوحدة الاسلامية ؛ كظواهر صوتية ومنبرية من حيث الفعل والتحقق ... كانت تركزعلى الحكمة البدائية البدهية الموروثة من عصر الصيد البشري الأول والمرددة دون كلل أو ملل :
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت آحادا .

ولقد تميز لبنان ، بعد أن وقَََع كما وقع العرب جميعا على اتفاق الهدنة مع اسرائيل عام 48 والتي كان آخر فصولها القرار الدولي 1701 عام 2006 .... تميز لبنان بمقولته الثابتة حول الصراع العربي الاسرائيلي وهي :
> . ولقد دفع لبنان الثمن غاليا لأنه ديمقراطي ولأنه تمسك جيدا وبثبات بتلك المقولة اياها .

كان لا بد من هذه المقدمة ، لمقاربة كلام باراك الأخير حول مفاوضات مع كل العرب وهو آخذ بالاعتبار مبادرة السلام العربية السعودية الأصل ؛ بعد ان تعمدت دولته وشعبه اهمالها تماما منذ اللحظة التي ولدت فيها .

أفادت صحيفة هآرتس 20 / 10 / 2008 / عن مدير وحدة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاسرائيلية( عيران غتسبون ) أنه قال : << سيكون بالامكان التوصل الى اتفاق سلام كامل مع لبنان فقط بعد تحقيق سلام كامل مع سوريا ، ورغم ذلك ، ان بامكان اسرائيل محاولة التقدم في عملية سياسية منفردة مع لبنان تعود الى اتفاق " لا حرب " طويل الأمد .
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لاذاعة الجيش الاسرائيلي أن قد يكون الوقت قد حان للسعي الى سلام شامل مع كل دول المنطقة ، نظرا الى أن مساري المفاوضات مع كل من السلطة الفلسطينية وسوريا لم تحققا النتائج المرجوة وأضاف أنه ناقش المبادرة السعودية مع رئيسة الحكومة المكلفة تسيبي ليفني ، مشيرا الى أن اسرائيل تعد ردا عليها . وكلام باراك يذكرنا باقتراح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريزفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي : ( جمع مسارات السلام في مسار واحد ) . ويتعزز موقف باراك وبيريز بعد أن خطأ الحاخام ( عوفوديا ) اجراء مفاوضات منفردة مع السوريين ، ومنفردة مع الفلسطينيين ، وطالب بالذهاب الى اتفاق سلام اقليمي مع الدول العربية والجامعة العربية . وقد أيد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات هذه المواقف اذ قال : ( أ حثهم – أي الاسرائيليين – أن يراجعوا هذه المبادرة – أي السعودية – مجددا لأنها ستؤدي الى تقصير الطريق الى السلام .

اذن ، وتأسيسا على ما قيل ، ماذا يمنع رئيسة وزراء اسرائيل المقبلة ( ليفني ) أن تتحمس سياسيا وبعيدا عن أبواق الحرب ، وتنشط المفاوضات السورية والفلسطينية وتاليا اللبنانية ، آخذة موقف تجاهل العارف للحوار الامريكي الايراني ؟؟؟؟؟؟؟ . وكل هذا مشروط بالحفاظ على أمن اسرائيل ومصالحها ... ما يمنع ؟؟ . واذا كان للبنان خصوصية ، فلا بأس من اتفاق ( لا حرب ) طويل الأمد . وقد سبقت حماس لشيىء من هذا القبيل بتهدئة امتدت حتى الآن لاكثر من ستة أشهرمتجاهلة استياء حليفتها اللصوق حركة الجهاد الاسلامي !!!!!!!! .

والسؤال السابق يصبح أكثر منطقا ؛ طالما أن أمريكا منشغلة بمعاركها الانتخابية وغارقة في فشلها في العراق وغارقة في أفغانستان وفي أزمتها المالية الأعظم منذ عام 1939 المقيت !! .
ألا يساعد ارجاء أو القاء أبواق الحرب بعيدا ، والبحث عن طاولة مناسبة للمفاوضات الجماعية في وقاية اسرائيل من الانتقام لمغنية ، ومن العودة الى اطلاق صواريخ القسام ، واحتمال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ، ومن احتمال يقظة جماعية للحقد الديني المتبادل بينها وبين الجوار وجوار الجوار ؟؟؟؟؟؟؟ .

ليس غريبا ، أن يصف بعض المحللين السياسيين المستجدات الاسرائيلية بالخديعة ، وقد تكون كذلك ؟ . الا أن الأمرمرهون بالتفاصيل التي يتسلل منها الشيطان ، والمرهون أكثر أن الله محبة وسلام وغالب على أمركل ذي أمر ولو كان الشيطان .

ماذا لو اتفق الكل ضد ايران ؟ ، الأمرالذي سيخفف من تشدد مفاوضاتها على الطاولة الأمريكية الايرانية دون أن تغادر التفاوض الى الحرب أو التهديد بالحرب .

الثابت أولا ، أن لبنان هو الوحيد الذي حررت مقاومته الوطنية ، تأسيسا ، ومقاومته الاسلامية استمرارا جنوبه المحتل .
الثابت ثانيا أن لبنان هو الوحيد الذي منع اسرائيل من تحقيق أهدافها في حرب تموز باعتراف ( فينوغراد ) اليهودية ,الثابت الدائم ثالثا ، أن لبنان لن يكون الا آخر الموقعين على سلام مع اسرائيل ؛ رغم اتهام الأكثرية من قبل المعارضة باللاوطنية واللاعروبة واللااسلام ، ولعل سحب هذه الاتهامات الظالمة والتراجع عن السابع من أيار وزلاته الخطرة ؛ يعززايمان لبنان كله وسلوك لبنان كله بمقولته الثابتة منذ عام 1948 وفي ظل وحدة وطنية شعارها الصمود والديمقراطية والسلام الشامل العادل بين كل العرب وبين كل الاسرائيليين .
أليس معقولا أن تعيش المنطقة ستة أشهر من السلام المفتوح على كل الاحتمالات ، بقاؤه ، تحوله الى حرب ، أو الى مفاوضات قد تستغرق عدة سنوات ؟؟؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-