الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومتى يتم تعويض الشعب العراقي ؟

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 10 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تنقل لنا وسائل الاعلام بين فينة واخرى مئات الغرائب والعجائب التي تحدث في الدول الديمقراطية المراعية لحقوق الانسان وحرياته، فكثيراً ما نسمع بأن الشخص الفلاني قد عوض بكذا مليون دولار جراء الضرر النفسي او الجسدي الذي تعرض له قبل كذا سنين، اما في الدول النامية او الرضيعة ابداً !!! ( هذه الدول تبقى رضيعة ونامية كل الدهور ولن تصل الى مرحلة النضوج الفكري والسياسي والاقتصادي بسبب القراد الذي يجلس على عرشها ويدير دفة حكمهما ) فالامر معكوس تماماً، لان صاحب الحق اما منفي او مسجون او في اغلب الحالات مقتول، والويل كل الويل لمن يطالب بتعويض او حتى مجرد اعتذار لما لحق به من غدر وظلم وهضم للحقوق من اصحاب الشأن وحاشيتهم.
تذكرت مآسي الشعب العراقي وما يستحقه من تعويضات وأنا احسب ما حصلت عليه امرأة بريطانية من تعويضات قدرها ( 800 الف جنيه استرليني أي حوالي مليون وستمائة الف دولار امريكي !!! ) لاصابتها بتلف دائم في الدماغ جراء اتباعها نصائح طبية لتخفيض وزنها!.
لا اعرف ان كان بأمكاننا احصاء العراقيين المصابين بتلف في الدماغ او المصابين بالجنون او بانفصام الشخصية او النازحين والمرحلين والهاربين وممتهني البغاء جبراً وقسراً او اليتامى او الارامل او المسجونين ظلماً والمقتولين على الهوية، وفي بعض الحالات سهواً!، لكن الواقع المعاش يعطينا افضل واوضح صورة على ان اغلبية الشعب العراقي متضرر ومفجوع ومظلوم ومغدور جراء السياسة المدمرة التي مارستها سلطات الاحتلال واورثتها من بعد للحكومة الطائفية التي حولت الشعب العراقي الى طبقات وفئات وقوميات ودرجات كل يرقم حسب انتمائه الطائفي والحزبي، فطوال السنوات الخمس الماضية لم يتوقف السيد بوش وحاكمي العراق الجديد عن التباهي والتفاخر بالديمقراطية المستوردة التي وصفوها للعراقيين، والحرية التي تنعموا بها علينا التي ادت الى خلط الحابل بالنابل والدم بلقمة الزقوم !، فجراء هذا الحرية والديمقرطية التي وصفها لنا الدكتور بوش ومعاونيه التجار فجرت الجوامع والكنائس وهجرت ملايين العوائل بيوتها والجثث ( المجهولة الهوية طبعاً ! ) ملئت الشوارع والمقابر الجماعية تنتشر مثل اشجار النخيل في الاراضي المهجورة والامراض المنسية والمقضي عليها قبل عقود تعود الينا ( بفضل الجهود المبذولة لاعمار الوطن وترقيته الى المستوى التي يجب ان يكون عليه ) والسجون محشوة بالابرياء المشتبهين ! والفضائح والاعمال الاجرامية والوحشية وحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي التي مورست ضد الاطفال واليافعين تتصدر صفحات الجرائد والمجلات العالمية، ورائحة الفساد تفوح من جيوب المسؤولين ومسامات جلودهم ...... وغيرها من الاعمال المهينة والمشينة التي تمارس بشكل يومي ضد الشعب العراقي.
كل هذه المصائب والويلات التي اجبر الشعب على تجرعها وضم آهاتها كانت جراء الوصفة الخاطئة والمميتة التي اوصاها لنا ونصحنا بها العم سام وابناء عمومته من حاملي شهادة الدكتوراه ! ( شهاداتهم حقيقية ومصدقة وكل ما يقال عن تزويرها كذب ودعاية ملفقة ) في القانون السياسي والحقوق المدنية، لذلك من حق الشعب العراقي ان يطالب الحكومة الامريكية ( نستثني الحكومة العراقية من هذا الطلب رغم اشتراكها في تعميق الجرح وزيادة المعاناة لانها مشغولة بمسائل اكثر اهمية مثل كيفية تقسيم الكعكة وتوزيعها في عيد ميلادهم السادس، وماذا يفعلون بالاموال المتبقية من ميزانية الدولة لانها لم تصرف كما كان مخطط لها لهشاشة الوضع الامني ...... ) بتعويض يناسب وما لحق به من ضرر يكون مرفقاً باعتذار رسمي موجه للشعب العراقي يكون خاتماً لبقائهم ومنهياً لخدمة ( القتل المجاني ) التي تمارسه شركاتهم الامنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم