الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم

زياد اللهاليه

2008 / 10 / 27
القضية الفلسطينية


حينما قبلت الفصائل الفلسطينية بالوساطة المصرية للمصالحة وتحت إشراف الجامعة العربية وتحديدا طرفي الصراع فتح وحماس أثار البهجة والسرور في النفوس ورسم البسمة على الشفاه وهذا كان واضح على الشارع الفلسطيني , وان اغتب البعض من هذا الوفاق والقبول المفاجئ بعد الرفض الشديد واللآت العديدة ورفض العديد من الوساطات الفلسطينية والعربية وانا ممن يغتب وأنظر إلى قبول فتح وحماس فقط بعين من الريبة والشك
ان إعادة اللحمة والوئام والوفاق الى الشعب الفلسطيني وتوحيد شطري الوطن وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الحزبية والفئوية الضيقة , وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية الدولية والعربية والإسلامية بدل هذا التغييب القصري , ورفع الحصار الغاشم والمعاناة والألم وتسيير حياة المواطن أصبح الهم الذي يؤرق كل الشارع الفلسطيني والعربي , وقدمت العديد من الوساطات الفلسطينية من مختلف فصائل منظمة التحرير ومن خارج المنظمة ومن شخصيات وطنية ومثقفين ومبادرات عربية كلها آلت إلى الفشل ولم تقبل من طرفي الصراع وان قبلت كانت من باب الدبلوماسية والمناورات السياسية , ولكن ماهو التحول المفاجئ الذي أدي إلى القبول بالوساطة المصرية ؟ اعتقد انة الضغط العربي وتعرية الطرف الرافض وانهيار الحكومة الإسرائيلية واستقالة رئيس وزرائها وانشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الأمريكية أي غياب الدول الممانعة للحوار الفلسطيني وأيضا رغبة مصرية جامحة وملحة لتخفيف الضغط عنها بسبب تحملها مسئولية إغلاق الحدود مع غزة اذا هي عوامل إقليمية ودولية قبل ان تكون رغبة من طرفي الصراع فتح وحماس .
واعتقد ان هذا الرفض والتعنت يعود إلى أسباب عديدة تخص الحركتين ومن وجهة نظر سياسية وسلطوية بحتة وهي :..
أ : فتحاويا
1 يعتبر الصراع بين القطبين فتح وحماس هو صراع أيدلوجي بين ثقافتين مختلفتين في المنهج والرؤي وكل له محاورة وتحالفاته وارتباطاته الإقليمية والدولية وهو صراع سياسي واجتماعي قائم على استبدال الأخر وهذا مالم تسلم به حركة فتح بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات وان كان التسليم السلس للسطة مع وضع العصي في الدواليب وتشكيل حكومة براسين مما أدى إلى ما آلت إليه الأحداث
2 تعتبر حركة فتح نفسها ومعها فصائل منظمة التحرير صاحبة المشروع الوطني وقائدة الكفاح المسلح لأكثر من نصف قرن وهي التي انتزعت القضية الفلسطينية وقرارها الوطني من النظام العربي والرجعية العربية وخاضت الكفاح المسلح مع الاحتلال وقدمت عشرات آلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وانتزعت الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية وحولتها من قضية لاجئين الى قضية شعب ووطن, فيما كان الأخر رهين النظام العربي الرسمي والامبريالية .
3 تعتبر السلطة من صنيعة حركة فتح ومن لف حولها وهي التي بنت لبناتها ومؤسساتها وحولتها إلى واقع وان كان منقوص واستطاعة ان تنقل ثقل المنظمة ومركزها من الخارج إلى الداخل وعلى ارض الوطن لتقدمها على طبق من ذهب لحركة حماس في ليلة وضحاها
4 حركة حماس أصبحت المنافس القوي الذي يهدد حركة فتح والذي سيفقدها هيمنتها على مؤسسات السلطة وعلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ان دخلتها ضمن قانون التمثيل النسبي الذي يضمن لها الأغلبية
ب : حمساويا
تعتبر حركة حماس نفسها البديل عن منظمة التحرير سياسيا وأيدلوجيا وبناءا على ذلك رفضت دعوات عديدة للدخول في منظمة التحرير مطالبة بنصف أعضاء المجلس الوطني في ذلك الحين وحينما فازت الحركة في الانتخابات الأخيرة صرح الناطق الإعلامي وعضو المجلس التشريعي السيد مشير المصري قال ( مخطئ من يعتقد ان نتائج الانتخابات سوف تنتهي خلال اربع سنوات قادمة او عشرين عام ) والدليل الثاني ان السيد محمود الزهار قال في مهرجان العهد والوفاء لاسر الشهداء في مدينة رفح بتاريخ 28/7/2008 حركة حماس الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذا دليل على ان الحركة ترغب بالاستئثار بالسلطة والأغلبية التي منحت لها لسنوات طويلة وما الانتخابات الا وسيلة أرادت منها الحصول على الأغلبية المطلقة والوصول للسلطة
2 تعتبر حركة حماس نفسها حركة ربانية وأولياء الله على الأرض وما حصل في قطاع غزة يعتبر نصرا وفتحا ربانيا وهذا ما عبر عنة كل القيادات السياسية للحركة وتكفير وتخوين حركة فتح ذات التوجه العلماني يأتي في هذا الإطار
3 بما ان الحركة هي امتداد لحركة الإخوان المسلمين تعتبر الحركة ما حصل في غزة هو نجاح للمشروع الإسلامي العام وسقوطها يعتبر سقوط للإخوان المسلمين وبناءا على ذلك أعلن الدكتور محمود الزهار في 28/7/2008من رفح قال ( ان مشروعنا يجب ان ينجح في فلسطين لأنه نجاح للمشروع الإسلامي في العالم ولن نسمح لأحد بإفشال هذا المشروع مهما بلغت التضحيات ) ما قاله محمود الزهار دليل على ان ما حصل يتجاوز حالة الانقسام السياسي وتباين الآراء ويتجاوز كل المبررات السابقة التي تحدثت الحركة عنها .
جـ وطنيا
الصراع على السلطة وسيطرة حماس على قطاع غزة وعلى السلطة جاء على بحر من الدماء وأجساد مقطعة الأوصال وعلى انتهاكات عديدة لا يمكن لأي توافق وطني او أي مصالحة ان تتجاوز تلك الحقائق وان تمر عليها مرور الكرام دون محاسبة مرتكبيها واعتقد ان هذه المعضلة لن يسامح فيها الشعب الفلسطيني دون ان يأخذ حقوقه او يحاسب مرتكبيها أينما كان انتمائهم السياسي والحزبي .
هذا على مستوى النوايا الحقيقية للحركتين ولكن من أراد الحوار بنية صادقة ويريد تغليب المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات عليه ان يوقف فورا الحملات الإعلامية وتبادل الاتهامات عبر الفضائيات ووسائل الإعلام والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين ووقف الفصل التعسفي بحق الموظفين الحكوميين وخاصة قطاع التربية والتعليم وقطاع الصحة
وهنا لنا تساءل لابد منه هل ستنجح حوارات القاهرة في رأب حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وإعادة اللحمة وتوحيد شطري الوطن وإغلاق صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني ؟ ام هي نوع من أنواع الحوارات التي يراد منها رفع العتب وتحميل الأخر المسؤولية عن الفشل المستقبلي للحوار تحت مسميات وجزئيات وبرامج وأهدف قد تكون واهية ؟ وهذا التساؤل متروك للأيام القادمة وللمتحاورين للإجابة عليه.
النقطة الأخرى ان حوارات القاهرة اذا أنتجت لنا اتفاق بمواصفات اتفاق مكة فبراير 2007 ـ اتفاق المحاصصة السياسية فهو اتفاق مرفوض وسيؤدي الى انفجار جديد أكثر كارثية مما سبق والنقطة الاخري انه يجب إشراك العمق العربي الجامعة العربية في الحوار واللجان الخمس المشكلة لتكون شاهد وضاغط ومراقب إن أريد لهذا الاتفاق النجاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص