الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي

فاطمه قاسم

2008 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عند كتابة هذا المقال، يكون قد بي على السباق للبيت الأبيض قرابة أسبوع واحد، لكي نعرف بعدها، من الذي سيفوز فعلا، هذا المهر أسود باراك حسين أوباما أم هذا الحصان العجوز الأبيض جون ماكين؟
استطلاعات الرأي، و خاصة تلك التي نجد مكانا لها أكثر في وسائل الإعلام العربية، تعطي أوباما تقدما بعشر نقاط أو أكثر، بينما هناك استطلاعات رأي أخرى تقلل هذا الفرق لنقطة واحدة أو أقل قليلا، و لكن استطلاعات الرأي تظل مجرد استطلاعات رأي، قد تتأكد في أحيانا كثيرة، و لكنها قد تخطئ و تسقط في أحيانا أخرى، و غالبا ما يكون الخطأ مصاحبا لحالات دراماتيكية تنتمي إلى ما بشبه الأساطير و الكوارث الكبرى، و في النموذج الانتخابي الأمريكي، فأن نسبة ليست قليلة من الناخبين تظل غير حاسمة لأمرها حتى اللحظة التي تقف فيها وجها لوجه أمام صندوق الانتخابات، و على هذه النسبة من الناخبين يدور الصراع و يحتدم بين المرشحين إلى آخر دقيقة في الموعد المقرر.
بالنسبة للديموقراطيين:
فأن هذه المرة هي المرة الثانية التي يرشحون فيها سيدا للبيت الأبيض صغير السن بهذا المستوى، كانت المرة الأولى عندما رشحوا ذلك الشاب اللامع ابن الأسرة الأيرلندية الثرية والمميزة و هي آل كندي، الذي نجح في الاختبار، و وصل إلى البيت الأبيض، و خاصة بتجربة خارقة و هي تجربة الصواريخ الروسية في خليج الخنازير في جزيرة كوبا التي هي خاصرة الولايات المتحدة، و نجح الرئيس الشاب الوسيم اللامع صديق أشهر نجوم العصر مارلين مونرو، و لكن الفرحة لم تكتمل، إذ أن رصاصات لي هارفي أو أزوالد، قد اخترقت رأسه، فمات على الفور و هو إلى جانب زوجته الفاتنة جين، التي تزوجها من بعده عجوز يوناني من أغنى أغنياء العالم.
أما المرشح سنا الثاني، باراك حسي أوباما، الأسود، ابن مهاجر أفريقي مسلم من قرية صغيرة في كينيا، ذهب إلى أميركا حاضنة الحلم الأمريكي، و تفوق في دراسته، و تزوج من أمريكيا مسيحية بيضاء أنجبت له باراك الذي ينفي أنه مسلم رغم أن خصومه من الجمهوريين يصرون على أنه مسلم، و نشروا له صورا قديمة و هو يرتدي جلبابا أبيض و يضع على رأسه طاقية بيضاء من التي يرتديها المسلمين في كينيا لتأكيد على أنه مسلم حتى و إن أنكر ذلك، و اغرب ما في هذه الحساسة جدا، فأن خصمه العجوز ابن الأدميرال، جون ماكين، سأل خلال الحملة الانتخابية الحالية إن كان أوباما مسلما أم لا، فرد جون ماكين قائلا: لا ليس مسلما، إنه شخص محترم.
أوباما إذا، يلمع أمامه نموذج جون كندي الشاب الذي وصل إلى البيت الأبيض، و خلفه برادلي، عمدة مدينة لوس أنجلوس الأسود، الذي رشحه نفسه ذات عام ليكون حاكما للولاية، و كانت استطلاعات الرأي من اليوم الأول و حتى اللحظة الأخيرة تؤكد فوزه المحقق، و لكن حين فتحت الصناديق و أعلنت النتائج، فأن برادلي، العمدة، الأسود، صاحب الحظ الأقوى في استطلاعات الرأي، كان هو الخاسر الأكبر.
هل تجاوزت أمريكية كل ذلك؟ هل تجاوزت إسقاط الأسود، و قتل الأيرلندي، و اتهام المسلم، و احتقار العربي؟
سوف نعرف الإجابة عن كل هذه الأسئلة يوم الأربعاء القادم الرابع من نوفمبر حين يتوجه الأمريكيون جميعا إلى صناديق الانتخابات، ايرلنديون و إنجلوسكسون، هسبانيل و إيطاليين و يونانيين و يهود و عرب و أفارقة سود و هنود حمر و خلافه فإلى هناك و إلى ذلك التاريخ نلتقي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة