الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يأتزرْ بأوراق التوت في الاتفاقية الامريكية العراقية.....!

ناصرعمران الموسوي

2008 / 10 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


كَثُرّ الحديث عن الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق والتي على غرارها سيخرج العراق من دائرة الوصاية الدولية ،(البند السابع ) وبذاك يصبح مهيئاً لابرام كافة التصرفا ت القانونية بعيد عن المحضورات والمنع الدولي وسيجد بين يديه اكثر من 79مليار دولاركما ان الوقت صار طويلاً ولابد من نهاية للوجود العسكري في العراق عليه وجدت الادارة الامريكية والعراقية منطقاً وجود مخرج لتنظيم ذلك فوجدت الاتفاقية بين الطرفين،الا ان هذه الاتفاقية احدثت لغطاً وازمة في الاوساط العراقية والاقليمية والدولية ولعل اهم الاسباب التي احدثت ذلك تكمن في:
1_ ان الوضع العراقي بحد ذاته وضمن الاطار التاريخي هو وضع غير مستقر نسبيا وسببه الرئيس عدم استقرار نظامه السياسي ،حتى ان تاريخ تشكيل الدولة العراقية المعاصرة تم بولادات قيصرية وشوه في كثير من مسيرة تكونها حتى وصلت الى مرحلة الاستئثار التام للسلطة وبروز القوى الاخرى العشائرية والقومية والدينية على حساب سلطة الدولة والقانون وهذا الامر ادى الى ظهور منظومات ثقافية واجنماعية تؤدي الولاء التام لهذه القوى على حساب الخضوع للقانون والدولة ،واتضح هذا بعد سقوطالنظام السابق في 9/4/2003.وابرام مثل هكذا اتفاقية بالمنظار الذي ذكرناها سيؤدي الى وجود آراء متظاربة وخلاف قوي بين مؤيد ومعارض.
2_التدخل الخارجي في الشان العراقي المتمثل بالاحتلال الدائم من قبل الدول الاخرى مثل الفرس والعثمانيين والبريطانيين واخيراالتدخل العسكري الامريكي وحلفائه،واذا كان قد انتهى التدخل العسكري فان تاثيره ظل وبخاصه العثماني والفارسي وساهم مع قوى وافراد سياسية بوجوده حتى انه اصطبغ في الكثير من مراحل صراعه بصبغه طا ئفية وقومية ،وتعزز التدخل الخارجي بعد اعلان الجمهورية ابتداءاً من الرؤية السوفيتية وحتى التدخل العربي متمثلاً بعبد الناصر الذي ظل يرسم لوضع العراق محاولاً تغييره مثل اليمن وليبيا ،وقد نجح بعد ان لجأت الاحزاب السياسية في العراق الى استخدام العنف لتحقيق اهدافها وفرض سيطرتها مما اسهم باعتلاء التيارات السياسية القومية للسلطة في العراق،ولعل صور العنف وسمت تأريخ الدولة العراقية منذ نشاتها فمجزرة قصر الرحاب وحبال المد الشيوعي وجرائم الحرس القومي و مغامرات صدام حسين الحربية من جانب وكرمه بالثروة العراقية على حساب معاناة شعبه من جانب اخرخير امثله على مأزق الوضع العراقي الراهن ومن والخوف كل الخوف من عودة الذاكرة العراقية الى مثل تلك الممارسات فيما لو استمر الانقسام العراقي حول الاتفاقية.
3_النسيج الاجتماعي العراقي وتوزيعه الطوبغرافي وتنوعه القومي والاثني والطائفي وحتى العشائري ،مع الاسباب المذكورة جعل الفرد العراقي قلق غير مطمئن تماما لكل تغيير وهذا اتضح جليا في التغييرات التي تستهدف القومية حينا كما في الاضطهاد القومي للاكراد اوا لطائفي قومي كما في الاكراد الفيليين اوالطائفي كما في الشيعه او العشائري احيانا كما في احداث الضابط الدليمي وما تعرض له الدليم فيما بعد،اوالمناطقي في احيان اخرى فالنظرة للاتفاقية ستكون ابدا من خلال الرؤية والتنوع النسيجي للنوع والطائفه والاثنية والقومية على حساب مصلحة الوطن في رؤياها وربما تجسب لاتفاقية على طائفة او قومية او اثنية معينه تستحوذ على السلطة الان.
4_الايمان بمرحلة التغيير.العراق بلد غاب تمام عن مجريات الحدث العالمي مما اثر بشكل جلي على استيعابه لمراحل التطور وانغلق ضمن مفهوميات السلطة الحاكمة عبر ثنائيات مهمه اهمها عسكرة المجتمعات وترييف المدينه اضافةالى الممارسة التربوية واستلاب العقول ضمن خط الحزب الحاكم وتجنيد الصياغه القانونية واستحداث قوانين جديدة من صنع اجندات السلطة مما جعل الايمان بالمرحلة الراهنه امر صعب تقبله بالصورة التي ينظر لها الان.لان النظرة العراقية الان تعيش غموض رؤية الصورة وضبابيتها وهذا حال الاستقرار النفسي الذي ادمن التشائمية في النظرة الى أي اجراء اوتصرف تقوم به الحكومة او السلطة التشريعية في البلد
5_ان الاسباب المتقدمه هي اهم مقدمات النظرة للاتفاق الامني بين العراق وامريكاولعل العراق وما يجري في ساحته، قد خرج من الاطار المحلي الى التدويل العالمي من جانب والى اثره في الداخل الامريكي من جانب آخر فالعراق وليس غيره هو من جدد لجورج بوش ولاية اخرى،كما انه وليس غيره من ألحق بالجمهوريين الهزيمه في انتخابات الكونكرس الامريكي ،واليوم ومن خلال هذه الاتفاقية يسعى الجمهوريون الى تحقيق تقدم مرضي لمجتمعهم بعد ان عصفت الازمة المالية بمؤسساته ومصارفه المالية واستشرت كالنار في الهشيم وان الوضع الامني العراقي المتحسن هو ما يريد الامريكان جر الناخب اليه ،على ضوء ذلك تنظر الادارة الامريكية مع كل اسبابها واستراتيجيتها الاخرى ،اما الديمقراطيين فانهم يحاولون الضغط من خلال الموقف العراقي الذي لم يزل ينظر اليه على انه الخطا الاستراتيجي الذي اقدم عليه الجمهوريين وهو السبب الذي جعل( اوباما) المرشح الديمقراطي يختار السيناتور بايدن نائبا له الذي هو من اشد المعارضين للتدخل العسكري في العراق،وإن ايجاد تلك الاتفاقية يؤثر سلبا او ايجابا في الانتخابات الامريكية .
6_الموقف الايراني من الاتفاقية الامنية وهو من اعقد المواقف ،والذي احرج الامريكان كثيرا بل ان الموقف الايراني في العراق يقوى كثيرا في الوقت الذي يعتقد الامريكان انه يضعف ، ففي الوقت الذي تبذل وتقدم امريكا تنازلاتها وتجند كل امكانياتها لابرام الاتفاقية يقف الجانب الايراني المتشدد ليحرك الجانب الاجتماعي تارة والديني تارة اخرى والسياسي والبرلماني وهذا يتضح جدا في زيارة المسؤولين العراقيين لايران ابتداءاً من زيارة رئيس الوزراء العراقي وليس انتهاءاً بزيارة رئيس مجلس النواب العراقي ومع كل التطمينات التي حملها المسؤليين العراقيين لايران الا ان الموقف الايراني لم يزل على تشدده،وهذا ناتج عن عملية الضغط السياسي الايراني على الولايات المتحدة الامريكية وبخاصة بعد ان فشلت المفاوضات الامريكية الايرانية في ايجاد صيغه او وضع مشترك يضمن مصالح الطرفين .
واهما من يعتقد ان ايران تخشى بعد توقيع الاتفاقية ان تكون الاراضي العراقية منطلقا للاعتداء على ايران ،اوالضغط لمصلحة الملف النووي الايراني ان امريكا وايران يعرفان جيدا ان منطقة الخليج لاتتحمل صراعا عسكريا جديدا وهو ليس من مصلحة من يعلن هذه الحرب وهي امريكا ،ان ايران تعرف حراجة الادارة الامريكية كما ان ايران وطوال فترة الحصار الاقتصادي في زمن النظام السابق وحتى هذه اللحظة تجد في العراق مركزا تسويقيا لمنتجاتها بل ان العراق اكبر سوق لاستهلاك البضاعات الايرانية ووجود اتفاق تجاري عراقي امريكي سيفقدها ذلك ,كما ان وجود نظام سياسي خارج ربقه الاتفاقيات الامريكية سيكون اقرب لايران بحسب قوة ايران في المنطقه ،كما ان ايران وخلال سياساتها المتعددة في سوريا وفي لبنان وفلسطين والخليج تحاول جر امريكا للا عتراف بانها قوة يكون التفاوض معها على هذا الاساس ،وانها وجدت ربما في الادارة الديمقراطية الجديدة ،مثل هكذا اعتراف وبخاصة ان الديمقراطيين يرون الحوارمع ايران وسوريا مهم جدا لحل ازمة المنطقة الشرق اوسطية .
7_إن الموقف السياسي العراقي موزع الان على اكثر من اتجا ه ،فالتحالف الرباعي او الخماسي وهو المفاوض يتخذ قراراته ثم يتراجع بحسب الاستراتيجيات التي يمليها عليه وضعه فرئيس الوزراء اكد ان الاتفاقية سيتم توقيعها خلال هذا العام ثم تراجع ليعلن عن موقف اخر ،ورغم الصمت المؤيد للموقف الكردستاني فان جبهة التوافق لها صمتها الخاص واعتقد بانه مع الاتفاقية الا ان التصريح الرسمي لم يات كونه مؤثر ربما في الانتخابات المقبله التي ربما يستغلها منا فسيه في الشارع الذي يناصره وايده في الانتخابات السابقه .واذا كانت مواقف القوى العلمانية مع الاتفاقية فانها غير مؤثرة ضمن التصويت في مجلس النواب .اما الشارع العراقي فهو ورغم هيمنة التيارات الاسلامية عليه فهو بين مؤيد للتوقيع ومعارض لها والكثير يرى بعد نشر الاتفاقية اعلاميا بانها تضمنت شروط جيدة للعراق ،في حين ترى بعض المرجعيات الدينية انها لاتصب في مصلحه الاسلام والشعب العراقي وذهب بعضها بعيداً في اعتبارها حراماً متوعدا موقعيها ومناصريها بالويل والثبور ودخول النار ،
وما نراه ان الاتفاقية الامريكية العراقية هي خلاصة المشهد العراقي الذي سيكون على مفترق طرق بين وضوح العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية وغموضها وتهديدات الامريكان بالانسحاب وترك المشهد العراقي على فوضويته الامر الذي جعل وزير الداخلية يسارع الى التخوف منه وطالب المسؤليين بتوقيع الاتفاقية الامنية وبخاصة انها اتفاقية عمرها ثلاث سنوات .
ان الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية تدخل مرحلة حرجة لكل الاطراف وسيتضح بعد ذلك بوقت قريب او بعيد من أأتزر باوراق التوت ومن سيلقيها ويكشف المخفي والمسكوت وكل ذلك ليس ببعيد عن لحاظ العراقيين الذين نتمنى ان لا تلقى على رؤوسهم مغبة كشف وسقوط اوراق التوت عن اصحابها سواء اكانو مع اوضد الاتفاقية...........!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟


.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال


.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج




.. الأضواء القطبية : ظاهرة كونية تُبهر سكان الأرض.. فما سر ألوا