الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المولدات الاهلية .. حمامات شعبية!!

سعد تركي

2008 / 10 / 29
كتابات ساخرة


أقبل علينا فصل الشتاء الذي سنقضيه (كشأننا كل عام) ونحن نعاني من انقطاع شبه تام في الكهرباء,ونقص حاد في وقود التدفئة والطبخ..فبالاضافة الى معاناتنا الشديدة من ليالي الشتاء الباردة الطويلة دون تدفئة, وتحول شوارعنا وأزقتنا ومساكننا الى برك ومستنقعات بسبب الأمطار التي لم تعرها أمانة بغداد أي اهتمام لأن الرصيف الملون والمقرنص أهم كثيراً من الشارع وأهم من أنابيب تصريف المياه التي امتلأت بالأوساخ والرمل والزميج بسبب أعمال الأمانة نفسها..فأننا سنعاني أيضاً من عدم القدرة على الاستحمام,واذا كان بامكاننا أن (نتلفلف) بالبطانيات واللحف من أجل الحصول على بعض الدفء, فأن الاستحمام يشكل مشكلة كبيرة لا يمكن حلها بـ(التيمم) ولا يمكن اللجوء الى الحمامات الشعبية لأن أغلبها قد أغلقت أبوابها وهجرها أصحابها لعدة أسباب منها شحة الوقود ووقوع بعضها في مناطق ساخنة,وهجرة (المدلكجية)خوفاً على حياتهم لأنهم يمارسون عملهم عراة الا من(الوزرة), وصعوبة الحصول على (قباقيب) بعد أن تم استخدامها وقودا للتدفئة اضافة الى غياب صابون الحصة التموينية فضلاً عن شحة (الليف) في الأسواق حيث يبدو أن حكومة اقليم كردستان تستخدمه ورقة ضغط على الحكومة المركزية!!
ولأجل هذا فلا بد لنا من أن نجد بدائل أخرى فلا يمكننا قضاء فصل الشتاء دون أن نستحم ولو لمرة واحدة في هذا الفصل الطويل,وكما يقال دوما في مثل هذه الحالات فأن (الحاجة أم الاختراع)..فبعد أن تكللت تجربة استخدام قطع الكارتون والملابس القديمة (جيمة) للتنور,على الرغم من سلبياتها الصحية والبيئية الخطرة,لكننا استطعنا الحصول على بعض الخبز وشعارنا ( شبعني اليوم واذبحني باجر)..
أما بخصوص الاستحمام فنحن نقترح على أصحاب المولدات الأهلية الذين وفروا لنا بعضا من الطاقة الكهربائية حين أدارت وزارة الكهرباء ظهرها لنا , نقترح عليهم اكمالاً لجودهم وكرمهم ومعروفهم أن يستغلوا الماء (الحار) الذي يسخن بشدة في (راديتر) المولدة وتحويل تدفقه (بدلاً من أن يذهب هدراً في المجاري وقد يزيد في انسداداتها) الى حمام صغير يُبنى الى جوار المولدة كي يستطيع أبناء المنطقة الاستحمام .. ويمكن لصاحب المولدة تنظيم العملية والاستفادة القصوى منها من خلال مخاطبة وزارة التجارة لاستيراد ( ليف وقباقيب) ذات المنشأ الصيني التي تمتاز عن غيرها برخص أسعارها ورداءة نوعيتها.. كما يمكن لصاحب المولدة تشغيل بعض شباب المنطقة العاطلين عن العمل في الحمام المقترح كـ(مدلكجية) على أن يكون زيهم محتشماً وبهذا سوف يساهم في القضاء على نسبة من نسب البطالة المتفشية في صفوف الشباب,شرط الا يسمح لأحد بالاستحمام الا بعد جلبه بطاقته التموينية وبطاقة السكن لاثبات أنه من سكنة المنطقة ويؤشر في سجل خاص تاريخ الاستحمام لضمان العدالة بين سكنة المنطقة .
وبهذا فأن صاحب المولدة سوف يحقق الكثير من الفوائد التي تصب في صالحه هو أولا, والمواطن ثانيا , والوطن ثالثا , فصاحب المولدة سيجني ربحا آخر مضافا الى أرباحه المتحققة من بيع الأمبيرات(ألف عافية) , والمواطن سيجد مكانا آمنا حارا ساخنا للاستحمام قريبا من داره ومسكنه , والوطن سيمتلئ ان شاء الله( من جديد ) بالمواطنين النظيفين وان كان بعضهم لا يمكن أن يتنظف حتى لو (غسلته ابتيزاب).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد