الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد .. المتنبي .. و الناس

كاظم غيلان

2008 / 10 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر مؤخراً عن دار الملاك للفنون والآداب والنشر كتاب (بغداد.. المتنبي.. والناس) لمؤلفه قحطان حبيب الملاك بواقع(134) صفحة من القطع المتوسط معزز بملحق صور تضمن العديد من المحاور التي اوضحت العمق التاريخي لشارع المتنبي وتاريخ الكتاب في العراق عبر العديد من الوقائع التي كشف عنها المؤلف في بحث دقيق ومفصل. ويتزامن صدور هذا الكتاب مع قرب عودة الحياة بشكلها الطبيعي لهذا الشارع التاريخي بعد الانتهاء من اعماره وتأهيله اثر تعرضه لحادث التفجير الارهابي في 5/ 3/ 2007، والذي الحق خرابا عارما في هذا الشارع والحق اضرارا كبيرة في ابرز مكتباته الشهيرة مع استشهاد عدد من اصحابها بالاضافة الى مقهى الشابندر التي غدت قبل الحادث مزارا لكتاب وادباء العراق
معلومات تاريخية
من المعلومات والوقائع التاريخية التي اوردها المؤلف دخول المطابع في هذا الشارع أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات وكانت أولى المطابع التي اسست هي: مطبعة العراق ومطبعة بغداد، اما أوائل المصحفين الذين اوردهم المؤلف نقلا عن دليل المملكة العراقية لعام 1936 فهم: سيد حسين / جهة الميدان، شيخ عيسى/ شارع المأمون، محمد اسماعيل الشيخلي/ شارع المتنبي، محمد صالح الاعظمي / شارع المتنبي، معمل تصحيف المملكة العراقية/ رأس القرية، كما يشير لوجود بئر ماء لسقاية الناس في الشارع حتى الاربعينيات، كما يعزز المؤلف بحثه عن تاريخ هذا الشارع بلمحة تاريخية كتبها السيد عبد الستار محمود العزاوي جاء في نصها: " كان يسمى هذا الشارع بشارع الاكمكخانة نظرا لوجود فرن للصمون ينتج للجيش(الاكمك معناه الخبز باللغة التركية) وقد شهدت توزيع الصمون بنفسي في هذا الشارع. والفرن هو البناية الجديدة التي فيها مكتبة الرباط وحسن حياوي وعدنان وغيرها مقابل مقهى الشابندر" ويمضي موضحاً :
" في العام 1936 تأسست لجنة برئاسة المرحوم الأديب طه الراوي لتغيير اسماء شوارع بغداد فأعطي اسم شارع المتنبي لوجود المطابع وبعض المكتبات ومجلدي الكتب فيه كما كان في هذا الشارع في بداية الخمسينيات خيرة أطباء العراق كالمرحوم الدكتور صائب شوكت والمرحوم الدكتور الآلوسي اضافة الى الدكتور الالماني ماكس باشا ماكوفسكي. وفي بداية الشارع من جهة شارع الرشيد كانت هناك صيدلية كاكا وصيدلية محمد علوش والتي تحولت الى اسم صيدلية المراد حيث اشتراها الصيدلي جوزيف مراد" ويعزز مصداقية هذه المعلومات ما اورده المرحوم الشيخ جلال الحنفي، بينما يشير الدكتور عماد عبد السلام رؤوف الى سر شارع المتنبي بالقول: " ليس من قارئ أو باحث او كاتب في بغداد ، بل وفي العراق كله لاتربطه بشارع المتنبي صلة ما، بل ليس من المتصور ان يكون المثقف مثقفا كليا دون ان يكون له وجود في هذا الشارع، باحثا عن كتاب نادر، او مقتنياً لكتاب حديث الصدور، أو متتبعا لآثار كاتب أو أديب أو شاعر، وقع عجيب ذلك الذي يتركه اسم شارع المتنبي في وجدان كل عراقي شغف بالكتاب ، وهو وقع يشبه مايتركه ذكر الحبيبة في قلب عاشق ملهوف من زيادة في النبض، وشوق الى تجدد اللقاء
زيارات ومفارقات
يستعرض المؤلف ابرز اسماء الشخصيات التي زارت شارع المتنبي من العلماء والساسة والادباء ومنهم عبد العزيز الميمني استاذ العربية بجامعة عليكره وأول من نبه العرب الى اهمية ابي العلاء المعري كما زاره امين الريحاني فيلسوف الفريكة واديبها وبقي مدة يجلس طوال النهار في المكتبة العصرية يوم نشر كتابه( قلب العراق)، وقد زار السوق ايضا محمد امين الخانجي العالم بالمخطوطات واشهر كتبي في العالم الاسلامي والشيخ خليل الخالدي العلامة بالمخطوطات وصاحب اكبر خزانة للكتب بالقدس الشريف بالاضافة للعديد من المستشرقين والباحثين" ومن المفارقات التي يوردها المؤلف ظاهرة سراق الكتب من الخدم والاولاد كسرقة مكتبة فهمي المدرس اذ يورد نصها:
" كان عنده خادم هندي، سطا على مكتبة المدرس شيئاً فشيئاً على مرور الايام فباع محتوياتها، كما ان الشريف محيي الدين احد نسباء العائلة المالكة كان يحرز من الكتب النفيسة، وقد كان حظها بعد ان باعني خادمه اياها حظ سابقتها في البيع، الا اني اشتريتها، بعد ان عرضتها على مكتبة المتحف العراقي وكان الاستاذ ساطع الحصري مدير الآثار يومذاك وهو صديق للشريف محيي الدين فلما رأى توقيعه على معظم تلك الكتب اسقط في يده فطلبني وسألني عنها فعرفته بطريقة شرائي اياها وعندئذ احيل الخادم الى المحكمة واعترف وكان الشاهد عليه طباخ الشريف وهو اخو السارق فحكم عليه بالحبس ولولا اعترافه لسجنت بدله
فواجع المتنبي
عديدة هي الكوارث التي كادت تهدد حياة هذا الشارع الحيوي التي كانت آخرها حادثة التفجير الارهابي ففي صبيحة الجمعة 20/ 8/ 1999 التهمت النيران مكتبة المثنى العريقة والغنية بكنوزها من الكتب والمجلدات والمصادر النفيسة التي اسسها المرحوم قاسم الرجب الذي يعد من ابرز واكثر الشخصيات التي عملت في هذا الشارع، كما لايخفي المؤلف المضايقات والمخاطر التي تعرض لها باعة الكتب في هذا الشارع أيام حكم الطاغية اذ يؤكد:
" كنا في مواجهة حقيقية وواقعية للظرف الصعب وللرقابة الأمنية التي يفرضها النظام والجهاز الامني علينا وبالاخص هنا في شارع المتنبي.. وعندما كان يقترب مسؤولو الأمن من الشارع ، فأن الاشارات كانت تنطلق من واحد لآخر لكي يخفي مالديه من كتب قد تكون في نظرهم ممنوعة" . ولكي اختتم عرضي هذا أورد بعضاً مما جاء في شهادة الزميل توفيق التميمي التي استشهد بها المؤلف: " سيبقى المتنبي الشاعر خالدا بالمتنبي الشارع ومتقمصا روحه.. في روح رواده وعشاقه الذين يزدادون.. كلما مرت الأجيال ومضت السنوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟